مع تطور الأوضاع الأخيرة في فلسطين “غزة“، يتابع معظم الناس الأخبار والصور والقصص عبر التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي، مما يؤثر على نفسية الانسان ويدخله في دوامة كبيرة.
لهذا قامت جمعية علم النفس الأمريكية بإصدار بيان هذا الأسبوع تحذر من عدم الاكثار من اتباع الأخبار المؤلمة ومشاهدة كل الصور والفيديوهات العنيفة خاصة عند الأطفال لان هذا يؤثر سلبا على الصحة النفسية ويعيق حياة الشخص اليومية.
وحسب ما جاء في البيان فان ” علم النفس يخبرنا ان المشاعر المختلفة المتكونة من القلق والاجهاد والخوف الناتجة عن بعض الصدمات ممكن ان تكون لها آثار طويلة المدى على الصحة والرفاهية”، خاصة عند الأشخاص الذين لديهم عائلات وأصدقاء متواجدين في مكان القصف.
وسط كل هذه الأحداث، كيف يمكنك الاطلاع على الأخبار والحفاظ على صحتك النفسية؟
على رغم من كل الظروف الشخصية التي يمر بها الانسان في حياته، إلا أن هناك أحداث أخرى تبقى دائما تواجهنا مثل أزمة تغير المناخ او ازمة جائحة كوفيد والكوارث الطبيعية، الحروب وغيرها ….
جمعية علم النفس الامريكية حاولت ان تستعين بمختصين في الطب النفسي من مستشفى نيويرك بشأن كيفية التعامل مع تلك القضايا، الدكتورة جيل سلتز وهي أستاذة في مجال الطب النفسي، قالت ” ان الصور المنشورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تمثل مشكلة حقيقية لأنها تعطي انطباع قوي على أن (الخطر قادم)، خاصة وان الفيديو يمكن ان تميل الى الثبات في ذهن الانسان مثل الأفلام.
وأوضحت ” هنا المشكلة التي يواجهها الأشخاص الذين يتابعون اخر الاخبار، يرون بعض الصور المروعة التي تتجاوز الإنسانية المعتادة، فتترسخ في ذهنهم لدرجة انهم لا يستطيعون التركيز في حياتهم ولا حتى النوم”، فكل هذه الاثارة ممكن ان تؤدي مشكلة في الدماغ وبعدها في الجسم بالكامل وتسبب في تغير المزاج”، وتابعت الدكتورة ” ان استجابةفسيولوجية لتلك القصص والصور قد تؤدي الى عمل جهاز العصبي الودي، مما يسبب ظهور حالات القلق والتوتر والخوف.
وأشارت الى ان الانسان اذا بقي قلقاً لفترات طويلة، فإنه يبدأ يشعر بالحزن، ويتحول هذا الأخير الى إكتئاب ، و أكدت ” أنه أمرا مضر جدا لحياتنا النفسية، خاصة على الأطفال”، فتختلف الحالة حسب كل شخص فهناك أشخاص أكثر عرضة عن غيرهم وتصل بهم الحالة الى اضطراب ما بعد الصدمة خاصة مع التدفق المستمر للقصص وتلك الصور العنيفة.
خلال هذه الفترة، من المهم جدا العناية بصحتك النفسية، إليك بعض النصائح للمساعدة في ذلك
نصحت الدكتورة سالتز الى ضرورة الحد من تناول الأخبار واتباعها وعدم اتباعها على منصات التواصل الاجتماعي، لأنها تؤثر على نفسية الانسان خاصة إذا كان المحتوى حساس جدا.
واوصت الدكتورة الى تحديد وقت معين لاتباع الاخبار وعدم تجاوز 30 دقيقة يومياً، وألا تكون هذه المدة قريبة لموعد النوم لأنها يمكن ان تؤثر بشكل كبير على جودة النوم، مما قد يؤدي الى حالة من القلق في الأيام المقبلة، اما فيما يخص مصادر الأخبار فيجب الاعتماد على مصدر واحد او اثنين فقط.
ما هي أهم الطرق والوسائل للتغلب على القلق والتوتر؟
ترى الدكتورة سالتز الى ان اشتعال الخوف والتور اللوزة الدماغية عند الانسان، وهي جزء منه الذي يتحكم في الاستجابة العاطفية، فهنا نكون في حالة العقل الحكيم. فيمكننا طبعا ان نتغلب عليه وان نتحكم فيه من خلال القيام ببعض النشاطات الفسيولوجية لتهدئة نظامنا العصبي وهذا بأخذ بعض الدقائق للتنفس العميق والسريع واسترخاء العضلات. كما يمكن استخدام تقنية المشي والتي ثبتت علميا انها تقلل من التوتر، ويفضل ان يكون في الطبيعة.
يجب القيام ببعض النشاطات التي تجعلك تشعر بالتحسن، يمكن من خلال مشاهدة محتوى إيجابي لمواجهة السلبيات.
أنت لست بمفردك … شارك أفكارك مع غيرك
تقول الدكتور ˮ إذا كنت تشعر بالوحدة، اعلم ان لديك عائلة وأصدقاء، تواصل معهم وشاركهم أفكارك واهتماماتك، وإذا كنت بحاجة الى دعم إضافي فلا تترد في مراجعة مختصي الصحة النفسية ˮ.
الجميع يشعر بالقلق والخوف والتوتر في هذه الفترة بالتحديد، لهذا حاول ان تبتعد عن الأخبار والأشخاص الذين يرون كل شيء سيئ من الوضع، لأن حديثهم يمكن ان يؤدي الى اثارة مشاعرك.
عائشة و.ح