صحة جيدة لحياة أفضل

الأدوية والصيف: انتبهوا لتفاعلات التحسس الضوئي

حرر : د. سعاد ابراهيمي | دكتورة في الطب
17 أغسطس 2025

قد يؤدي التعرض لأشعة الشمس في فصل الصيف بالتزامن مع تناول بعض الأدوية إلى حدوث تفاعل جلدي يُعرف باسم التحسس الضوئي. وهو ظاهرة مناعية–ضوئية كيميائية، حيث تتفاعل الأشعة فوق البنفسجية مع بعض الجزيئات الفعالة (دوائية أو غير دوائية)، فتجعل الجلد أكثر حساسية تجاه الإشعاع الشمسي.

التحسس الضوئي هو استجابة غير طبيعية للجلد، يتفاعل فيها بشكل مبالغ فيه مع الأشعة فوق البنفسجية عند وجود عامل مُحفّز. يمكن أن يظهر ذلك باحمرار بسيط أو يتطور إلى حروق شديدة، التهاب أو حتى بثور جلدية.

هناك آليتان رئيسيتان لهذه الظاهرة:

  • السُمية الضوئية (Phototoxicité): وهي الأكثر شيوعًا، وتحدث عند أي شخص يتناول دواءً حساسًا للضوء، فشدة التفاعل ترتبط بجرعة الدواء ومدة التعرض للشمس.
  • الحساسية الضوئية (Photoallergie): وهي نادرة، وتحدث عبر آلية مناعية تحسسية، ولا تظهر إلا بعد حدوث تحسس مسبق وفقط لدى بعض الأشخاص.
  • السمية الضوئية (رد فعل فوري): تظهر بسرعة على شكل حروق شمس قوية وغير طبيعية حتى مع تعرض قصير أو غير مباشر (من خلال الزجاج أو الغيوم)، إذ أن المناطق المكشوفة كالوجه والرقبة والذراعين تحمر وتصبح مؤلمة وأحيانًا متورمة أو مغطاة ببثور، وقد تبقى تصبغات بنية أو زرقاء.
  • الحساسية الضوئية (رد فعل متأخر): تظهر بعد 24 إلى 48 ساعة على شكل إكزيما تحسسية: احمرار، حكة، انتفاخ، وقد تنتشر إلى مناطق غير مكشوفة. هذا النوع يستلزم تحسسًا مسبقًا للدواء.
  • حالات خاصة: وهو نادر لكن لافت يظهر في دقائق كبقع حمراء بارزة مصحوبة بحكة، وقد يترافق في الحالات الشديدة مع صداع، غثيان أو وهن.

يحدث التحسس الضوئي غالبًا مع مواد قادرة على امتصاص الأشعة فوق البنفسجية (chromophores)، مما يؤدي لتكوين جذور حرة في الجلد. معظم هذه التفاعلات سببها الأشعة UVA التي تخترق الزجاج والغيوم.

  • مضادات حيوية: الكينولونات (سيبروفلوكساسين…)، التيتراسيكلينات (دوكسيسيكلين، مينوسيكلين…).
  • مضادات الالتهاب غير الستيرويدية: كيتوبروفين، إيبوبروفين، ديكلوفيناك، بيروكسيكام.
  • أدوية القلب والأوعية: أميودارون، المدرات (هيدروكلوروثيازيد).
  • أدوية نفسية: مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (أميتريبتيلين)، مثبطات استرجاع السيروتونين (فلوكستين، باروكستين)، مضادات الذهان.
  • مضادات السكري الفموية: سلفونيل يوريا (غليبينكلاميد، غليمبيريد).
  • أدوية خافضة للكوليسترول: الستاتينات (سيمفاستاتين)، الفايبرات (فينوفايبرات).
  • مثبطات مضخة البروتون: أوميبرازول.
  • مستحضرات موضعية: كريمات الكيتوبروفين، بعض العطور أو مستحضرات ما بعد الحلاقة.

كما قد تسبب مواد غير دوائية هذه التفاعلات مثل:

  • النباتات الغنية بالفوروكومارين (الكرفس، الليمون، التين، البقدونس).
  • مستحضرات التجميل أو العطور (السترونيلا، التريكلوسان).
  • المشروبات المحتوية على الكينين .
  • بعض المحليات الصناعية (السيكلامات).
  • التوقف فورًا عن تناول الدواء المشبوه، بعد استشارة الطبيب.
  • تجنب التعرض للشمس لعدة أيام.
  • استخدام كريمات كورتيكوستيرويد موضعية عند الالتهاب.
  • تناول مضادات الهيستامين أو الكورتيكوستيرويدات الفموية عند الحالات الشديدة.

يمكن إجراء اختبار ضوئي جلدي لتحديد العامل المسبب عند وجود عدة أدوية.

  • قراءة النشرة الدوائية بعناية، فوجود رمز “الشمس” يشير إلى خطر التحسس الضوئي.
  • استشارة الطبيب لتعديل الدواء أو توقيت تناوله إذا لزم.
  • اعتماد حماية كاملة من الشمس: ملابس واقية، نظارات، واقٍ شمسي بمعامل +50 ضد UVA وUVB.
  • تجنب أجهزة التسمير بالأشعة (UV) التي قد تسبب أيضًا تحسسًا ضوئيًا.
  • بعد إيقاف العلاج، قد يستمر الجلد في التفاعل لبضعة أيام حتى يتخلص الجسم كليًا من الدواء.

مع ارتفاع متوسط العمر وكثرة تناول الأدوية خاصة لدى كبار السن، يشكل التحسس الضوئي خطرًا متزايدًا في الصيف. لذلك فإن وعي المرضى واعتمادهم السلوكيات الوقائية المناسبة يمكن أن يقلل من هذه المضاعفات الجلدية غير الضرورية.

الكلمات المفتاحية: صيف؛ حرارة؛ شمس؛ دواء؛ تعدد الأدوية؛ UVA؛ UV.

إقرأ أيضاً: