صحة جيدة لحياة أفضل

العمى.. هل هو حالة مرضية لا يمكن علاجها؟

حرر : بوعريسة صفاء كوثر | صحفية
10 نوفمبر 2024

يعتبر العمى بمثابة حالة مرضية تتمثل في فقدان البصر، قد يكون جزئيًا أو كليًا، ويصيب جميع الأعمار، ورغم كونه غالبًا غير قابل للعلاج، إلا أن الأبحاث تتقدم لتوفير حلول تساعد في استعادة الرؤية. لذا نستعرض اليوم هذه القضايا مع الدكتور ”خالد محرز”، طبيب العيون في عيادة محب الدين.

العمى هو فقدان البصر الذي قد يكون تدريجيًا أو مفاجئا حسب الأسباب، ويُعتبر هذا الوضع إعاقة لأنه يؤثر بشكل مباشر على الحياة اليومية، خصوصًا في الأنشطة التي تتطلب رؤية مركزية أو أثناء التنقل.

يمكن أن ينتج فقدان البصر عن عدة أسباب تختلف حسب العمر والحالة الصحية، ومن أبرزها: 

  • العمى قبل الولادة: ضعف بصري يُشخص عند الطفل قبل ولادته. 
  •  
  • التنكس البقعي المرتبط بالعمر: وهو تدهور في البقعة التي تعتبر منطقة رئيسية في الشبكية مع تقدم العمر، مما يؤدي إلى فقدان تدريجي للرؤية المركزية.
  •  
  • الجلوكوما (الماء الأزرق): وهي تلف في العصب البصري، غالبًا نتيجة ارتفاع ضغط العين، ويمكن أن يؤدي إلى العمى إذا لم يُعالج. 
  • الساد (الماء الأبيض): وهو إعتام في عدسة العين، مما يجعل الرؤية غير واضحة، وغالبًا ما يُوصف بأنه يشبه الرؤية من خلال ضباب. 
  •  
  • اعتلال الشبكية السكري: من مضاعفات مرض السكري، حيث يؤدي ارتفاع السكر في الدم إلى تلف الشبكية. 

كما تشمل أسبابًا أخرى أقل شيوعًا على غرار: التهاب الشبكية الصباغي، اعتلال ليبر العصبي الوراثي البصري، بعض الأورام وإصابات العيون.

العمى، سواء كان جزئيًا أو كليًا، يظهر بعدة أعراض تختلف حسب الأفراد والأسباب، ومن بين هذه الأعراض، نجد الرؤية الضبابية التي تجعل من الصعب أداء المهام اليومية، مثل القراءة، كما أن صعوبة الرؤية في الليل أو في الإضاءة الخافتة تزيد من خطر السقوط والحوادث أثناء التنقل. في حين يمكن أن تؤثر صعوبة القراءة على التحصيل الدراسي والعمل ، بالاضافة إلى ذلك فإن فقدان الرؤية المحيطية يقلل من القدرة على تحديد الأجسام أو الحركات، مما يؤثر على القيادة. كما أن الحساسية المفرطة للضوء تسبب عدم الراحة وإرهاق العين، مما يجعل من الصعب العمل في بيئات مضيئة، وأخيرًا فإن تشوه الخطوط المستقيمة يعقد تقدير المسافات والقدرة على القراءة أو الكتابة بشكل صحيح.

التأثير الفردي

  • الأطفال الصغار الذين يعانون من ضعف بصري لا رجعة فيه قد يواجهون تأخرًا في التطور الحركي، الاجتماعي، الإدراكي واللغوي، مما يؤثر على نموهم ونوعية حياتهم على المدى الطويل. 
  • الأطفال في سن الدراسة الذين يعانون من ضعف بصري قد تنخفض مستويات نجاحهم الأكاديمي، حيث يكون أداؤهم غالبًا أقل من أقرانهم. 
  • بالنسبة للبالغين، يؤدي ضعف البصر إلى انخفاض جودة الحياة، مع معدلات توظيف أقل ومستويات مرتفعة من الاكتئاب والقلق. 
  • كبار السن الذين يعانون من ضعف بصري قد يواجهون العزلة الاجتماعية، مشاكل في التنقل، وزيادة خطر السقوط والكسور. 
  •  

