صحة جيدة لحياة أفضل

عيادة محب الدين لطب العيون: أيقونة العمل الإنساني والتفاني في تقديم الرعاية الصحية

حرر : صفاء كوثر بوعريسة | صحفية
24 ديسمبر 2024

لا تقتصر الخدمات الطبية على تقديم العلاجات والتشخيصات الطبية فحسب، بل تمتد لتشمل أبعادًا إنسانية واجتماعية عميقة، وتعكس روح التضامن والتكافل بين أفراد المجتمع.

وفي هذا السياق، تبرز ”عيادة محب الدين لطب وجراحة العيون” في ولاية برج بوعريريج كمثال حي على هذا المفهوم المتكامل، إذ أثبتت العيادة قدرتها على الجمع بين تقديم رعاية طبية ذات جودة عالية، وبين المساهمة الفعالة في المبادرات الإنسانية والخيرية التي تخدم الفئات الأكثر احتياجًا، كما أصبحت العيادة بذلك نموذجًا يحتذى به في مجال الطب، ليس فقط من خلال اهتمامها بالعلاج والتشخيص، بل أيضًا من خلال دورها النشط في رفع مستوى الوعي الاجتماعي وتعزيز قيم التعاون والتضامن داخل المجتمع. كما أن التزامها المستمر في المشاركة في القوافل الطبية والمبادرات الخيرية، يعكس التوجه الفعلي نحو تقديم الدعم للأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية صعبة، مما يجعلها جزءً أساسيًا في النسيج الاجتماعي للولاية والجزائر ككل .

“الطب ليس مجرد علم، بل هو أيضًا عمل من التعاطف والتضامن مع أولئك الذين في أمس الحاجة إليه.”

مشاركة فاعلة في القافلة الطبية التضامنية الخامسة

وفي إطار برنامج “رحمة” الإنساني الذي أطلقته محافظة مؤسسة ناس الخير لولاية سطيف، كانت عيادة محب الدين جزءً أساسيًا من القافلة الطبية التضامنية الخامسة التي استهدفت بلدية ”حربيل”.

ولم تقتصر مساهمة العيادة على الحضور فقط، بل تضمنت توفير المعدات الطبية المتطورة والطاقم الطبي المتخصص لضمان نجاح المبادرة، وقد عمل الفريق الطبي على فحص عدد كبير من المرضى، حيث تم تسجيل العديد من الحالات المستعصية التي وعدت العيادة بمتابعتها لضمان تقديم العلاج اللازم.

وتميزت القافلة الطبية التضامنية الخامسة بطابعها متعدد الأبعاد، حيث جمعت بين جوانب تكنولوجية، تعليمية، ترفيهية، توعوية وبيئية، وقد تم تنفيذ هذه المبادرة بالتعاون مع عدة جهات، من بينها أعضاء المجلس الأعلى للشباب لولاية سطيف، مديرية الصحة والسكان، وبالتنسيق مع النخبة الوطنية للعلوم الطبية والمؤسسة العمومية للصحة الجوارية ببني ورتيلان، بالإضافة إلى مندوبية مؤسسة ناس الخير بمكتب حربيل

أقيم الحدث يوم الجمعة 27 ديسمبر 2024 بمتوسطة الإخوة عبدي في تيتاست تكريما للمعلم الراحل “مرابطين شعيب” ، أين تم خلاله تنظيم العديد من الأنشطة الطبية والتعليمية والترفيهية في جو دافئ وتضامني، يعكس روح التعاون والتفاعل الإنساني لجميع المشاركين.

ومع السعي في تعميق روح التضامن المجتمعي ، قامت مصحة “محب الدين لطب العيون” بالتنسيق مع جمعية “مفاتيح الجنة” بتنظيم يوم طبي خاص استفاد منه 45 طفلًا من مختلف الفئات.

بالإضافة إلى الفحوصات الطبية المجانية والشاملة التي تم إجراؤها للأطفال، تم تقديم هدايا وإكراميات إلى جميع المشاركين، مما ترك انطباعًا إيجابيًا لدى الآباء وأعضاء الجمعية.

وتخلل هذا اليوم توقيع اتفاقية سنوية بين العيادة والجمعية بحضور مسؤولين بارزين، منهم مدير النشاط الاجتماعي ومدير الصحة، إضافة إلى ممثل بلدية برج بوعريريج ورئيس النشاطات الثقافية والرياضية، فيما شملت الاتفاقية تقديم الفحوصات الطبية بشكل مجاني مع تخفيضات مغرية، مما لقي استحساناً كبيراً من قبل الحضور.

من جهة أخرى، شاركت عيادة “محب الدين” في تنظيم “اليوم التطوعي لفحص المسنين والأيتام ” بولاية برج بوعريريج، حيث كانت الفعالية مناسبة طبية وإنسانية في آن واحد والتي قام فيها الفريق الطبي للعيادة بإجراء فحوصات شاملة لهذه الفئات الضعيفة، مع التركيز على توفير الرعاية الصحية الملائمة لهم.

وتفردت الفعالية بدمج الأطفال من ذوي متلازمة داون في الأنشطة المتنوعة، مما أضاف طابعًا مميزًا من البهجة والفرح على الأجواء، مما جعل هذا اليوم محطة فارقة في نشر قيم العطاء والرعاية.

التضامن هو شكل من أشكال الشفاء الجماعي، فكل عمل إنساني هو خطوة نحو مجتمع أكثر وحدة وعدلاً.

