تتسبب تلك الرقائق البيضاء الصغيرة التي تتراكم على الأكتاف أو الياقات في إزعاج شخص من بين كل اثنين، ورغم انتشارها الواسع، فإن القشرة تترك أثرًا اجتماعيًا كبيرًا، سواء من حيث مدى انتشارها أو تأثيرها على تصرفات الأفراد.
وأول ما يتبادر إلى الذهن هو التأثير الجمالي، أين تتسبب القشرة الظاهرة على الملابس، والحكة المستمرة في فروة الرأس، والشعر الذي يبدو باهتًا رغم الغسل اليومي في إبراز المشكلة بشكل أكبر ، في حين أن ارتداء الملابس الداكنة يصبح تحديًا أمام القشرة .إلى جانب ذلك، تعد القشرة إشارة إلى وجود مشكلة فسيولوجية قد تؤثر على صحة الشعر
ما هي القشرة؟
القشرة هي حالة شائعة تصيب فروة الرأس، تتميز بتراكم خلايا الجلد الميتة التي تتشكل على شكل رقائق بيضاء مرئية، وتنقسم القشرة إلى نوعين حسب حالة فروة الرأس: جافة أو دهنية.
وتظهر القشرة على فروة الرأس الجافة في شكل رقائق بيضاء صغيرة وخفيفة تتساقط بسهولة على الملابس، أما على فروة الرأس الدهنية، تكون الرقائق أكبر وأكثر سمكًا، وغالبًا ما تبقى ملتصقة بجذور الشعر، في حين أن التهاب الجلد الدهني – وهو شكل أكثر حدة من قشرة الرأس الدهنية- يتجلى في التهاب واحمرار على مستوى خط الشعر، يرافقه تقشر.
ما هي أسباب القشرة ؟
تنتج القشرة عن تقشر مفرط لفروة الرأس، وإليك أهم الأسباب الرئيسية:
- التجدد الطبيعي: تتجدد خلايا الجلد في فروة الرأس كل أسبوعين وتتخلص منها على شكل رقائق صغيرة غير مرئية.
- الأمراض الجلدية: بعض الحالات يمكن أن تؤدي إلى ظهور القشرة، مثل:
- الصدفية: الصدفية هي مرض مناعي ذاتي مزمن يؤدي إلى تسريع تجدد الخلايا، وهذا ما يسبب تشكيل صفائح سميكة ومتقشرة على الجلد، بما في ذلك فروة الرأس، كما أن هذه الصفائح قد تتقشر وتشكل قشرة مرئية، والصدفية قد تصاحبها حكة، احمرار والتهاب، في حين يمكن أن يتسبب الإجهاد أو العدوى أو بعض الأدوية في تفاقم الحالة.
- التهاب الجلد الدهني: هذه الحالة الجلدية تتميز بالتهاب وتقشر مفرط غالبًا في المناطق الغنية بالغدد الدهنية مثل فروة الرأس والوجه والصدر ، وعادة ما يرتبط التهاب الجلد الدهني بنمو زائد لخميرة مالاسيزيا ”Pityrosporum ovale”، وتشمل الأعراض احمرارًا وحكة، وظهور قشرة دهنية أو جافة، في حين قد تزداد الحالة سوءً بسبب الإجهاد والتغيرات المناخية أو الاختلالات الهرمونية.
- الوردية: الوردية هي مرض جلدي مزمن يسبب احمرارًا وتمددا للأوعية الدموية، وفي بعض الأحيان ظهور بثور على الوجه، ورغم أنها ليست مرتبطة مباشرة بالقشرة، فإن الأشخاص المصابين بها قد يظهرون قشرة على فروة الرأس بسبب الالتهاب والتهيج المرتبطين بالمرض، كما يمكن أن يساعد علاج الوردية، وخاصةً باستخدام العلاجات الموضعية، في تخفيف الأعراض وتقليل ظهور القشرة.
- التهاب الجلد التأتبي (إكزيما): التهاب الجلد التأتبي أو إكزيما هي حالة التهابية تسبب حكة واحمرارًا وتقشرًا، وعلى الرغم من أنها أكثر شيوعًا في مناطق أخرى من الجسم، يمكن أن تؤثر أيضًا على فروة الرأس مسببة ظهور القشرة ، في حين تختلف أسباب الإكزيما ، وقد تشمل عوامل وراثية وحساسية، أو مهيجات بيئية، كما يمكن أن يساعد العلاج المناسب الذي يصفه غالبًا طبيب الجلد، في السيطرة على الأعراض وتقليل التقشر.
