من الضروري أن يخضع الرجل لفحص طبي حتى وإن لم يكن يشكو من أي مرض، فالرجال التي تتراوح أعمارهم بين 20 و 45 سنة يكونون في أعلى مراتب عزهم الصحي، ما يجعلهم يعزفون عن القيام بفحص صحي دوري إلا إذا كانوا محترفين لنشاط رياضي معين، أو في حالة اضطرارهم للقيام بفحص صحي تتطلبه الوظيفة، أو عند زيارة دورية للطب المهني، أو إذا ظهرت لديهم أعراض مهينة تتطلب اللجوء إلى استشارة طبية، أما بالنسبة للرجال الذين بلغوا الخمسين من العمر؛ وهو عمر التغيرات الفيزيولوجية والبيولوجية؛ التي من شأنها أن تعرض هذا الأخير لبعض الأمراض، خاصة تلك المتعلقة بالقلب والأوعية الدموية، وبالتالي فهم ملزمون بالخضوع لفحوصات دورية منتظمة، حتى وإن كانوا بصحة جيدة ظاهريا، وذلك لتحديد عوامل الخطر المحتملة لتعزيز التدابير الوقائية الواجبة.
الفحص الطبي عند الرجل الخمسيني
إن أغلب التوصيات في ما يخص الفحص الطبي تبدأ عند عمر الخمسين، نظرا لارتفاع وتيرة النوبات القلبية والسكتات الدماغية عند هذه الفترة العمرية، إن الاهتمام بالخطر الفعلي لأمراض القلب والأوعية الدموية ضروري، خاصة بوجود الإمكانيات التي تساهم في الوقاية منهم عن طريق البحث عن العوامل المسببة لها، كما يجب زيارة الطبيب مرة في السنة من أجل القيام بالفحوصات الطبية اللازمة، وذلك بعد فحص عيادي واستجواب معمق، ومنه ليتمكن من تحديد عوامل الخطر التي غالبا ما تكون مسببة لأمراض القلب نذكر منها:
- الخمول البدني والتدخين
- زيادة الوزن أو حتى السمنة، اتباع نظام غذائي غير متوازن.
- وجود تاريخ عائلي مع ارتفاع ضغط الدم أو السكري أو السرطان.
كما عليه أيضا أن يجري اختبار لقياس ضغط الدم، وزيادة الوزن، ومحيط الخصر، وكذلك إجراء اختبار الجلوكوز لقياس نسبة السكر في الدم الشعري.
التكميل بـفحص الدم البيولوجي
من المستحسن القيام بفحص الدم لتحديد كم هو مستوى السكر والكولسترول في الدم، ومؤشرات الالتهاب ومستوى حمض البول (اليوريك)، و يمكن أن تكون نتائج الفحص طبيعية عند المرضى الذين يعانون من عامل واحد أو من عدة عوامل الخطر التي تؤثر على القلب أو الأوعية الدموية، لذلك بإمكان الطبيب أن يطالب بفحوصات أخرى للكشف عن أحد الأمراض القلبية أو غيرها.
القيام بفحص البول
يوصى بفحص البول للبحث عن الجلوكوز في البول، وكذلك للكشف عن مشكلات أخرى، كاحتواء الدم على البروتينات (وجود البروتين في البول)، أو الدم في البول (وجود الدم في البول)، وهذا ما يمكنه أيضًا من اكتشاف أمراض الكلى وبالتالي يقي من الوصول لغسيل الكلى.
الكشف عن السرطان
إن أكثر ثلاث سرطانات انتشار عند الرجال؛ هي سرطان البروستاتا وسرطان الشعب الهوائية وسرطان القولون والمستقيم، ويرتفع خطر الإصابة بهذه السرطانات مع الوقت، إذ يزيد معدل الإصابة بهذه الأخير بشكل ملحوظ بعد سن الخمسين، إن سرطان البروستات هو الأكثر انتشارا بين الرجال، لكن تصل نسبة الشفاء منه إلى 94% إذا كان التشخيص جد.
أما بالنسبة للكشف السنوي المطلوب، فهو عبارة عن الفحص الكامل للمستقيم بالموجات فوق الصوتية، بالإضافة إلى مستوىPSA( مستضد البروستات النوعي)، ويكون الكشف ضروري عند الرجال الذين يمتلكون أقارب من الدرجة الأولى أصيبوا بسرطان البروستات قبل بلوغ الـ 65 عام، أما بالنسبة لسرطان الشعب الهوائية، فهو ثاني أكثر سرطان انتشارا، وهو المسبب الأساسي لحالات الوفاة بين الرجال، وهذا ما يفسر الحملات التوعية الواسعة للمجتمعات المتقدمة بضرورة الكشف المبكر خاصة عند الأشخاص الأكثر عرضة له
أما ثالث نوع من السرطانات من حيث الانتشار و نسبة الموت فهو سرطان القولون والمستقيم، إن الكشف عن هذا السرطان ضروري ابتداء من سن الخمسين، ويكون ذلك طريق القيام باختبار الدم المتواجد في البراز، ويكون القيام بتنظير القولون عند الرجل الذي له أقارب من الدرجة الأولى مصابين بهذا النوع من السرطان أمرا إلزاميا .
زيارة طبيب العيون
تكون الاضطرابات البصرية جد شائعة بعد سن الخمسين، خاصة ما يعرف بطول النظر الشيخوخي، ومن هنا تأتي ضرورة القيام بالاختبار البصري على الأقل مرة في السنة.
حيث يشمل هذا الفحص حدة البصر وشدة ضغط العين، بالإضافة إلى الكشف عن بعض الأمراض كالزرق و إعتمام عدسة العين والتنكس البقعي المرتبط بالعمر، (DMLA)الذي يعتبر السبب الرئيسي في نقص حدة البصر لدى الأشخاص فوق سن 50.
د.براهيمي س