في خطوة تهدف إلى تعزيز خدماتها المجتمعية، أبرمت عيادة محب الدين اتفاقية تعاون مع المنظمة الوطنية للمتقاعدين المنتسبين للصندوق الوطني للتقاعد، أين وقع الاتفاقية كل من السيد ”علي فنينيش” ممثلًا عن العيادة، والسيد ”عماري رابح” ممثلًا عن المنظمة، حيث تمنح هذه الاتفاقية أعضاء المنظمة مجموعة من الامتيازات، بما في ذلك تخفيضات كبيرة على الفحوصات والكشوفات الطبية، بالإضافة إلى العمليات الجراحية، في حين تهدف هذه المبادرة إلى تحسين مستوى الرعاية الصحية المقدمة للمتقاعدين الذين يعدون جزءً مهمًا من المجتمع، مما يعكس حرص العيادة على تقديم خدمات متميزة لجميع فئات المجتمع.

وتسعى عيادة محب الدين لطب وجراحة العيون إلى تحقيق أكثر من مجرد تقديم الخدمات الطبية، كما تحمل رسالة إنسانية تهدف إلى بناء مجتمع أكثر تلاحمًا وتكافلًا، ومن خلال مشاركتها الفاعلة في القوافل الطبية والأنشطة التطوعية، أثبتت العيادة أنها شريك حقيقي في تحقيق التنمية الاجتماعية والإنسانية.

“المهمة الحقيقية للمؤسسة الصحية ليست فقط في معالجة الأجسام، بل أيضًا في تغذية القلوب ومواءمة المجتمع.” 

كشف السيد ” علي فنينيش ” مسير عيادة محب الدين أن ” العمل الإنساني يشكل جزءً أساسيًا من رسالتنا في عيادة “محب الدين” لطب العيون، فنحن نؤمن بأن المساهمة في تحسين حياة الآخرين هي واجب أخلاقي يتجاوز حدود تقديم الرعاية الطبية، وهذا ما يدفعنا دائمًا للمشاركة في الأنشطة التي تسعى لدعم الفئات المحتاجة، لذا فإن مشاركتنا في القافلة الطبية التضامنية ببلدية حربيل ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، ونعهد بمواصلة دعم القوافل الطبية المستقبلية، مما يعكس التزامنا الثابت بمواصلة هذه الجهود الإنسانية، كما كان حضورنا في هذا الحدث علامة فارقة في تعزيز التضامن المجتمعي ودعم المبادرات التي تهدف لتحسين حياة الآخرين. أما فيما يخص اليوم التطوعي لفحص المسنين والأيتام وأعضاء جمعية “مفاتيح الجنة” لمتلازمة داون، أشيد بالجهود المبذولة من جميع الأطراف التي ساهمت في إنجاح هذه المبادرة، بما في ذلك مديرية الصحة والسكان، ومديرية النشاط الاجتماعي، ودار المسنين، ودار الطفولة المسعفة، وأفراد جمعية “مفاتيح الجنة”، كما أؤكد أن الهدف الأسمى من هذه المبادرة هو تعزيز قيم التكافل الاجتماعي والارتقاء بجودة حياة الفئات الأكثر ضعفًا.

وأكد ” فنينيش ” في ذات السياق على حرص العيادة المستمر من اجل توسيع نطاق العمل الإنساني في مختلف المجالات على غرار إبرام العيادة لاتفاقية تعاون مع المنظمة الوطنية للمتقاعدين المنتسبين للصندوق الوطني للتقاعد.

تصريحات وآراء :

“اليوم التطوعي الذي نظمته مصحة محب الدين بالتعاون مع جمعيتنا كان أكثر من مجرد مبادرة طبية، فقد حمل رسالة إنسانية عميقة، كما أن التزام المصحة بتقديم الفحوصات المجانية ودعم الفئات المحتاجة، وخاصة أطفال جمعية مفاتيح الجنة، يعكس مدى حرصهم على تحقيق التكافل الاجتماعي وتعزيز روح التضامن.”

“لقد شعرت باهتمام كبير خلال هذا اليوم التطوعي، حيث تم فحصنا بكل احترافية واهتمام، ولم أشعر فقط بأنني مريض يتلقى العلاج، بل شعرت بأنني شخص مُقدَّر ومُحترَم، لذا فإن جهود مصحة محب الدين تمثل قمة الإنسانية.”

“حينما أطلقت محافظة مؤسسة ناس الخير لولاية سطيف برنامج “رحمة” الإنساني سارعت من أجل أن أكون ضمن المرضى الذين سيستفيدون من الكشوفات مع فريق عيادة محب الدين، أين قدمت لنا خدمات طبية بجودة عالية، وكان تعامل الفريق الطبي مليئًا باللطف والتفهم، ما جعلني أشعر براحة كبيرة.”

تطلعات نحو المستقبل

مع كل إنجاز جديد لعيادة ”محب الدين” ، تتعزز رؤيتها المستقبلية، مع توسيع خدماتها ومشاركاتها المتزايدة في المبادرات الإنسانية، وبفضل التزام البروفيسور “”سليمان محب الدين ” مؤسس العيادة، والإدارة التي يقودها السيد ”علي فنينيش” بالإضافة إلى جميع أعضاء الفريق الطبي والموظفين، تواصل العيادة ترك بصمة إيجابية وملموسة في المجتمع.

 

تبقى عيادة محب الدين نموذجًا حيًا للعمل الإنساني والمهني، مكرسة جهودها لخدمة المجتمع بجميع فئاته، ومستمرة في بناء جسور الأمل والتضامن من خلال رسالتها النبيلة.

رجوع
التالي