أعلن رئيس الوكالة الوطنية للأمن الصحي البروفيسور ” كمال صنهاجي ” ، عن إتمام قريب للاستراتيجية الوطنية للأمن الصحي 2025-2030، التي من المفترض أن تكون جاهزة قبل نهاية العام الجاري، وذلك خلال عرض لجنة الصحة والشؤون الاجتماعية والعمل والتكوين المهني بالمجلس الشعبي الوطني ، في حين تهدف هذه الاستراتيجية إلى تعزيز القدرات الوطنية في مجال الوقاية من المخاطر الصحية.
عمل اللجنة الدائمة
اللجنة الدائمة المكلفة بمتابعة وتقييم الاستراتيجية الوطنية للأمن الصحي والتي تتألف من 26 قطاعاً مرتبطاً بالصحة العمومية، تواصل عملها الذي بدأ منذ حوالي عام لصياغة توصيات بهدف وضع خطة عمل للمرحلة التالية، أين يعتبر الهدف الرئيسي هو تعزيز قدرة الجزائر على التنبؤ والوقاية والاستجابة بفعالية للطوارئ الصحية، من أجل حماية صحة مواطنيها وضمان استمرارية الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية الحيوية.
استخدام التقنيات المتقدمة
وتستخدم الوكالة الوطنية للأمن الصحي التقدمات العلمية والذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة لمعالجة البيانات واكتشاف المخاطر الصحية بهدف التنبؤ بالتهديدات الصحية المحتملة والتصدي لها في الوقت المناسب.
رؤية مستقبلية وتوعية
وشدد البروفيسور صنهاجي على أهمية وجود رؤية مستقبلية واستباقية للمخاطر الصحية، استنادًا إلى الوقاية كعنصر رئيسي لتجنب الأمراض وتقليل انتشارها، كما أكد على ضرورة توعية المواطنين بالأسباب الرئيسية للأمراض مثل النظام الغذائي غير المتوازن والتلوث وكذا تغير المناخ.
في ذات السياق، أعلن البروفيسور أن الوكالة ستطلق حملات توعية لتحسين التغذية، كما تطرق في نفس الخصوص إلى “قياس البيئة الخارجية”، وهو تراكم تعرض جسم الإنسان للعوامل البيئية، الذي يعتبر مؤشرًا رئيسيًا للأمن الصحي.
التنبؤ بالأوبئة
من جهته ، عبَّر رئيس الوكالة الوطنية للأمن الصحي البروفيسور ” كمال صنهاجي ” عن أسفه لتفكك الأوضاع اليوم ومواجهة البشر لعدد كبير من التهديدات على غرار تدهور النظام البيئي وانتشار الأمراض المزمنة، وأشار إلى أن الوكالة وضعت استراتيجية تعتمد على المراقبة واليقظة والتنبيه والتوجيه من أجل محاولة الحد من هذه الكوارث، فيما أشار إلى أنه ليس من الحكمة العمل “في الرد” على الأوبئة بل توقعها “وهو ما سيكون أفضل وأكثر فعالية لصالح المواطن والدولة”.
تقرير علمي إلى رئيس الجمهورية
هذا وتعتزم الوكالة الوطنية للأمن الصحي تقديم تقرير علمي لرئيس الجمهورية حول الأمراض التي شهدت زيادة في حالاتها في الجزائر، مع التركيز على العوامل الرئيسية للخطر والمخاطر المحتملة، لتمكين اتخاذ قرارات وقائية مناسبة.
الوكالة الوطنية للأمن الصحي : أداة أساسية في النظام الصحي
تُعتبر الوكالة الوطنية للأمن الصحي ركيزة أساسية في النظام الصحي الوطني، حيث تعزز قدرات الجزائر في التصدي للتحديات الصحية، كما تُسهم بنشاط في وضع وتوجيه مسارات العلاج، وتقدم خبرة مهمة لسياسة الدواء الوطنية.
وتشمل مهامها مجموعة واسعة من الأنشطة الحيوية، تتراوح بين المراقبة الوبائية إلى البحث العلمي العميق، بهدف دعم سياسة صحية عامة قوية ونشطة ، كما تشكل هذه التحليلات والدراسات عنصرا هاما في توقع مختف الأوبئة المحتملة والاستجابة بفعالية للتهديدات الصحية الجديدة.
ولأجل هذا تتولى الوكالة الوطنية للأمن الصحي جمع وتحديث البيانات الوبائية بانتظام، مما يضمن رؤية دقيقة ومحدثة لحالة الصحة في البلاد ، كما أن مشاركتها في إصلاح النظام الصحي الوطني تجعلها جزءً فاعلاً في التفكير الاستراتيجي، حيث تتعاون مع أطراف متعددة لتحديث النظام وتجهيزه للتحديات المستقبلية، مثل الأمراض الناشئة والمتجددة، وبالتالي تضع الوكالة الوطنية للأمن الصحي نفسها كشريك لا غنى عنه، يهتم بالأمن الصحي للشعب الجزائري.
ش.ب