يحتفل العالم في الأول من ديسمبر من كل سنة ” باليوم العالمي للسيدا”، للدعم المصابين وتثقيف الأشخاص الذين يملكون أفكار خاطئة على هذا الفيروس، ويهدف هذا اليوم أيضا الى اتخذا إجراءات أكثر اتساقا للوقاية من ” فيروس المناعة البشرية”، وضرورة توفير العلاج المنقذ لحياة المصابين المتعايشين معه.
وتنضم منظمة الصحة العالمية منذ سنة 1988 الى يومنا هذا حملات صحية عالمية رائدة، تسعى من خلالها حث الأشخاص على معرفة حالة اصابتهم بعدوى السيدا من خلال اجراء الفحوصات والحصول على الوقاية والعلاج والرعاية الخاصة بهذا الفيروس.
ووفقا لتقرير منظمة الصحة العالمية، فان الأعداد المقدرة للإصابات الجديدة بلغت 39.0 مليون شخص نهاية عام 2022، ثلثان منهم ” 25.6 مليون شخص ” يعيشون في إقليم المنظمة الافريقية. وسجلت نسبة الوفيات بهذا الفيروس 630.000 شخص.
إذا أصيب الشخص بعدوى فيروس “VIH ” فان يحتاج الى 7 الى 10 سنوات حتى يصل الى مرحلة الايدز، وفي هذه المرحلة يصبح الشخص معرضا لكثير من الالتهابات الانتهازية. ان فيروس نقص المناعة البشري هو اسم الفيروس، أما ” الايدز” فهو اسم المرحلة المتقدمة من الإصابة بالفيروس.
عادة ما يتم ما يكون الشخص حاملا للفيروس ولكنه لا يعرف ذلك مما يتسبب في نقل العدوى لغيره من الأشخاص.
طرق انتقال فيروس الايدز وعوامل الخطر
يمكن ان تحصل الإصابة بعدوى الفيروس بطرق مختلفة، منها:
- الاتصال الجنسي وهو من أكثر أسباب انتقاله وبكل انواعه وبكافة الطرق (المهبلي، الفموي، الشرجي) وعند دخول هذه الأمور للجسم مثل الدم، المني، او الافرازات المهبلية تسبب في انتقال العدوى مباشرة من جسم المصاب الى الشخص الاخر.
- استعمال الحقن الملوثة التي لمست دم ملوث يمكن تزيد من خطر الإصابة بفيروس الايدز وامراض أخرى
- الانتقال الفيروس من الأم الى طفلها: يمكن لعدوى VIH أن تنتقل الى الجنين من خلال مشيمة، و من المولود، والى الرضيع أثناء رضاعته من حليب الثدي. لهذا ينبغي على الأمهات المصابات تجنب ارضاه طفلهم من حليب الثدي.
- الانتقال عن طريق الأدوات الملوثة
يمكن لتشخيص الإصابة بالفيروس ان يقدم نتائج سريعة عن طريق فحص التشخيص السريع، ولكن لا يوجد اختبار واحد يقدم تشخيصا كاملا للفيروس، لهذا يجب اجراء اختبارات تأكيدية بواسطة مختصين في المجال الصحي. بعد التأكد من الإصابة ينبغي على المصاب بدء العلاج على الفور واجراء فحص سريري شامل عند الطبيب لمعرفة أي علامات لعدوى انتهازية.
- اختبار للكشف عن الاجسام المضادة لفيروس الايدز في عينة من اللعاب والدم
- اختبار اخر لتحري المادة الوراثية لفيروس الايدز في عينة الدم
يمكن للأشخاص الذين يحملون الفيروس اذ لم يتم علاجهم ان يصابوا بأمراض عديدة من بينها:
- التهابا السحايا
- السل
- الالتهابات البكتيرية
- الأورام اللمفاوية
كما يتسبب في تفاقم بعض حالات العدوى المختلفة
- التهاب الكبد سي وبي
- جدري القردة
تخفيض الإصابات …الجزائر تحيي اليوم العالمي لمكافحة السيدا
احتفلت الجزائر هذه السنة باليوم العالمي لمكافحة السيدا، وبهذه المناسبة أوضح وزير الصحة خلال اشرافه على افتتاح هذا اللقاء، ان الجزائر حققت تقدما ملموسا في إطار وباء منخفض النشاط مع نسبة انتشار بـ 0.1%، وهذا بفضل مجهودات القطاع بتوفير جميع الوسائل الضرورية للحد من انتشار هذا المرض، وهذا من خلال برنامج الاممي الرامي للقضاء عليه في افاق 2030، وكذا من خلال المخطط الوطني الاستراتيجي لسيدا 2020-2024.
وقال سايحي ” ان هذه الإرادة قد انعكست من خلال التعبئة الكاملة للحكومة ومجموع الفاعلين، سيما المجتمع المدني، وهذا من أجل ضمان استفادة عامة ومجانية من كل الخدمات العلاجية بما في ذلك الكشف المبكر والعلاج”.
وعن السلوكات المعرضة لخطر الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة، أعرب وزير الصحة عن اسفه، على غرار عدم استعمال غير الكاف لوسائل الحماية وتعاطي المخدرات عن طريق الحقن وانتشار ظاهرة الهجرة، مما يتطلب الحفاظ على اليقظة، مؤكدا على جعل الوقاية ومكافحة السيدا من الأولويات.
وكشف المسؤول الأول عن القطاع، أن أهداف الجزائر في مجال مكافحة السيدا تتمثل في تسريع عملية التصدي سيما لدى السكان المعرضين للخطر والقضاء على انتقال فيروس السيدا وبعض الامراض الأخرى مثل الالتهاب الكبد ب، ومرض الزهري لدى الام والطفل، وكذا مرافقة المجتمع المدني للأشخاص المصابين.
