بمناسبة اليوم العالمي للمراحيض – 19 نوفمبر
تذكّرنا الدكتورة “سعاد ابراهيمي” طبيبة في الصحة العامة أننا سنظل بحاجة إلى المراحيض دائمًا ، وذلك في رسالة مليئة بالإنسانية والإلحاح.
مهما تقدم التطور التكنولوجي أو التطوير الحضري، يظل توفير مرافق صحية آمنة وميسرة أمرًا حيويًا.
حاجة عالمية وحق أساسي
لا تعتبر المراحيض رفاهية، بل تشكل الحاجز الأول ضد الأمراض، وتضمن الكرامة، وتشكل ركيزة أساسية للصحة البيئية.
عالم لا يزال محرومًا من حق أساسي
اليوم، أكثر من 3.5 مليار شخص حول العالم لا يستطيعون الوصول إلى مراحيض آمنة ونظيفة، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية و اليونيسيف، ويؤدي نقص الوصول إلى الصرف الصحي الأساسي إلى تفشي العدوى المعوية، وأمراض المياه مثل الكوليرا والتيفوئيد، ويؤدي إلى آلاف الوفيات التي يمكن تجنبها سنويًا، خاصة بين الأطفال.
كما أن النساء والفتيات هن الأكثر تضررًا، فبدون مراحيض آمنة، يتعرضن للعنف، والعدوى البولية، وغالبًا ما يُضطررن لترك المدرسة أثناء الدورة الشهرية، أين تؤكد الدكتورة ابراهيمي أن « نقص الصرف الصحي يحرم النساء من الأمان والصحة وأحيانًا من مستقبلهن ».
التغير المناخي والأزمة الصحية العالمية
تضاف إلى هذه الأزمة الإنسانية ضغوط التغير المناخي، فالمنشآت المتهالكة تنهار أمام الفيضانات وارتفاع منسوب المياه أو الجفاف، وفي بعض المناطق تلوث مياه الصرف الصحي المياه الجوفية، مما يزيد خطر الأمراض المعدية، أين تشير الدكتورة ابراهيمي أن « المناخ يتغير ويجب أن تتطور مرافقنا الصحية لتواكب هذا التغيير. » ، وتدعو إلى تصميم مرافق قادرة على الصمود أمام تقلبات المناخ، مع تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة.
مرافق متدهورة واستثمار متأخر
وتزداد الاحتياجات للصرف الصحي، لكن الاستثمارات العامة لا تزال غير كافية، حيث تنمو المدن أسرع من شبكاتها الصحية وغالبًا ما تكون المراحيض العامة غير نظيفة أو مغلقة أو غير مناسبة لذوي الإعاقة.
وتحذر الدكتورة ابراهيمي: « نقص الاستثمار في الصرف الصحي ليس مجرد فشل تقني، بل تهديد مباشر للصحة العامة والكرامة الإنسانية ».
العواقب الطبية لنقص الصرف الصحي
غياب المراحيض الآمنة يؤدي إلى تفشي الأمراض المعدية ومضاعفات صحية خطيرة، منها:
- الإسهال الحاد، الذي قد يكون قاتلًا لدى الأطفال؛
- التهاب الكبد A والتيفوئيد المرتبط بتلوث المياه؛
- العدوى البولية والنسائية لدى النساء؛
- ضيق التنفس نتيجة فقدان الخصوصية والكرامة.
ويذكر خبراء الصحة العامة أن كل دولار يُستثمر في الصرف الصحي يوفر على الأقل خمسة دولارات من تكاليف العلاج وزيادة الإنتاجية.
إعادة التفكير في حمامات الغد
من خلال مستقبل الصحة يمر عبر الابتكار الصحي يدعو المتخصصون إلى تطوير حمامات صديقة للبيئة، منخفضة استهلاك المياه، قادرة على معالجة النفايات في الموقع وتقليل الانبعاثات الملوثة. كما أن بعض التقنيات التجريبية تسمح حتى بإنتاج الطاقة من النفايات البشرية.
تؤكد الدكتورة ابراهيمي في هذا الصدد أن :« تصميم مراحيض الغد يعني الاستثمار في الصحة والقدرة على الصمود ومستقبل الكوكب »،
العدالة في قلب السياسات العامة
يجب أن يكون الوصول إلى الحمامات متاحًا للجميع وهذا يعني:
- مرافق ميسرة للجميع، بما في ذلك ذوي الإعاقة وكبار السن؛
- حمامات آمنة للنساء والأطفال؛
- خدمات مجانية أو منخفضة التكلفة في الأماكن العامة والمدارس والمستشفيات والأسواق؛
- أنظمة مستدامة، صيانة جيدة، وتمويل طويل الأمد.
الرسائل الرئيسية لليوم العالمي للحمامات 2025
- سنظل بحاجة إلى المراحيض دائمًا، وخدمات الصرف الصحي ضرورية للصحة والنظافة البيئية.
- العالم يفتقر إلى المراحيض الآمنة، فالسكن الحضري السريع، والتغير المناخي، وتقادم البنية التحتية يهددون حقًا أساسيًا.
- يجب أن نستثمر في المستقبل، كما أنه من الضروري تصميم حمامات مرنة وشاملة ومستدامة، قادرة على حماية السكان من الأزمات الصحية والمناخية.
من أجل عالم أكثر صحة وكرامة
تختم الدكتورة سعاد ابراهيمي ندائها برسالة أمل: « إذا تمكن كل شخص من الوصول إلى مراحيض آمنة، يمكننا إنقاذ آلاف الأرواح سنويًا، وتحسين صحة الأطفال، وتعزيز المساواة بين الجنسين، والحفاظ على الكرامة الإنسانية ».
لأنه قبل أي حداثة، تقاس حضارة المجتمع بقدرته على توفير مكان نظيف وآمن وذي كرامة لكل شخص لتلبية حاجة عالمية.
الكلمات المفتاحية: الحمامات؛ العامة؛ الصحة؛ النظافة؛ الكرامة؛ البكتيريا.
إقرأ أيضاً: