يمكن أن تتأثر آلام المفاصل التي غالبًا ما تتفاقم بسبب الالتهاب، بنظامنا الغذائي. ومن بين العوامل الرئيسية يلعب الاستهلاك المفرط لبعض الزيوت الغنية بالأوميغا 6 دورًا كبيرًا. لذا فإن نظام غذائي أكثر توازنًا، يعزز الأوميغا 3 والمغذيات المضادة للالتهابات، كما يمكن أن يساعد في تخفيف هذه الآلام وتحسين صحة المفاصل.
لماذا تُعد بعض الزيوت ضارة بالمفاصل؟
تُعد الزيوت النباتية مصدرًا مهمًا للدهون الضرورية لوظائف الجسم السليمة، لكن ليست كل الزيوت متساوية في الفائدة، فبعض الزيوت الغنية جدًا بالأوميغا 6 تُصنّف كمسببة للالتهاب، مما يعني أنها عند تناولها بكميات زائدة، تُشجّع على الالتهاب وتزيد من حدة آلام المفاصل.
وبحسب مختصين في العلاج الطبيعي فإن المشكلة لا تكمن في الأوميغا 6 بحد ذاتها، بل في اختلال التوازن بين الأوميغا 6 والأوميغا 3 في النظام الغذائي الحديث.
فالنسبة المثالية يجب أن تكون 4:1، أي أربع مرات من الأوميغا 6 مقابل مرة واحدة من الأوميغا 3. لكن في العادات الغذائية الغربية، فيما تصل هذه النسبة أحيانًا إلى 15:1 أو حتى 20:1، وهذا الخلل يؤدي إلى بيئة التهابية مزمنة، تؤثر مباشرة على المفاصل.
الزيوت التي يجب تجنبها لتقليل الالتهاب
بعض الزيوت الغنية جدًا بالأوميغا 6 يجب استهلاكها باعتدال، أو تجنّبها تمامًا في حال وجود آلام مفصلية:
- زيت بذور العنب: يحتوي على 70-75% من الأوميغا-6
- زيت عباد الشمس: 60-70%
- زيت الذرة: 50-60%
- زيت الصويا: 50-55%
فهذه الزيوت شائعة جدًا في الأطعمة الصناعية، والمقليات، والصلصات التجارية، والمأكولات السريعة. كما أن تقليل استهلاكها يساعد على الحد من الالتهاب وبالتالي تخفيف آلام المفاصل.
وفي السياق ذاته فإن لحوم الحيوانات التي يتم تربيتها في مزارع صناعية وتتغذى بالحبوب الغنية بالأوميغا 6 تسهم أيضًا في هذا الخلل. لذا يُنصح باختيار لحوم من مصادر طبيعية، حيث تتغذى الحيوانات على العشب، وهو مصدر طبيعي للأوميغا 3.
البدائل المفيدة للمفاصل
لاستعادة التوازن بين الأوميغا 6 والأوميغا 3، من الضروري إدراج أطعمة ذات خصائص مضادة للالتهاب ضمن النظام الغذائي.
أفضل مصادر الأوميغا 3
- الأسماك الدهنية: مثل السلمون، السردين، والماكريل
- الزيوت النباتية: مثل زيت الكتان
- البذور: مثل بذور الشيا، الكتان، والقنب
- المكسرات: مثل الجوز واللوز
الأطعمة المضادة للالتهاب الموصى بها
- الخضروات والفواكه الغنية بمضادات الأكسدة: مثل التوت الأحمر، الخرشوف، والبروكلي
- التوابل ذات الخصائص المضادة للالتهاب: مثل الكركم، الزنجبيل، والقرفة
- الأطعمة الغنية بالبوليفينولات: مثل الشوكولاتة الداكنة والشاي الأخضر
من خلال التركيز على هذه الأطعمة بشكل يومي، يمكن تقليل الالتهاب بشكل طبيعي، وتحسين الصحة القلبية، والدماغية، والمفصلية.
إعادة التوازن الغذائي أمر أساسي لحماية المفاصل
يساهم النظام الغذائي العصري الغني جدًا بالزيوت المسببة للالتهاب، في زيادة آلام المفاصل. ولحماية المفاصل وتحسين نوعية الحياة، من الضروري:
- تقليل استهلاك الزيوت الغنية بالأوميغا 6
- تفضيل الأطعمة الغنية بالأوميغا 3
- اتباع نظام غذائي مضاد للالتهاب
يمكن لتعديل بسيط في النظام الغذائي أن يُحدث فرقًا كبيرًا في مستوى الألم، والقدرة على الحركة، وجودة الحياة، كما أن اختيار مصادر الدهون بعناية يعني أيضًا منح الجسم فرصة أفضل للحفاظ على صحته على المدى الطويل.
