صحة جيدة لحياة أفضل

نتائج دراسة حول آثار تغير المناخ على صحة الأطفال

حرر : شعبان بوعريسة | صحفي
30 أكتوبر 2024

تم يوم الإثنين في الجزائر عرض نتائج دراسة أولية حول تحديات تغير المناخ لصحة وتطوير الأطفال والمراهقين ، اين أجريت هذه الدراسة من قبل وزارة الصحة بالتعاون مع اليونيسف في الجزائر، وذلك بدعم من قطاعات متنوعة، فيما سلطت الضوء على القضايا الحاسمة المتعلقة بهذه المشكلة.

وخلال العرض، أكد جمال فورار، مدير الوقاية وترقية الصحة بوزارة الصحة على أهمية هذا اللقاء، وأوضح أن هذا الحدث يهدف إلى تعزيز تبادل الخبرات والمعرفة لإثراء الدراسة حول آثار تغير المناخ على صحة الأطفال والمراهقين.

وتحدث السيد فورار عن السياق المناخي وآثاره على الفئات الأكثر ضعفًا خاصة الأطفال، وشدد على ضرورة تكثيف الجهود المشتركة لوضع خطة عمل تهدف إلى مواجهة التحديات المرتبطة بتغير المناخ، والتي قد تترتب عليها عواقب وخيمة على صحة الفئات الهشة.

كما دعا ذات المتحدث إلى إنشاء نظام مراقبة لبعض الأمراض التي تفاقمت بسبب تغير المناخ، ودعا السيد فورار ضرورة التكيف مع الوضع الصحي في مواجهة هذه التطورات، وكذلك إقامة نظام إنذار وتحديد المشكلات الصحية المرتبطة بالمناخ.

هذا وسيتم الكشف عن النتائج النهائية لهذه الدراسة في ديسمبر المقبل بعد الانتهاء منها ، اين تقترح الدراسة تدابير وآليات للتخفيف من آثار تغير المناخ وحماية صحة الفئات الضعيفة.

يشير الاحتباس الحراري إلى التغيرات طويلة الأمد في درجات الحرارة والظروف المناخية، ويتجلى ذلك بشكل خاص من خلال زيادة تكرار وشدة الأحداث الجوية المتطرفة، مثل موجات الحر، والأمطار الغزيرة والأعاصير.

وعلى مدار العقود الأخيرة، تم تحقيق تقدم كبير في تقليل معدل وفيات الأطفال، حيث انخفض عدد الوفيات بين الأطفال دون سن الخامسة من 93 حالة وفاة لكل 1000 ولادة حية في عام 1990 إلى 37 في عام 2022، ومع ذلك يواجه العديد من الأطفال اليوم تهديدات لصحتهم ورفاهيتهم على المدى الطويل بسبب تأثيرات تغير المناخ.

  • في عام 2023 تعرض أكثر من مليار طفل لمخاطر مناخية عالية للغاية. 
  • يموت كل عام 1.7 مليون طفل دون سن الخامسة بسبب الأضرار البيئية المتفاقمة بسبب الاحتباس الحراري. 
  • الأطفال المولودون في عام 2020 سيشهدون الكوارث البيئية سبع مرات أكثر من أجدادهم. 
  • الأطفال والنساء لديهم فرصة أكبر بمقدار 14 مرة من الرجال لفقدان حياتهم نتيجة لكارثة طبيعية. 

وتمس تغيرات المناخ تقريبًا جميع جوانب الصحة ورفاهية الأطفال، بدءً من الحمل وحتى سن المراهقة، وتزداد هذه الآثار حدة مع تزايد التقلبات المناخية.

  • المخاطر عند الولادة:  تشكل الآثار السلبية عند الولادة مثل الولادة المبكرة وانخفاض الوزن، مصدر قلق كبير، وتزداد هذه المخاطر بفعل معظم تقلبات المناخ، بما في ذلك تلوث الهواء ودرجات الحرارة المرتفعة، مما يزيد من فرص الوفاة بين حديثي الولادة والرضع.
  • الأمراض المعدية وسوء التغذية:ومن المتوقع أن تتزايد الأمراض المعدية التي قد تكون مميتة للأطفال مثل الملاريا، بسبب تغير المناخ، وفي الوقت نفسه قد تزداد سوء التغذية التي تعتبر مسؤولة عن نصف وفيات الأطفال دون سن الخامسة في العالم، نتيجة للظواهر الجوية المتطرفة، كما تمثل الإصابات الناتجة عن هذه الأحداث العنيفة خطرًا متزايدًا آخر.
  • الأمراض غير المعدية:  تعد الأمراض غير المعدية من بين الأسباب الرئيسية لوفيات الأطفال مثل الربو، ويزداد انتشارها نتيجة لتغيير النظم البيئية، مما يؤدي إلى عواقب ضارة على المدى الطويل لصحة الأطفال.
  • تهديد الصحة النفسية:  وأخيرًا تضر الظواهر الجوية المتطرفة وتغير المناخ ليس فقط بالصحة الجسدية، بل تعرض أيضًا الصحة النفسية للأطفال والمراهقين للخطر، مما يزيد من التحديات التي يواجهونها.

