هشاشة العظام هي حالة صحية تسبب ضعف في العظام، مما يجعلها هشة وأكثر عرضة للكسر، ويعتبر من أكثر الأمراض شيوعا، وتشير الدراسات الى أن النساء أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام حيث يؤثر في واحدة ما بين كل ثلاث نساء، مقارنة برجال 1 من بين كل 5 رجال. ومن أكثر الإصابات عند الأشخاص المصابين بهذا الأخير هي كسر الورك والعمود الفقري، ومع ذلك يمكن أن تحدث الكسور في أماكن أخرى مثل الذراع والحوض.
الدكتورة ” سيلمي فريدة ”، طبيبة مختصة في جراحة العظام في مستشفى باب الواد في العاصمة، أوضحت أن هشاشة العظام يمكن ان تتطور بدون ظهور أي عرض أو آلام، ولا يتم اكتشافها حتى تتسبب العظام في حدوث عدة كسور مصحوبة بآلام، خاصة على مستوى الورك او العمود الفقري.
وكشفت الدكتورة أن هشاشة العظام أصبحت منتشرة عند الشباب، مع أن العديد من الرجال يعتقدون أنهم ليسوا معرضون لخطر الإصابة بالمرض، ومع ذلك، فان كل الفئات أصبحت معرضة لخطر الإصابة بهذا المرض ويبقى سبب ظهوره مجهول نوعا ما.
وشرحت بخصوص الأعراض ان مشكلة هشاشة العظام في المراحل المبكرة لا يشعر المريض بأي ألم، لكن عند تقدم الحالة تظهر بعض الاعراض بالظهور منها: ألم أسفل الظهر وانحنائه، كسر العظم بسهولة، حدوث كسر في الفقرات، وحوض الفخذين.
وأرجعت المختصة أسباب وعوامل خطر هشاشة العظام الى نقص في المعادن التي تدخل في تكوين العظام، فعند النساء في سن اليأس وفي مرحلة انقطاع الطمث يعود سببها الى هبوط مستوى الأستروجين في تلك الفترة. يمكن أيضا لاستخدام لبعض الأدوية على المدى الطويل ان يسبب فقدان العظام وهشاشته مثل أدوية التهاب المفاصل الروماتويدي ، أدوية السرطان الخاصة بثدي والبروستاتا، بعض أدوية السكري من النوع.
أما عن العوامل الأخرى التي يمكن تزيد خطر الإصابة بهذا المرض، قالت ” يمكن لانخفاض في مستوى النشاط البدني والسمنة، واستهلاك الكحول والتدخين بكثرة. بالإضافة الى نقص الكالسيوم، واضطراب الشهية وجراحة الجهاز الهضمي، وبعض المشكلات الطبية الأخرى: مرض التهاب الأمعاء، أمراض الكلى، الداء الباطني.
كيف يمكننا تقليل خطر الإصابة بهشاشة العظام؟
عادة ما تكون التمارين الرياضية، والحصول على ما يكفي من الكالسيوم وفيتامين د في نظامنا الغذائي هو كل ما نحتاجه للوقاية من هشاشة العظام، إليكم بعض الخطوات التي يمكن ان تساعدنا في الحفاظ على صحة العظام:
النشاط البدني وممارسة الرياضة
أكدت الدكتورة سيلمي أن النشاط البدني وممارسة الرياضة له أهمية كبيرة للوقاية من هشاشة العظام، وحذرت في نفس السياق الأشخاص الذين تم تشخيصهم بهشاشة العظام الى ضرورة ابلاغ طبيبهم المعالج قبل البدء في ممارسة الرياضية، لان هناك بعض النشاطات لا تناسب المرضى.
ونصحت، ” من الأفضل أن يقوم المريض ببدء النشاط تدريجيا وممارسة الرياضة باعتدال وعدم التسرع لتجنب أي مخاطر”. وللحفاظ على العظام أنصح الأشخاص الأصحاء بالمشي، والجري وممارسة تمارين الوقوف على قدم واحدة لتعزيز التوازن لتجنب السقوط.
تجنب التدخين
قالت الدكتورة، ” يمكن للنيكوتين أن يؤثر على عملية إنتاج الخلايا المشكلة للعظام، ويقلل من امتصاص الكالسيوم من الأغذية الني نتناولها، لهذا أنصح دائما بعدم التدخين وتجنبه”.
عدم تجاوز جرعات الدواء
تقول الدكتورة المختصة في جراحة العظام،” في الحالة التي تستدعي الى تباع علاج معين، خاصة وان اليوم أصبح هناك أدوية فعالة متوفرة للمساعدة في بناء العظام والوقاية من أي كسر، يجب عدم تجاوز الجرعة الموصي بها، واتباع نصائح الطبيب المعالج.
وأوضحت سيلمي ان علاج مشكلة هشاشة العظام يتطلب الوقاية من الكسور كأول خطوة، مع التركيز عل تحسين مستوى فيتامين د والكالسيوم في الجسم، ويجب على المرضى ان يحرصوا على ابعاد مصادر الخطر وينتبهوا من السقوط خاصة في البيت، التخلص من أي أدوات تسبب التعثر مثل السجادات والأرضيات الزلقة، ارتدي معدات الحماية لجميع الأنشطة الرياضية.
تحسين نمطك الغذائي
ان أحد العوامل الرئيسية التي تلعب دورا هاماً في الوقاية من هشاشة العظام وعلاجها هو تحسين واتباع نمط غذائي صحي، وتنصح الدكتورة باتباع حمية علاجية صحية والتركيز على تناول كميات كافية من الكالسيوم والفيتامين د.
وأوضحت المختصة ” يمكن للمرضى الحصول على كميات كافية من الكالسيوم من مصادر طبيعية من الغذاء والتعرض لأشعة الشمس بطريقة آمنة لتحفيز انتاج فيتامين د في الجسم، ويمكن استشارة الطبيب من أجل الاستعانة ببعض المكملات الغذائية لضمان تلبية احتياجات الجسم”.
وفي الأخير لا تنتظر حتى تصاب بكسر في العظام لتتخذ خطوات لتحسين صحة عظامك، وانما يمكنك البدء في أي مرحلة! يمكن أيضا ممارسة بعض التمارين الرياضية بطريقة صحية لتحسين قوة ساقك وتوازنها.
عائشة و.ح