وحسب تصريح الوزير فان المخطط الوطني الاستراتيجي ” 2024-2028″ يندرج في اطار جميع التزامات الجزائر ويهدف الى الرفع من مستوى الرد الوطني من أجل تسريع الحصول ” على العلاج في محيط مناسب خال من التمييز والتقليص من اثار الوباء”.
ونوه وزير الصحة بالالتزام النشط والمشاركة التي ما فتئت تتزايد للمجتمع المدني في الوقاية الجوارية لفائدة السكان من ذوي الفئات الهشة والأكثر عرضة للإصابة بفيروس السيدا.
وعرف هذا اللقاء حضور العديد من الأطباء المختصين والجمعيات وغيرهم، وتم تنظيم تكريمات بعد الوفاة للأساتذة، الرئيس السابق للجنة الوطنية لمكافحة السيدا ” يوسف مهدي”، وعز الدين تاج الدين، الرئيس السابق لجمعية الوقاية من السيدا، وكذا المدير السابق لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة المكتسبة في الجزائر عادل زدام، نظير الدور الفعال الذي قاموا به في هذا المجال.
ويجدر بالذكر في نهاية سنة 2022 ˮ كانت الجزائر تعد 18.733 حاملا للفيروس السيدا و1157 حالة خلال السداسي الأول من السنة الجاريةˮ.
الجمعيات الجزائرية لمكافحة السيدا تلتقي في هذا الحدث الاستثنائي لمكافحة داء الايدز والحد من انتشاره
جمعية أنيس لمكافحة الانتانات المتنقلة عبر الجنس والسيدا وترقية الصحة من ولاية عنابة، تشارك في الاحتفال باليوم العالمي للسيدا، تحت شعار” من أجل حياة بلا سيدا”
ˮ يمكن للشخص المتعايش مع فيروس السيدا مواصلة نشاطاته اليومية بصفة عادية بشرط اتخاذ إجراءات بسيطة لحماية العائلة والأصدقاء والزملاء من العدوىˮ
فيروس الايدز لا يتنقل عن طريق
- المصافحة، الملامسة، أو القبلة
- في الحياة اليومية
- في الحافلة
- في المدرسة
- عند ممارسة الرياضة
الجمعية الوطنية للوقاية ومحاربة السيدا ” تضامن ايدز”
هي أخرى تشارك بمداخلة قيمة حول الموضوع والتي تهدف أساسا الى العمل في إطار الشراكة والتضامن لمكافحة داء الايدز والحد من انتشاره، والمساعدة على الادماج الاجتماعي والمهني، كما تقدم الجمعية عدة نشاطات تقوم على دعم الأشخاص الحاملين للفيروس وتوعيتهم، والقيم بحملات إعلامية توعوية بين الشباب.
ˮ جمعية الحياة ˮ لمكافحة السيدا
تشارك جمعية الحياة في كل الحملات الميدانية التحسيسية والتوعوية لمكافحة الايدز والفيروسات المتنقلة، بالتعاون مع وزارة الصحة، وتقوم بإجراء كشوفات سريعة في مختلف مناطق الوطن.
ˮ لا توجد أعراض متعلقة بالفيروس عند الأشخاص المصابين، فالطريقة الوحيدة لمعرفة ذلك هي اجراء اختبار الكشف عن فيروس نقص المناعة البشري فهو طوعي، مجاني، سري ومتاح على مستوى الجمعيات ˮ
التأخر في التشخيص والعلاج يمكن أن يؤدي الى الوفاة
بعد وصول المرضى المصابين بالايدز الى المستشفيات ومع تفاقم حالتهم بشكل كبير، يأتون مصابون بأمراض انتهازية أخرى مثل السل والتهاب السحايا وغيرها، وهذا يعود الى افتقاد التشخيص المبكر او العلاج الفوري لهذه الحالات الذي كان يمكن ان يتم انقاذهم.
فعدم الالتزام بتلقي العلاج يمكن أن يسبب في وفاة المرضى، لهذا بات من الضروري تكثيف الجهود في المناطق التي تواجه صعوبات كبيرة في تلقي العلاج.
المادة 54 من الدستور الجزائري
” جميع المواطنين لهم الحق في حماية صحتهم، ويجب على الدولة ضمان الوقاية ومكافحة الأوبئة والامراض المتوطنة”
كيف يمكنك الحصول على الدعم بعد تشخيص فيروس الايدز؟
يمكن أن يكون تلقي تشخيص الإصابة بفيروس الايدز يغير حياتك، لكن هذا لا يعني أنك ستموت، يمكن لمعظم المصابين ان يعيشوا حياة طويلة وصحية إذا حصلوا على العلاج واستمروا فيه.
يمكن أيضا للأشخاص الذين تم تشخيصهم حديثا أن يشعروا بالقلق والحزن تجاه أوضاعهم، لهذا انتبه لصحتك العقلية وتقدم للمختصين لمساعدتك بتجاوز هذه المشاعر، انت لست وحدك شارك أفكارك مع الأخرين المصابين بفيروس الايدز.
هل يجب عليك اخبار الاخرين بحالتك؟
من أكثر الأسئلة التي تدور في أذهان المصابين الجدد، عن كيفية اخبار الاخرين على حالتهم، ليس عليك ان تخبر الجميع أنك مصاب بهذا الفيروس.
تحدث مع الأشخاص الذين تثق بهم بشأن تشخيص حالتك ويمكن للمعالج ان يساعدك في الكشف عن حالتك لشريكك او صديق مقرب او أحد من افراد عائلتك.
عائشة و.ح