عندما نسأل الآباء والأمهات، هل تثق في طفلك؟ يكون الجواب دون تفكير، بالطبع أثق تماما في طفلي، غير أن تصرفات الآباء لا توحي بأنهم يثقون في أطفالهم، بدليل انهم يكثرون من توجيه أبنائهم على نحو “لا تنزل السلالم لوحدك”، “لا تجري لكي لا تسقط ” ولا تأكل لوحدك لأنك لا تعرف كيف تمسك الملعقة، سوف تلطخ ملابسك”، “لا تعرف كيف تراجع، سوف اقدم لك ملخص الدرس” و”عندما تكون جالسا مع الضيوف لا تتحدث لأن كلامك غير مهم”.

هذا الأمر يجعل من الصعب أن يعرف الطفل ما يمكن القيام به إذا لم يفسح له المجال لتفجير قدراته وإمكانياته وهذا راجع للحماية والخوف المفرط على الطفل من المخاطر الخارجية.. هذه تصرفات تجعل الطفل عاجز عن التصرف بمفرده ودائما يكون معتمدا على الآخرين ولا يخوض التجارب وبالتالي لا يعرف كيف يتعامل مع تحديات الحياة.

تقول ماريا منتسوري: “لا تساعد الطفل على القيام بالأعمال التي يمكنه القيام بها بمفرده”.

إذا قام الآباء بإنجاز ما كان يمكن للأطفال القيام به فهذا يدل على أنهم غير واثقين فيهم وهذا ما يفقد الطفل ثقته بنفسه، أي عدم الإحساس بقيمته الذاتية وأنه غير قادر على معرفة قدراته وإمكانياته.

الفرق بين الطفل الذي لديه ثقة بنفسه والذي ليس لديه الثقة في نفسه:

خطوات تقوية ثقة طفلك بنفسه

مهما كان سن طفلك فبإمكانك تغيير سلوكياته، فقط عليك تتبع الخطوات مع الكثير من الصبر.

امنح طفلك الشعور بالأمان والحب

يشعر الطفل بالحب والأمان وهو في بطن أمه … نعم فالجنين يشعر بحب والديه وهو لا يزال جنينا، فعلى الآباء التحدث للجنين والتعبير له عن حبهم له وشوقهم لحضنه وتقبيله وأنه سوف يحظى بالحماية والأمان، وبعد الولادة اغمره بالحنان والرعاية، عليك أن تحسسه أنه محبوب دون شروط، فأنت تحبه من أجل ذاته بفشله ونجاحه.

 أنت مخلوق من الله

التحدث مع الطفل بالقول إن الله عز وجل لم يخلق شيئا عبث أو بلا أهمية، فالله وهب له الامكانيات والقدرات وخلقه في أحسن صورة ليكون شخصا مهما، له دور ورسالة في هذه الحياة.

الثبات في المعاملة بين الأب والأم

يجب على الوالدين أن يكونوا على منهج واحد في تربية الطفل ويجب ان يكون قارا، الأب والأم واحد، فلا ينبغي أن يسمح الأب للطفل بالقيام بشيء والأم ترفض ذلك العمل، رغم تعارض وجهات النظر بين الأبوين لكي لا يتولد لديه عدم الاستقرار في اتخاذ القرار.

علم طفلك أن يرى الجوانب الإيجابية فيه

عندما تسمع أن طفلك يقول صفات سلبية عن نفسه، علمه أن يقول الصفات الايجابية عن نفسه، اجعله يكتب هذه الصفات ويرددها كل يوم وهو ينظر لنفسه في المرآة.

نمي مهارة الاستماع والتحاور لديه

يجب أن يكون النقاش والحوار منهجا بين الأب والطفل وبين الطفل والأم وبين الأب والأم ويجب أن يتعلم الطفل احترام آراء الآخرين وكذلك له الحق في إبداء رأيه واحترامه والأخذ به فهو عضو في هذه الأسرة.

حرية اختيار الأشياء الخاصة

عود طفلك على تحمل مسؤولية شخصه، عوده على اختيار ملابسه مثلا، مع تحديد هذه الملابس فمثلا قم باختيار خمس أو ست ملابس مناسبة للخروج، ثم اطلب منه اختيار ما يناسبه وامدح اختياره ليشعر بالثقة في اختياره.

تسجيله في نادي رياضي

إن ممارسة الرياضة تساعد على التخلص من الطاقة السلبية واستبدالها بالطاقة الايجابية، خاصة الرياضة الجماعية التي تحث على التحديات والمشاركة في النجاحات والاخفاقات.

التشجيع مفتاح الثقة

عندما يقوم طفلك بإنجازات ولو تبدو صغيرة في نظرك، قم بتشجيعه، ما سيدفعه إلى المزيد من الإنجازات والنجاحات التي تعزز ثقته بنفسه.

إن تربية الأطفال مسؤولية لايجب الاستهانة بها. فمن واجب الأولياء ان يهتموا بكل تصرفاتهم لأنها قد تولد لدى طفلهم العديد من المشاكل النفسية من أهمها عدم الثقة في النفس. اتباع النصائح المذكورة سابقا سوف تساعدكم على تنمية هذه الثقة لدى طفلكم مما سيساهم على انتاج شخص سوي في المستقبل.

يعقوبي.ج