- العدوى الفطرية: يمكن أن تسبب الفطريات تجديدًا خلويًا سريعًا جدًا، مما يؤدي إلى موت الخلايا بشكل مبكر.
- تسريع عملية تجديد الخلايا: يمكن أن تؤدي عوامل خارجية إلى تسريع هذا التجديد، مما يؤدي إلى ظهور خلايا ميتة على السطح.
- القشرة الجافة: يمكن أن تكون ناتجة عن:
- استخدام شامبو قاسي
- ماء يحتوي على تركيز عالٍ من الكالسيوم والمغنيسيوم.
- تسريحات شعر عنيفة
- قضاء العطل في حمام السباحة أو تحت أشعة الشمس
- القشرة الدهنية: السبب الرئيسي لذلك هي خميرة مالاسيزيا ”Pityrosporum ovale” التي تتكاثر في فروة رأس دهنية جدًا، مما يؤدي إلى الالتهاب والتقشر.
ومع ذلك، هناك بعض العادات الحياتية والظروف البيئية التي قد تساعد على ظهور القشرة:
- التدخين: للتدخين آثار ضارة على صحة البشرة العامة، بما في ذلك فروة الرأس، أين يمكن أن يقلل من تدفق الدم ويقلل من إمداد العناصر الغذائية الأساسية، مما قد يؤثر على ترطيب فروة الرأس ويعزز التقشر، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تهيج السموم الموجودة في دخان السجائر فروة الرأس، مما يزيد من سوء القشرة.
- الهواء الجاف جدًا: يمكن أن يؤدي بيئة ذات هواء جاف جدًا، وغالبًا ما تكون بسبب التدفئة أو التكييف، إلى جفاف فروة الرأس، كما يمكن أن يؤدي هذا الجفاف إلى تقشر مفرط، مما يجعل القشرة أكثر وضوحًا ، في حين أن استخدام مرطب مساعد في الحفاظ على مستوى مناسب من الرطوبة ومنع هذه المشكلة.
- الاستخدام المتكرر لمجفف الشعر: يمكن أن يؤدي الاستخدام المفرط لمجفف الشعر إلى جفاف فروة الرأس والشعر، مما يعزز ظهور القشرة ، حيث تتسبب الحرارة الشديدة في تهيج فروة الرأس، مما يؤدي الى حدوث التهاب وقشرة ، لذا يُنصح باستخدام مجفف الشعر على درجة حرارة منخفضة وترك الشعر يجف في الهواء عندما يكون ذلك ممكنًا.
- الشامبو غير المغسول جيدًا: يمكن أن يترك الشامبو غير المغسول جيدًا بقايا من المنتجات على فروة الرأس، مما قد يسبب تهيجات ويعزز تكوين القشرة، ولأجل هذا من الضروري غسل الشعر جيدًا بعد الشامبو للتخلص من أي منتج وتجنب تراكم البقايا.
- الإجهاد: الإجهاد هو عامل معروف يسبب العديد من الحالات الجلدية، بما في ذلك القشرة ، حيث يخل بتوازن الهرمونات ويزيد من إنتاج الدهون، مما يعزز تكاثر الفطريات والتهاب فروة الرأس ، لذا فإن تقنيات إدارة الإجهاد، مثل التأمل أو ممارسة الرياضة مفيدة لتجنب القشرة .
- القلق: تمامًا مثل الإجهاد، يمكن أن يؤثر القلق على صحة فروة الرأس ، إذ يعزز الظروف القائمة ويعطل الدورة الطبيعية لتجديد الخلايا، مما يؤدي إلى زيادة التقشر، في حين يمكن أن يساعد معالجة القلق من خلال طرق علاجية أو أنشطة مريحة، في تقليل القشرة.
- التهاب فروة الرأس: يمكن أن يساهم الالتهاب الناتج عن نقص النظافة أو فائض الدهون أو الحك المتكرر أيضًا في ظهور القشرة ، حيث تصبح فروة الرأس غير المعتنى بها بيئة ملائمة للتهيجات وتكاثر الميكروبات، لذلك من المهم الحفاظ على روتين مناسب للعناية بالشعر، بما في ذلك تنظيف فروة الرأس بانتظام وبشكل لطيف.
الكلمات المفتاحية: قشرة؛ شعر؛ شامبو؛ دهنية؛ التهابات؛ فطرية؛