في إطار مبادرة استباقية تهدف إلى تقييم الوضع الصحي في منطقة ”تيمياوين”، زار وزير الصحة السيد عبد الحق سايحي، رفقة وفد وزاري رفيع المستوى، المنطقة بعد ظهور حالات فردية من الملاريا والدفتيريا.
وتأتي هذه الزيارة في سياق تكثيف الجهود من قبل السلطات الصحية لاحتواء انتشار هذه الأمراض وتعزيز التدابير الوقائية.
الوزير وفريقه يشرفون على التدابير الصحية في تيمياوين
ورافق الوزير عدد من مسؤولي وزارته، بما في ذلك المدير العام للوقاية و ترقية الصحة والمدير العام للخدمات الصحية، بالإضافة إلى المدير العام للمعهد الوطني للصحة العمومية والمدير العام للصيدلية المركزية للمستشفيات، وتتمثل مهمة هذه الفريق في الإشراف على الإجراءات المتخذة لحماية السكان المحليين وضمان تقديم الرعاية الفعالة للحالات المبلغ عنها.
تحسن الوضع الصحي
وخلال زيارته الأخيرة إلى المنطقة، أعلن وزير الصحة عن انخفاض كبير في عدد حالات الملاريا، مؤكدًا أن الوضع الصحي يتحسن، أين تم تسجيل 24 حالة فقط يوم الخميس الماضي، مقارنة بأكثر من 127 حالة في نهاية الأسبوع السابق، فيما يرجع هذا التحسن إلى الجهود المستمرة التي تبذلها السلطات والعاملون في مجال الصحة للسيطرة على انتشار المرض.
إجراءات عاجلة لمكافحة الأوبئة
والتقى الوزير أثناء زيارته بالسلطات المحلية والفرق الطبية للحصول على فكرة دقيقة عن تطور الوضع، وأكد بشكل خاص على ضرورة اليقظة المتزايدة تجاه انتشار الدفتيريا، وهو مرض شديد العدوى، بالإضافة إلى الملاريا التي لا تزال مستوطنة في بعض مناطق البلاد.
توفر العلاجات وتعزيز التدابير الوقائية
من جهته ، طمأن الوزير السكان بشأن إمدادات الأدوية، حيث أشار إلى أن المخزون كافٍ لعلاج المرضى، مع حصول الوزارة مؤخرًا على 920 علبة من الأدوية الإضافية، فيما تهدف هذه التدابير إلى ضمان تقديم الرعاية الفعالة للمرضى وتجنب أي نقص في المخزون.
أهمية حملة التلقيح ضد الدفتيريا
هذا وقد ذكّر الوزير بأهمية التلقيح للوقاية من هذه الأمراض خاصة الدفتيريا، التي يمكن أن يكون لها عواقب خطيرة ومميتة، “من الضروري أن يتم تلقيح جميع السكان، دون استثناء خاصة ضد الدفتيريا التي تعتبر مرضا شديد العدوى، لذا فإن وقايته أمر ضروري لتجنب أي انتشار”.
تلقيح لجميع الفئات العمرية
وكانت قضية التلقيح محور حديث الوزير الذي أشار إلى أن هذه التدابير يجب أن تشمل جميع الفئات العمرية، من الأصغر إلى الأكبر سنًا: “يجب أن يشمل التلقيح جميع السكان دون تمييز، سواء كانوا أطفالًا أو بالغين، أين يجب أن يكون الجميع محميين ” .
وعلى الرغم من عدم تسجيل أي حالات دفتيريا حتى الآن في المنطقة، شدد الوزير على ضرورة التلقيح على الفور وبشكل وقائي ، فيما تهدف هذه المقاربة إلى تجنب أي مخاطر من الانتشار وضمان تغطية صحية شاملة.
إنشاء مركز صحي جديد
وعلى صعيد آخر من زيارته، أعلن الوزير عن مشروع مهم لمنطقة تيمياوين والمتمثل في إنشاء مستشفى جديد بسعة 60 سريرًا، حيث يأتي هذا المشروع في إطار الجهود المستمرة للحكومة لتعزيز البنية التحتية الصحية، خاصة في المناطق الهشة .
وأكد الوزير : “سنقوم ببناء مستشفى بسعة 60 سريرًا في تيمياوين وذلك لتحسين استقبال المرضى وتعزيز الرعاية للحالات الطبية، أين ستساعد هذه المنشأة الجديدة في تلبية احتياجات السكان المتزايدة وضمان تغطية طبية أفضل ”.
دعوة إلى اليقظة والتضامن
اختتم الوزير زيارته بدعوة إلى اليقظة والتضامن:”مكافحة هذه الأمراض هي مسؤولية جماعية، يجب على الجميع المساهمة في الوقاية من خلال اتباع توصيات الصحة العامة والتلقيح ، كما يجب أن نكون أيضًا متضامنين وندعم جهود فرقنا الصحية التي تعمل بلا كلل لحماية السكان ”.
إشادة كبيرة بجهود السلطات المحلية والعاملين في الصحة
عبّر الوزير عن امتنانه للسلطات المحلية لجهودها في مكافحة انتشار الأمراض، وخاصة من خلال تجفيف المستنقعات وغيرها من المناطق المواتية لتكاثر البعوض، الذي يُعتبر الناقل الرئيسي للملاريا، كما أشاد بعمل العاملين في مجال الصحة، مؤكدًا على أهمية التزامهم خلال هذه الفترة الحرجة.
الدولة موجودة دائما من أجل مواطنيها
وأخيرًا أكد الوزير أن الدولة لن تتخلى عن مواطنيها، مستعيدًا بذلك تصريحًا يتكرر بشكل منتظم من قبل رئيس الجمهورية، فيما طمأن السكان بأنه سيتم اتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية الصحة العامة وتحسين ظروف الحياة للمواطنين، خصوصًا في المناطق الأكثر تأثرًا بالأوبئة.
ش.ب