منذ عام 1911، يُحتفل باليوم العالمي لحقوق المرأة في 8 مارس من كل عام. وفي عام 2025، تسلط مجلة “صحتي، حياتي” الضوء على قضية جوهرية: “وصول المرأة إلى الرعاية الصحية والصحة”.
في 8 مارس 2025، دعونا نحتفل معًا باليوم العالمي للمرأة تحت شعار “لكل النساء والفتيات: حقوق، مساواة، وتمكين”، أين يركز هذا العام على إجراءات ملموسة لتحرير الطاقات، وتعزيز القوة، وضمان المساواة في الحقوق لجميع النساء وذلك بهدف بناء مستقبل شامل ومؤكد على النسوية، حيث لا يُترك أحد خلف الركب. في قلب هذه الرؤية، يأتي تمكين الأجيال الشابة، لا سيما الفتيات والمراهقات، ليصبحن فاعلات في تحقيق تغيير مستدام.
الصحة النسائية: تحديات وفرص
في السنوات الأخيرة أصبحت صحة المرأة قضية محورية، مع تزايد الوعي بالتحديات المرتبطة بها. ومع ذلك لا تزال هناك العديد من الصعوبات لضمان حصول كل امرأة على رعاية مناسبة في جميع مراحل حياتها.
وعلى الرغم من تطور العقليات، لا تزال صحة المرأة تُختزل في الغالب في قضايا الأمومة والإنجاب، في حين أنها تشمل جوانب أكثر تعقيدًا مثل:
- الوصول إلى الرعاية الصحية ووسائل الوقاية.
- البحوث الطبية المتخصصة في الأمراض النسائية.
- التوعية الصحية والمساواة في فرص العلاج.
احتياجات خاصة يجب مراعاتها
تتميز صحة المرأة بخصائص فيزيولوجية وطبية لم تتم دراستها بشكل كافٍ بعد، مما يستدعي تكييف النهج الطبي التقليدي. فإلى جانب الدورات الطبيعية مثل الحمل أو انقطاع الطمث، هناك أمراض مثل الربو، الذئبة، أو السرطانات النسائية التي تظهر وتتطور أو تُشخَّص بطرق مختلفة لدى النساء.
وتواجه النساء مخاطر صحية محددة غالبًا ما تكون غير معروفة أو لم تُؤخذ في الاعتبار بالشكل الكافي، ومن بينها:
- أمراض القلب والأوعية الدموية، وهي السبب الأول للوفاة بين النساء.
- السرطانات النسائية (سرطان الثدي، وسرطان الرحم).
- الاضطرابات النفسية (الاكتئاب، القلق).
- التغيرات الهرمونية (المراهقة، الأمومة، انقطاع الطمث).
- الرعاية الصحية للأم والطفل.
- التعامل مع الإجهاض التلقائي (الطبي).
- الفقر المتعلق بالدورة الشهرية.
- التوعية بالنظافة الشخصية.
- الرعاية الصحية أثناء انقطاع الطمث.
هذا وتثني مجلة “صحتي، حياتي” على التزام وزير الصحة بهذه القضايا ذات الأولوية.
ضعف الوعي والمتابعة الطبية
إحدى المشكلات المثيرة للقلق هي أن النساء لا يُولِين الأولوية لصحتهن، حيث يضعن صحة أطفالهن، أو أزواجهن، أو والديهن في المقام الأول، وكثيرات منهن يؤجلن أو يلغين مواعيدهن الطبية، مما يزيد من ضعفهن أمام الأمراض.
إضافة إلى ذلك تؤدي عوامل أخرى مثل الفقر، الإعاقة، والعنف إلى تعقيد وصول النساء إلى الرعاية الصحية والوقاية.
الاستثمار في صحة المرأة: ضرورة عالمية
تشدد منظمة الصحة العالمية على أهمية زيادة الاستثمار في صحة النساء. فعلى الرغم من التقدم المحرز، لا تزال هناك فجوات في البحث الطبي والتعامل مع الأمراض الخاصة بالنساء.
وتشمل بعض الأمراض التي تتطلب مزيدًا من البحث والاستثمار:
- سرطان عنق الرحم.
- الانتباذ البطاني الرحمي (Endométriose).
- مضاعفات انقطاع الطمث.
- العضال الغدي الرحمي (Adénomyose).
من جهتها تؤكد منظمة الصحة العالمية أن تسريع الجهود المبذولة لدعم صحة المرأة يعود بالفائدة على المجتمع والاقتصاد ككل.
ضرورة إعادة التفكير في صحة المرأة
ظلت القضايا الصحية الخاصة بالمرأة محاطة بالكثير من التابوهات والإهمال، مما أدى إلى تفاقم التفاوتات الصحية بين الجنسين. لذلك من الضروري أخذ هذه الخصائص بعين الاعتبار لمنع المخاطر وتعزيز وصول النساء إلى الرعاية الصحية.
لمواجهة هذه التحديات، من الضروري تبني نهج جديد يشمل:
- زيادة الوعي لدى صناع القرار والعاملين في القطاع الصحي بشأن القضايا الصحية الخاصة بالمرأة.
- توفير فحوصات طبية أكثر سهولة وتكيفًا مع الاحتياجات النسائية.
- تشجيع النساء على العناية بصحتهن منذ سن مبكرة.
التزام السلطات الجزائرية
تجدد الجزائر التزامها بتحسين الرعاية الصحية للمرأة، ورغم أن هناك المزيد من التقدم الذي يجب تحقيقه، إلا أن حملات التوعية والإجراءات الملموسة تتطور لضمان وصول أفضل إلى الرعاية الصحية والمساواة الحقيقية في المجال الصحي.
يمثل اليوم العالمي لحقوق المرأة فرصة ليس فقط للاحتفال بالتقدم المحرز، ولكن أيضًا لتسليط الضوء على العقبات التي لا تزال قائمة. لا يمكن بناء مجتمع أكثر عدالة ومساواة إلا من خلال تحسين الرعاية الصحية للمرأة في جميع مراحل حياتها.
الكلمات المفتاحية: المرأة؛ مارس؛ الصحة؛ الحقوق؛ اليوم العالمي؛ المرض.