صحة جيدة لحياة أفضل

النظافة والوقاية: كيف نحمي أطفالنا من فيروسات العودة إلى المدرسة

حرر : د. فيوليتا جوليا بوزيو | دكتورة في الطب
5 أكتوبر 2025

يشهد كل موسم دراسي جديد عودة سلسلة من الأمراض البسيطة: نزلات البرد، السعال، التهاب الحلق، الإنفلونزا، التهاب القصيبات، كوفيد-19، وحتى القمل. فالمدرسة كونها فضاءً جماعياً، تُسهّل انتشار هذه الفيروسات والطفيليات بسرعة. لذا يُطرح السؤال: كيف يمكن حماية الطفل بفعالية دون الوقوع في القلق المفرط؟

مع بداية الموسم الدراسي يستأنف الأطفال حياتهم الاجتماعية في أقسام غالباً ما تكون قليلة التهوية، ما يجعلها بيئة مثالية لانتقال الجراثيم. كما أن جهازهم المناعي لا يزال في طور النمو، ولا يمتلك دائماً ذاكرة كافية للدفاع عن الجسم. ويمكن لطفل في مرحلة الروضة أن يُصاب بين 6 إلى 10 مرات بعدوى تنفسية في السنة، وهو معدل يعتبره أطباء الأطفال طبيعياً، لأن كل إصابة تُسهم في تقوية مناعته الطبيعية.

  • الإنفلونزا: تظهر غالباً بين نوفمبر ومارس، لكن العودة إلى المدرسة تمهد لانتشارها.
  • التهاب القصيبات: يصيب بشكل رئيسي الرضع وصغار الأطفال، مسبباً السعال وصعوبة في التنفس.
  • كوفيد-19: أصبح اليوم جزء من المشهد الفيروسي العام، ولا يزال ينتشر بأعراض تختلف حسب العمر.
  • الفيروسات الأنفية : المسببة لنزلات البرد، وهي خفيفة لكنها شديدة العدوى.
  • القمل: ليس فيروساً، لكنه آفة متكررة في المدارس. التقارب وتبادل القبعات أو الأوشحة يسهّل انتشاره بسرعة.

الوقاية تبقى السلاح الأنجع، وتعتمد على عادات بسيطة لكنها أساسية.

  • النظافة اليومية: يُعتبر الحفاظ على نظافة جيدة يومياً خطوة أساسية: غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون، خصوصاً قبل الوجبات وبعد المدرسة، والسعال أو العطس في ثنية الكوع أو في منديل ورقي يُرمى مباشرة، مع تجنب مشاركة الأدوات الشخصية مثل زجاجات المياه أو المناشف أو فُرش الشعر للحد من انتشار الجراثيم.
  • تهوية الأماكن: يُنصح بتهوية الأقسام وغرف النوم لمدة 10 دقائق، من مرتين إلى ثلاث مرات يومياً. فهذه الخطوة البسيطة تقلل من تركيز الفيروسات المحمولة في الهواء إلى النصف.

لتحفيز مناعة الأطفال طبيعياً هناك ثلاثة عناصر أساسية: نوم كافٍ يساعد الجسم على مقاومة العدوى،  تغذية متوازنة غنية بالفواكه والخضروات والبروتينات ومنتجات الألبان لضمان الحصول على الفيتامينات والمعادن، بالاضافة الى نشاط بدني منتظم يعزز المناعة ويحسن القدرة التنفسية.

التلقيح: يُوصى بتلقيح الأطفال المعرّضين للخطر ضد الإنفلونزا (مثل المصابين بالربو أو ذوي المناعة الضعيفة) كما يبقى لقاح كوفيد-19 موصى به وفق الإرشادات الصحية المحدثة.

رغم جميع الاحتياطات لا يمكن تجنب العدوى تماماً.

  • الحمّى أو السعال أو التعب: يُستحسن استشارة الطبيب إذا استمرت الأعراض أكثر من 48 ساعة أو ساءت.
  • العزل المعقول: يجب عدم إرسال الطفل المريض إلى المدرسة لتجنب العدوى.
  • عدم استخدام الأدوية دون وصفة: فالمضادات الحيوية لا تنفع ضد الفيروسات، بل ضد البكتيريا فقط.

أما بالنسبة للقمل فيُفضل استخدام مستحضرات خاصة مع مشط دقيق الأسنان، وغسل الشراشف والقبعات والملابس في آلة الغسيل بدرجة حرارة 60 مئوية.

ليس من الضروري الإفراط في حماية الطفل فالإصابات المتكررة جزء من عملية بناء جهازه المناعي. وكما يوضح أطباء الأطفال: “كل زكام هو تدريب للمناعة الطبيعية”.

كما أن الهدف هو المرافقة والوقاية والمراقبة اليقظة لأي علامات خطر مثل الحمى العالية، أو صعوبة التنفس، أو التعب المستمر.

فمع بداية الموسم الدراسي تزداد فرص انتشار الفيروسات والطفيليات، وتبقى نظافة اليدين، وتهوية الأماكن، والتغذية السليمة الأساس في الوقاية، بينما يُكمل التلقيح والنوم الجيد منظومة الحماية، أما الأمراض فهي جزء طبيعي من تطور المناعة شرط أن تُتابع بعناية.