صحة جيدة لحياة أفضل

التأكيد على أهمية التشخيص المبكر لمكافحة مرض السل

حرر : شعبان بوعريسة | صحفي
26 مارس 2024

أكد البروفيسور في أمراض الرئة ”أحمد قاضي” يوم الأحد في الجزائر العاصمة على أهمية التشخيص المبكر من أجل مكافحة السل، مشيرًا إلى دوره الحاسم في كسر سلسلة انتقال المرض.

وخلال اجتماع احتفالي باليوم العالمي لمكافحة السل الذي نظمته الجمعية الجزائرية لأمراض الرئة بالتعاون مع المستشفى الجامعي ” اسعد حساني ” ببني مسوس، أكد البروفيسور قاضي على أن السل بالرغم من أنه ليس مرضًا قابلًا للوقاية، إلا أنّ مكافحة انتشاره يتطلب التحدي في كسر سلسلة الانتقال من خلال التشخيص المبكر.

وذكر البروفيسور أن السل هو مرض معدٍ بكتيري ينتقل من الإنسان إلى الإنسان، فيما شدد على أهمية توعية المرضى لإجراء التشخيص فور ظهور الأعراض، لتجنب انتقال البكتيريا إلى محيطهم.

أكد البروفيسور قاضي على أن إدارة حالات السل تتم في المرافق القريبة مثل العيادات متعددة الخدمات، حيث يتم توفير الأدوية مجانًا للمرضى، وأضاف أنه خلال فترة علاج السل المضاد للسل التي تمتد لستة أشهر، يُنصح باتباع إجراءات لمنع انتقال العدوى الى بقية العائلة، خاصة خلال الشهر الأول، كما تشمل هذه الإجراءات كل من العزل وارتداء الأقنعة واستخدام الصابون والمناشف بشكل فردي، فيما أشار إلى أن ” السل مرض يمكن علاجه ويمكن تجنب أشكاله الشديدة ومقاومته إذا تم احترام العلاج بشكل دقيق “.

في ذات السياق ، أشار البروفيسور قاضي أنه ومع ظهور جائحة كوفيد-19، تم ملاحظة زيادة في حالات السل في جميع أنحاء العالم، مما دفع منظمة الصحة العالمية إلى التشجيع على اليقظة وتعزيز الفحص المبكر، كما أكد أن الجزائر رغم أنها لم تسجل زيادة كبيرة في عدد الحالات، إلا أنه من الضروري البقاء متيقظين تجاه هذا المرض .

وللمزيد من التفاصيل حول هذا المرض المعدي الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى عدوى الرئة أو أجزاء أخرى من الجسم والذي غالبا ما يصيب الرئتين ويؤثر أيضًا على الدماغ، والكلى والجلد والكبد وما إلى ذلك، تقدم لكم “صحتي، حياتي” قراءة دقيقة عن الموضوع.

  • العدوى الكامنة : تحدث العدوى الكامنة عندما يستضيف الجسم البكتيريا المسؤولة عن السل (ميكروباكتيريوم السل) ، ولكنه لا يُظهر أي أعراض نشطة للمرض، وفي هذه المرحلة، ينجح الجهاز المناعي في السيطرة على العدوى ومنع انتشار البكتيريا.
  •  السل النشط: يتطور السل ويسبب ظهور أعراض سريرية، يتميز السل الرئوي النشط بأعراض سريرية محددة، ونتائج إيجابية في اختبارات التشخيص وقدرة عالية على العدوى.
  •  السل خارج الرئة: يمكن للسل أن ينتشر في أجزاء أخرى من الجسم خارج الرئتين، كما يمكن أن تختلف تقنيات التشخيص والكشف اعتمادًا على موقع السل خارج الرئة.

يُسبب السل بكتيريا تُدعى ”ميكروباكتيريوم السل ”، المعروفة أيضًا باسم ”عصية كوخ”، و في حالات نادرة، يمكن للبكتيريا أن تنتشر إلى عدة أعضاء أخرى عبر الدورة الدموية، مما يؤدي إلى ما يُعرف بالسل الدُخني، وهو شكل معدي للغاية من المرض.

يحدث انتقال السل عندما يطلق شخص مصاب بالسل النشط الجراثيم في الهواء أثناء السعال أو العطس أو التحدث أو الغناء أو حتى الضحك.

الإصابات الكامنة لا تظهر أي أعراض واضحة، ومع ذلك، فإن يظهر اختبار السل نتيجة إيجابية، وتشمل أعراض السل النشط الرئوي ما يلي:

  • سعال مُستمر لأكثر من أسبوعين.
  • ألم في الصدر.
  •  بلغم دموي.
  • تعب وضعف عام.
  •  فقدان الشهية والوزن.
  •  قشعريرة وحمى.
  • التعرق ليلاً.

وتشمل الأعراض الأخرى على سبيل المثال:

  • السل الليمفاوي: الذي يؤثر على الغدد الليمفاوية ويسبب انتفاخها.
  • السل العظمي : الذي ينتشر إلى العظام من الرئتين أو الغدد الليمفاوية، ويسبب آلامًا في الظهر والمفاصل.
  •  السل البولي التناسلي : وهو الشكل الثاني الأكثر شيوعًا للسل خارج الرئة بعد السل الليمفاوي، يؤثر بشكل خاص على الكليتين، كما يمكن أحيانًا نقله خلال العلاقات الجنسية، ويظهر على شكل قرحة سلية على القضيب أو في المسالك التناسلية.
  •  السل الهضمي: تختلف الأعراض اعتمادًا على منطقة الجهاز الهضمي المصاب.
  •  السل الجلدي : يظل نادرًا جدًا، حتى في البلدان التي تشهد انتشارًا عاليًا لمرض السل.

تعتمد علاجات السل على إعطاء الأدوية المخصصة، حيث تُوصف هذه الأدوية المضادة للسل عادةً كمجموعة على مدى فترة طويلة للقضاء تمامًا على بكتيريا ميكروباكتيريوم السل من الجسم.

  • التطعيم بلقاح بي سي جي  BCG : هو إجراء وقائي شائع ضد مرض السل ، يتم إعطاء ” بي سي جي ” في العديد من البلدان، وخاصة عند الرضع من الشهر الأول، ويمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بمرض السل الخطير لدى الأطفال، ومع ذلك فإن هذا اللقاح لا يضمن الحماية بنسبة 100% ولا يمنع العدوى الكامنة.
  • الاكتشاف المبكر: من الضروري اكتشاف مرض السل في وقت مبكر، وخاصة لدى الأفراد المعرضين لخطر كبير، وتشمل هذه المجموعات الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، والأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، والأشخاص الذين يتواصلون مع المصابين بالسل بشكل مباشر ، والعاملين في قطاع الصحة، والسجناء والمهاجرين من المناطق التي ترتفع فيها معدلات انتشار المرض، وتشمل استراتيجيات الفحص اختبار السلين التوبيركولين (TST) أو اختبار مقايسة تحرير الإنترفيرون-غاما (IGRA) للكشف عن العدوى الكامنة، كما يتم استخدام الأشعة السينية للرئة وزرع بلغم لتشخيص السل النشط.