صحة جيدة لحياة أفضل

العصب المبهم: دوره والاضطرابات المرتبطة به

حرر : د. سعاد ابراهيمي | دكتورة في الطب
13 يوليو 2025

العصب المبهم، المعروف أيضًا باسم العصب الرئوي المعدي هو عصب قحفي حيوي يلعب دورًا محوريًا في العديد من وظائف الجسم. يُعد العصب القحفي العاشر والأطول في جسم الإنسان، حيث يتحكم في عدة وظائف تلقائية تتراوح بين التنفس والهضم مرورًا بالقلب والصوت. وعند حدوث خلل في هذا العصب، قد تظهر مجموعة متنوعة من الأعراض المزعجة والمضطربة.

العصب المبهم هو عصب مختلط إذ يحتوي على ألياف حسية وحركية ونباتية، مما يمكّنه من تنظيم العديد من العمليات الحيوية داخل الجسم.

  • التشريح:

 ينقسم العصب المبهم إلى ثلاثة أجزاء رئيسية:

  • داخل الجمجمة: يقع داخل التجويف القحفي.
  • الجداري: يعبر من خلال الثقبة الوداجية في قاعدة الجمجمة.
  • خارج الجمجمة: يمتد نزولاً على طول الرقبة، ثم الصدر، والحجاب الحاجز وصولًا إلى البطن.

هذا العصب يعصب العديد من الأعضاء مثل الرئتين، القلب، المعدة، والأمعاء.

  • التحكم في التنفس: ينظم انقباض الشعب الهوائية.
  • التحكم في القلب: يخفض معدل ضربات القلب.
  • الهضم: يحفز الحركات الدودية في المعدة والأمعاء.
  • النطق: يتحكم في الأحبال الصوتية وعملية البلع.
  • إفراز العصارات المعدية والأنسولين: يؤثر على عملية الهضم والتمثيل الغذائي.

العصب المبهم إذن أساسي للعديد من الآليات الحيوية التي تساعدنا على الاسترخاء والتجدد.

قد يؤدي خلل في العصب المبهم إلى مجموعة متنوعة من الاضطرابات، تشمل مشاكل في القلب والجهاز التنفسي والهضمي والعصبي.

  • مشاكل القلب والتنفس:
  • بطء القلب: تباطؤ مفرط في معدل ضربات القلب.
  • الإغماء المبهم: فقدان مؤقت للوعي بسبب انخفاض مفاجئ في ضغط الدم وضربات القلب.
  • ضيق التنفس: صعوبة في التنفس.
  • مشاكل الجهاز الهضمي:
  • عسر البلع: صعوبة في ابتلاع الطعام.
  • الارتجاع المعدي المريئي: عودة محتوى المعدة الحمضي إلى المريء.
  • القرحات: يلعب العصب المبهم دورًا في إنتاج حمض المعدة، وقد يؤدي خلله إلى تفاقم القرحات.
  • اضطرابات الصوت والبلع:
  • خلل الصوت: تغير أو فقدان الصوت.
  • صعوبة في البلع ومشاكل في رفع سقف الحلق.
  • أعراض أخرى:
  • عدم قدرة الجسم على التثاؤب تلقائيًا عندما يحتاج لذلك
  • نوبات صرع أو تشنجات في بعض الحالات.

يُعرف أيضًا باسم النوبة الوعائية المبهمة ، وهو شكل بسيط من فقدان الوعي يحدث غالبًا استجابةً للتوتر الشديد، الألم، أو الحرارة الزائدة. حيث يتفاعل العصب المبهم بإبطاء ضربات القلب وخفض ضغط الدم، مما يؤدي إلى فقدان مؤقت للوعي، وتشمل الأعراض:

  • اضطرابات بصرية (فقدان مؤقت للرؤية).
  • طنين في الأذنين.
  • دوار، خفقان، ارتعاش.
  • عدم القدرة على الكلام.

  رغم أنه غالبًا غير خطيرلكن ينصح بالاستلقاء فورًا وشرب سائل فيه سكر لاستعادة تدفق الدم.

يعتمد التشخيص مبدئيًا على ملاحظة الأعراض، مع إمكانية اللجوء إلى فحوص إضافية مثل:

  • مخطط كهربية العضل (EMG): لقياس النشاط الكهربائي للعصب والكشف عن أي تلف.
  • تخطيط كهربية القلب (ECG): لرصد اضطرابات ضربات القلب.
  • الفحوص التصويرية: مثل الأشعة السينية، التصوير بالرنين المغناطيسي أو الماسح الضوئي لمتابعة تأثير الخلل على الأعضاء أو الجهاز العصبي.

تختلف طرق العلاج حسب طبيعة الاضطراب وتشمل:

  • الجراحة (قطع العصب المبهم ): كانت تستخدم في بعض حالات القرحات المعدية لتقليل إفراز الحمض، لكنها أقل شيوعًا حاليًا بفضل المضادات الحيوية ضد عدوى Helicobacter pylori.
  • علاج النطق:  لإعادة تأهيل الصوت في حالة خلل الأحبال الصوتية.
  • التحفيز العصب المبهم: يتم فيه زرع مولد صغير تحت الجلد بالقرب من الترقوة موصول بالعصب المبهم لإرسال نبضات كهربائية، ويستخدم في علاج:
  • الصرع.
  • الاكتئاب والقلق.
  • بعض أمراض الجهاز الهضمي مثل داء كرون.
  • الألم العضلي الليفي والالتهابات المزمنة.
  • المناورات المبهمية: لخفض معدل ضربات القلب في حالات تسرع القلب مثل:
  • تدليك الجيب السباتي.
  • مناورة فالسالفا (الزفير القسري مع إغلاق مجرى الهواء).

يمكن دعم صحة العصب المبهم عبر ممارسات تساعد على الاسترخاء وتحقيق التوازن العصبي مثل:

  • التغذية: اتباع نظام غذائي صحي غني بالأحماض الدهنية أوميغا-3، فيتامينات B، المغنيسيوم، الألياف، والمواد المعدنية الضرورية لوظائف الأعصاب.
  • تمارين التنفس: العصب المبهم يبطئ معدل ضربات القلب، ولتنشيطه فإن التنفس البطيء هو وسيلة ممتازة، إليك بعض النصائح:
  • التنفس من البطن: شهيق عميق عبر البطن وزفير بطيء يساعد على تهدئة الجهاز العصبي وتقليل التوتر.
  • ممارسة اليوغا، التأمل أو التنويم الإيحائي النشط لتنشيط العصب المبهم.

الغناء، الضحك بصوت عالٍ، أو الغرغرة، إذ تحفز جميعها العصب المبهم وتزيد الشعور بالراحة والهدوء.

العصب المبهم يلعب دورًا أساسيًا في توازن الجسم، إذ ينظم وظائف حيوية مثل التنفس، الهضم، ومعدل ضربات القلب، وأي خلل فيه قد يؤدي إلى أعراض تمس أجهزة مختلفة، ومع ذلك تتوفر علاجات فعالة مثل التحفيز العصبي، الجراحة، والمناورات المبهمية، إلى جانب ممارسات بسيطة كالتنفس السليم والتغذية المتوازنة التي تعزز من أدائه.

الكلمات المفتاحية: العصب المبهم، الجسم، القلب، الأعصاب، الجراحة، التغذية، الاسترخاء، العصب الرئوي المعدي.

إقرأ أيضاً: