“صحتي، حياتي” تحتفل باليوم العالمي للتوحد
رغم تحسن مستوى الفهم، لا يزال التوحد موضوعًا معقدًا وغالبًا ما يُساء فهمه. وبمناسبة اليوم العالمي للتوعية بالتوحد، تلتزم منصة “صحتي، حياتي” بتسليط الضوء على هذه الحالة، وتوعية المجتمع، وتشجيع تغيير جذري في نظرتنا وسلوكياتنا تجاه الأشخاص المصابين بالتوحد.
التوحد هو اضطراب تطوري شامل يُعتبر عادةً حالة إعاقة أكثر من كونه مرضًا.
ما هو التوحد عند الطفل أو البالغ؟
التوحد، أو اضطراب طيف التوحد ، هو اضطراب عصبي-نمائي يؤثر بشكل كبير على التواصل، والتفاعلات الاجتماعية، والسلوك. يظهر عادةً قبل سن الثالثة ويتميز بسلوكيات تكرارية، وصعوبات في تفسير الرموز الاجتماعية (تعابير الوجه، النظرات، الإيماءات)، وتنوع كبير في طريقة التفكير والتعلم والاستجابة للمحفزات الحسية.
الأشكال المختلفة لاضطرابات طيف التوحد (TSA)
يشمل طيف التوحد عدة أشكال تختلف في الشدة والمظاهر، من أبرزها:
- التوحد الطفولي
- متلازمة أسبرجر (شكل من التوحد دون إعاقة ذهنية أو تأخر لغوي)
- متلازمة ريت (تصيب الفتيات بشكل رئيسي، وتتميز بتراجع حاد في المهارات بعد تطور طبيعي)
- اضطراب التفكك الطفولي (تراجع مفاجئ بعد مرحلة من النمو الطبيعي)
- التوحد غير النمطي (أشكال لا تنطبق تمامًا على المعايير الكلاسيكية)
- اضطرابات النمو الشاملة الأخرى
رغم أن كل شكل له خصائصه لكنهم يشتركون جميعًا في وجود اضطرابات في التواصل، والتفاعل الاجتماعي، والسلوك.
ما هي أسباب التوحد؟
أسباب التوحد متعددة العوامل ولا تزال قيد البحث، وتشير الدراسات إلى دور مهم للعوامل الوراثية، حيث تم اكتشاف طفرات معينة في بعض العائلات.
ومن بين العوامل البيئية المحتملة:
- التعرض لبعض الأدوية أثناء الحمل، خصوصًا الأدوية المضادة للصرع المحتوية على حمض الفالبرويك.
- تقدم عمر الوالدين: تزداد نسبة الخطر إذا كانت الأم أكبر من 35 عامًا أو الأب أكبر من 40 عامًا.
- جنس الطفل: يصيب التوحد الذكور أكثر من الإناث، باستثناء متلازمة ريت التي تصيب الفتيات أساسًا.
علامات وأعراض التوحد
تختلف علامات التوحد حسب شدة الحالة ومن أبرزها:
- صعوبات في التفاعل الاجتماعي (غياب التواصل البصري، العزلة، عدم فهم القواعد الاجتماعية).
- اضطرابات في التواصل اللفظي وغير اللفظي (تأخر في اللغة، نبرة غير معتادة، قلة الإيماءات).
- سلوكيات تكرارية (مثل التأرجح، ترتيب الأشياء، التمسك بروتين معين).
- فرط أو نقص الحساسية للمحفزات الحسية (الأصوات، الأضواء، الملمس).
- اهتمامات ضيقة ومكثفة، قد تصل إلى درجة الهوس في بعض المواضيع.
في بعض الحالات مثل متلازمة أسبرجر، تكون القدرات الذهنية سليمة، مع تركيز عميق على مواضيع معينة.
كيف يتم تشخيص التوحد؟
يعتمد تشخيص التوحد على ملاحظة سريرية دقيقة من قبل مختصين (أطباء نفس الأطفال، الأطباء النفسيين العصبيين)، ويُستند إلى معايير موحدة مثل دليل DSM-5 لتشخيص الاضطرابات النفسية، ويشمل:
- مقابلات مع الأسرة
- ملاحظة مباشرة لسلوك الطفل
- اختبارات لتقييم النمو والقدرات المعرفية
لا يوجد اختبار بيولوجي لتشخيص التوحد حتى اليوم.
ما هي العلاجات المتاحة للتوحد؟
لا يوجد علاج شافٍ للتوحد، ولكن يمكن أن تحسن الرعاية المناسبة بشكل كبير من تطور الطفل وجودة حياته.
– التدخلات غير الدوائية:
- العلاج السلوكي والتنموي (TCD): مثل التحليل السلوكي التطبيقي (ABA) أو طريقة TEACCH.
- علاج النطق، العلاج الوظيفي، العلاج النفسي الحركي: حسب الاحتياجات الخاصة.
- الدعم التعليمي الفردي: برامج مخصصة في البيئة المدرسية.
– الأدوية:
على الرغم من أنها لا تعالج التوحد نفسه، إلا أن بعض الأدوية يمكن أن تخفف من الاضطرابات المصاحبة:
- مضادات الاكتئاب (للقلق والاكتئاب)
- منشطات نفسية (لاضطرابات الانتباه وفرط النشاط)
- مضادات الذهان (للهياج، العدوانية، والإيذاء الذاتي)
أهمية التشخيص والرعاية المبكرة
إن الكشف المبكر أمر بالغ الأهمية، فكلما بدأ التدخل مبكرًا، كانت الفرص أفضل لتحسين المهارات الاجتماعية، المدرسية، والسلوكية للطفل. كما يعد دعم الأسر، تدريب المتخصصين، و التنسيق بين خدمات الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية من الركائز الأساسية لرعاية فعالة.
الكلمات المفتاحية: التوحد، الدماغ، الصحة، التشخيص، الجزائر، منظمة الصحة العالمية.