تزداد آثار تغير المناخ على صحة الأطفال بفعل خمسة عوامل مضاعفة:

  • نقص المياه وتلوث المياه.
  • انعدام الأمن الغذائي وتلوث الطعام.
  • الأضرار الهيكلية.
  • انقطاع الخدمات.
  • النزوح.

وتختلف شدة هذه الآثار حسب الفوارق والضعف الذي يواجهه الأطفال، بما في ذلك وضعهم الاجتماعي والاقتصادي ونوعهم ومكان إقامتهم، وحالتهم الصحية الحالية، فضلا عن السياق والقدرات في بلدانهم.

يعيش نحو نصف الأطفال في العالم في دول تعاني من ضعف شديد أمام آثار تغير المناخ،  وبينما يهدد تغير المناخ بإعادة النظر في التقدم المحرز في مجال صحة الأطفال، يصبح كوكب الأرض أكثر خطرًا على الفئات الأكثر شبابًا.

يواجه العالم نقطة تحول حاسمة، وللأسف لا توجد تقديرات لآثار تغير المناخ الحالية على وفيات الأطفال ومرضاهم، ولم يتم إعداد أي توقعات بشأن العبء المستقبلي. فإذا لم نكثف جهودنا في التخفيف والتكيف على الفور، فإن أطفال اليوم والأجيال القادمة سيستمرون في كونهم الضحايا الرئيسيين لتغير المناخ، مما يهدد بقائهم وصحتهم ورفاهيتهم على المدى الطويل.

في مواجهة هذه الحالة المقلقة، تعد ثلاث توصيات مصحوبة بتدابير ملموسة ضرورية جدا:

يجب على الدول ذات الدخل المرتفع التحرك بسرعة لتقليل انبعاثاتها للامتثال للحد المطلوب 1.5 درجة مئوية، كما يجب أن تنفذ تدابير طموحة للتخفيف وتدعم الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط في انتقالها الطاقي، بالاضافة الى ضرورة إعطاء الإجراءات الأولوية لفائدة صحة الأطفال، بما في ذلك:

  • ضمان الوصول الشامل إلى الوقود النظيف والتقنيات الحديثة للطهي لتقليل الوفيات الناتجة عن تلوث الهواء الداخلي.
  • تعزيز الانتقال إلى الطاقة المستدامة في الخدمات الأساسية والبنية التحتية الخضراء.
  • إقامة برامج تعليمية حول تغير المناخ، تشجع على التنقل النشط وتعزز التغذية الصحية المستدامة
  •  دمج تقنيات إزالة الكربون في استراتيجيات التحول.

يجب أن توفر استراتيجيات التكيف كل من المعلومات والمهارات اللازمة للمسؤولين ومقدمي الخدمات لحماية الأطفال وهذا يشمل:

  • تعزيز خدمات الرعاية الصحية الأولية لجعلها مرنة أمام تغير المناخ.
  • ضمان الوصول إلى أغذية مغذية ومياه شرب نظيفة.
  • تحسين الاستعداد والاستجابة للمخاطر البيئية.
  • وضع تدابير للحماية الاجتماعية تأخذ في الاعتبار احتياجات الأطفال.

يجب أن تركز السياسات والإجراءات المناخية على آثارها على صحة ورفاهية الأطفال ، ومن الضروري:

  • تطوير استراتيجيات مستهدفة لحماية صحة وأمن ومستقبل الشباب.
  • القيام بإجراءات واستثمارات محددة لجمع البيانات المحلية.
  • التركيز على تقييمات الضعف المرتكزة حول الأطفال.
  • سد الفجوات في البحث وتعزيز التعاون المتعدد الأطراف بما في ذلك مع الأطفال والشباب، لتقليل الفجوة بين المعرفة والتدابير في مجال الصحة البيئية للأطفال.

الكلمات المفتاحية: المناخ؛ الأطفال؛ الأمراض؛ المخاطر؛ اليونيسف؛ الصحة؛ فورار؛ التقرير؛