صحة جيدة لحياة أفضل

حرائق الغابات: آثار حرائق الغابات على صحة الإنسان

حرر : شعبان بوعريسة | صحفي
27 يوليو 2023

من بجاية، البويرة إلى جيجل، أصبحت حرائق الغابات بشكل متزايد جزءًا من المناظر الطبيعية. الآثار الصحية لهذه الحرائق على الصحة المحلية والوطنية جلية للغاية. وبالفعل، فإن السكان القريبين من الحرائق وأول المستجيبين معرضون لخطر الإصابات المباشرة المتعلقة بالحروق والحرارة والاستنشاق المباشر للدخان

كيف تعالج الحروق أثناء انتظار وصول المساعدات؟

تمنحك مجلة “صحتي حياتي” معلومات حول هذا الموضوع.

 

الدخان، خطر محدق

يتكون دخان حرائق الغابات من أحادي أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكربون وأكسيد النيتروجين ومركبات عضوية أخرى. وتتنوع هذه العناصر حسب عدة عوامل، مثل نوع الغطاء النباتي ودرجة حرارة الحريق على سبيل المثال.

تنتج الحرائق أيضًا جسيمات دقيقة (قطرها 2.5 ميكرومتر أو PM2.5) وأخرى متناهية الدقة (قطرها ≤ 0.1 ميكرومتر) والتي يمكن أن تنتقل إلى مسافة 1000 كيلومتر. هذه الجسيمات هي في الأساس التي تضر بصحة السكان الذين يعيشون على مسافة من مصادر الحريق.

قد تحتوي الجسيمات الدقيقة الناتجة عن حرائق الغابات أيضًا على مركبات مؤكسدة ومسببة للالتهابات أكثر من تلوث الهواء في المناطق الحضرية الناجم عن حرق احتراق الطاقة. تشير دراسة إلى أن الجسيمات الدقيقة الناتجة عن حرائق الغابات يمكن أن تكون أكثر ضررًا بصحة الإنسان بعشر مرات من تلك التي تنتجها المصادر الأخرى.

 

التأثيرات على صحة الجهاز التنفسي

بالنسبة للسكان المحليين أو النائيين، تدخل الجسيمات الدقيقة الممرات الهوائية وتسبب التهابًا في الرئتين ويؤدي التعرض لها إلى ظهور أعراض تنفسية، مثل السعال أو صعوبة التنفس.

لا تظهر الأعراض على العديد من الأفراد المعرضين، لكن البعض الآخر أكثر عرضة للإصابة. وقد تتغير شدة الأعراض حسب شدة التعرض للدخان ووجود العوامل المسببة.

المرضى الذين يعانون من الربو أو مرض مزمن آخر مثل مرض الإنسداد الرئوي المزمن، معرضون أكثر لتفاقم حالتهم الصحية، واستخدام المزيد من الأدوية للسيطرة النوبات الحادة، والحاجة إلى المزيد من الخدمات الصحية.

بالإضافة إلى ذلك، أشارت دراسة إلى وجود زيادة ملحوظة في عدد حالات الإنفلونزا بعد أشهر قليلة من حرائق الغابات الشديدة. يمكن أن يشير هذا إلى قابلية هؤلاء الأشخاص للإصابة بعدوى الجهاز التنفسي بعد التعرض للدخان. يمكن للجسيمات الدقيقة التي تنتجها الحرائق أن تغير وظيفة الخلايا البالعة، وخلايا الجهاز المناعي، مما يقلل من قدرة الجسم على الدفاع عن نفسه بشكل جيد ضد التهابات الجهاز التنفسي.

كبار السن، الأفراد العاملين في الهواء الطلق والذين يعيشون في الأحياء الضعيف معرضون للجزيئات الدقيقة الناتجة عن الحرائق.

الأطفال أيضًا أكثر عرضة للآثار الضارة للدخان. يمكن أن يفسر نظام المناعة الأقل تطوراً وارتفاع معدل التنفس الأساسي لدى الأطفال هذا الضعف.

 

التأثيرات الجسدية على صحة القلب والأوعية الدموية

أظهرت دراسة أجريت على حرائق الغابات في كاليفورنيا عام 2015 وجود ارتباط بين التعرض للدخان وزيادة الحالات الإستعجالية المتعلقة بأمراض القلب والأوعية الدموية. على سبيل المثال احتشاء عضلة القلب (النوبة القلبية) وأمراض القلب الناجمة عن انسداد الشرايين وفشل القلب وارتفاع ضغط الدم وعدم انتظام ضربات القلب. كان البالغون الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا فأكثر هم الأكثر تضررًا بشكل خاص.

كما لاحظ الباحثون وجود ارتباط بين كثافة الدخان والمشاكل الدماغية الوعائية، مثل الجلطة الوعائية الدماغية (CVA).

يذكر أن التعرض لمدة قصيرة (أقل من 3 ساعات) للدخان الناتج عن حرق الأخشاب قد يؤدي إلى احتمال زيادة تصلب الشرايين المركزية وزيادة معدل ضربات القلب وتقليل تغير ضربات القلب. بمعنى آخر، يمكن أن يكون لدخان الخشب تأثيرات ضارة على الدورة الدموية وعلى نظام القلب والأوعية الدموية.