العواقب الاقتصادية 

يفرض ضعف البصر عبئًا اقتصاديًا كبيرًا على المستوى العالمي، حيث تُقدَّر خسائر الإنتاجية بمليارات الدولارات سنويًا (بحساب تعادل القوة الشرائية)، كما يتجاوز هذا المبلغ بكثير التكاليف المطلوبة لتلبية الاحتياجات غير المُشبعة في مجال رعاية ضعف البصر.

يعتمد تشخيص العمى على اختبارات النظر وفحص حدة البصر، وقد يقوم أخصائي الرعاية الصحية أيضًا بإجراء فحوصات للعين لتأكيد التشخيص، وإذا كان العمى ناتجًا عن مرض معين، يمكن أن تُطلب فحوصات إضافية لتأكيد السبب.

يستفسر الطبيب قبل الفحص من المريض عن عدة نقاط منها التاريخ العائلي والشخصي للاضطرابات البصرية، والحالة الصحية العامة، ووجود الأمراض المزمنة مثل السكري.

وبعد ذلك يقوم طبيب العيون بإجراء اختبارات مختلفة بناءً على الحالة المرضية المراد تشخيصها.

  •  الفحص الخارجي للعين: تقييم بصري لجزء العين الخارجي. 
  • اختبار مخطط سنيلين: يقرأ المريض الحروف والأرقام على لوحة موضوعة على بعد 6 أمتار لقياس حدة البصر. 
  • اختبار مجال الرؤية: : يقيس مدى الرؤية المحيطية دون تحريك الرأس.
  •  قياس ضغط العين: يقيس هذا الاختبار الضغط داخل العين، وهو ضروري لتشخيص بعض أنواع الجلوكوما. 
  • تقييم حركة العين: يكشف عن وجود الحول أو مشاكل في حركة العين.
  • القدرات المثارة بصريًا : تعمل اختباراتمثل تخطيط كهربية الشبكية أو اختبار القدرات المثارة بصريا على تقييم نقل الإشارات البصرية إلى الدماغ. 
  • فحص الموجات فوق الصوتية للعين: يستخدم لفحص شبكية العين بشكل تفصيلي.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي: يستخدم لدراسة المسارات البصرية. 
  •  الفحوصات العامة: تشمل تحاليل الدم للكشف عن أي أمراض كامنة. 

تعتمد معالجة العمى على مرحلته وسببه، وحاليًا لا يوجد علاج يشفي العمى بشكل عام، ومع ذلك يمكن علاج بعض الأمراض المسببة له إذا تم تشخيصها مبكرًا. 

كما تشمل الحلول تحسين جودة الحياة من خلال استخدام مساعدات ضعف البصر،  وهناك علاجات قيد التطوير مثل زراعة الشبكية والعلاج الجيني، والتي قد تفتح آفاقًا جديدة في السنوات القادمة.

  • عالميًا يعاني 2.2 مليار شخص من ضعف بصري بدرجات مختلفة، منهم أكثر من مليار شخص يمكنهم تجنب هذا الضعف إذا تلقوا العناية اللازمة. 
  • الأسباب الرئيسية لضعف البصر والعمى هي العيوب الانكسارية (مثل قصر النظر، طول النظر، واللابؤرية) والماء الأبيض (الساد). 
  • فقط 36% ممن يعانون من ضعف البصر بسبب عيوب الانكسار و17% من مرضى الماء الأبيض يحصلون على علاج مناسب. 
  • يؤدي ضعف البصر إلى خسائر اقتصادية عالمية تُقدَّر بـ411 مليار دولار أمريكي سنويًا بسبب انخفاض الإنتاجية. 

رغم أن فقدان البصر يمكن أن يصيب جميع الأعمار، فإن غالبية المصابين بضعف بص