 

آثار صحية جسدية أخرى

يرتبط التعرض قصير المدى للجسيمات الدقيقة الناتجة عن تلوث الهواء العالمي بزيادة خطر الوفاة. حتى التعرض قصير المدى للجسيمات الدقيقة يمكن أن يزيد من خطر الوفاة بسبب احتشاء عضلة القلب.

بالإضافة إلى ذلك، تشير بعض الدراسات إلى أن النساء الحوامل المعرضات للجزيئات الدقيقة الناتجة عن حرائق الغابات يمكن أن يكن أكثر عرضة للولادة المبكرة أو إنجاب طفل ضعيف الوزن عند الولادة. ومع ذلك، تظل البيانات محدودة وينبغي تحليلها بحذر.

يمكن للدخان أيضًا أن يهيج العينين ويسبب خدوشا على مستوى القرنية، كما يقلل الرؤية ويزيد من مخاطر الحوادث المرورية في الأماكن القريبة من الحرائق.

 

الآثار على الصحة العقلية

تشكل عمليات الإجلاء في حالات الطوارئ، وفقدان البيئة المادية والاجتماعية للفرد، ضغوطًا شديدة وقلقًا كبيرا يمكن أن يكون لهما آثار على الصحة العقلية، خاصة عند الأطفال والمراهقين.

يواجه المواطنون المعرضون مباشرة لحرائق الغابات خطرا أكبر للإصابة بالاكتئاب الشديد واضطراب ما بعد الصدمة واضطرابات القلق. ولذلك، فإن الوصول إلى خدمات الدعم النفسي أمر ضروري للسكان المتضررين بشدة من حرائق الغابات. (وضع رابط المقال الآثار النفسية لحرائق الغابات)

” في كل الحالات، لا تذهب أين يوجد الدخان الحارق و السام. فدخان الحرائق قاتل ويسبب الإختناق”

 

ما الذي يجب فعله إذا أصبح الدخان أكثر خطورة؟

إذا كنت في الخارج، فاتبع هذه التوصيات:

  • الحد من أنشطتك الخارجية، خاصة إذا كانت متعبة او تسبب ضيقا في التنفس؛
  • اتبع اتجاه الريح لتجنب استنشاق هذه الأدخنة قدر الإمكان؛
  • إذا كنت في سيارة أو شاحنة، اترك النوافذ مغلقة وضع نظام التهوية في وضع “إعادة تدوير الهواء”؛
  • تجنب دخان السجائر؛

ابق في الداخل واغلق النوافذ والأبواب:

  • إذا كان لديك مكيف هواء، ضعه في وضع “إعادة تدوير الهواء” واتركه يعمل للمساعدة في تنقية الهواء مع إبقائه باردًا؛ إذا لم يكن لديك مكيف هواء، فحاول قضاء بعض الوقت في مكان مكيف للتبريد قدر الإمكان؛
  • إذا كان لديك أجهزة تنقية هواء الغرفة مزودة بمرشحات هواء ضد الجسيمات الدقيقة (HEPA)، فقم بتشغيلها؛
  • لا تحرق شيئا (لا موقد حطب ولا موقد غاز ولا حتى شمعة)؛
  • الحد من الأنشطة الداخلية الشاقة إذا تعرضت للدخان؛
  • مراقبة الأشخاص المعرضين للخطر عن كثب، وخاصة أولئك الذين يعيشون بمفردهم والأطفال الصغار وكبار السن وأيضا الأشخاص المصابون بأمراض مزمنة فهم أكثر عرضة للحرارة أو الدخان.

يمكن للأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب أو الجهاز التنفسي، بما في ذلك الربو، اتباع التوصيات التالية:

  • انتبه بشكل خاص لمراقبة حالتك الصحية، خذ جميع الأدوية التي تحتاجها واتبع جميع توصيات طبيبك الخاص وتأكد من أن لديك ما يكفي من الأدوية لمدة أسبوع؛
  • أن يكون لديك خطة مكتوبة حول كيفية التعامل مع الربو خاصة إذا كنت مصابا أنت أو أحد أفراد أسرتك؛
  • ناقش أي مخاوف صحية لك مع طبيبك الخاص.

 

متى يجب أن أطلب العناية الطبية؟

يعتمد قرار طلب الرعاية الطبية على عوامل مثل العمر والظروف الصحية الحالية والأعراض التي يعاني منها الشخص المصاب في وقت معين. من المهم الاستماع إلى الإشارات المرسلة من جسمك وخاصة إذا كنت مصابا بمرض يعرضك لمضاعفات.

إذا واجهت أنت أو أي شخص تعرفه أيًا من الأعراض التالية، فمن المهم التماس العناية الطبية في أسرع وقت ممكن:

  • سعال مستمر أو متفاقم.
  • ضيق في التنفس أكثر من المعتاد.
  • ألم أو ضيق في الصدر.
  • ضعف شديد أو إرهاق.

ب. ش.

 

رجوع
التالي