صحة جيدة لحياة أفضل

دراسة تكشف تفوق الذكاء الاصطناعي على البشر في الكشف المبكر عن الأمراض

حرر : صفاء كوثر بوعريسة | صحفية
30 يوليو 2025

أثبت نموذج من الذكاء الاصطناعي (AI) تم تطويره في جامعة ولاية واشنطن أنه يمكنه تحديد الأمراض من خلال صور الخزعات بشكل أسرع بكثير وبدقة أعلى من الأطباء، وقد يحول هذا النموذج القائم على التعلم العميق (Deep Learning) الطريقة التي يتم بها تشخيص الأمراض، ويقدم بديلاً سريعًا وموثوقًا به للأساليب التقليدية.

قام الباحثون بتدريب هذا النموذج باستخدام صور مأخوذة من الخزعات، وهي عملية تتضمن أخذ جزء صغير من الأنسجة لتحليله، ووفقًا لدراسة نشرت في مجلة “Scientific Reports”، لم يحسن هذا النموذج فقط سرعة تحليل الخزعات، بل ساعد أيضًا في اكتشاف أمراض كانت قد فاتت الأطباء في بعض الأحيان، حيث يستغرق التحليل البشري عدة ساعات بينما يمكن للذكاء الاصطناعي معالجة الصورة في بضع دقائق.

وقال ” مايكل سكينر” (Michael Skinner)  عالم الأحياء والمؤلف المشارك في الدراسة: “هذا البرنامج القائم على الذكاء الاصطناعي شديد الدقة لفحص هذه الأنسجة، قد يغير الطب بشكل جذري، سواء للحيوانات أو البشر، من خلال تسهيل هذا التحليل الحيوي.”

وعادةً ما تتطلب تحليلات الخزعات عملًا دقيقًا من الأطباء، أين يجب عليهم فحص كل عينة تحت المجهر وأحيانًا التحقق من النتائج بالتعاون مع زملائهم لتجنب الأخطاء، ومع هذا النموذج من الذكاء الاصطناعي، يمكن للممارسين الصحيين التركيز بشكل أكبر على التشخيص والعلاج، تاركين للذكاء الاصطناعي مهمة إجراء التحليلات، ووفقًا لـ ”لورانس هولدر”(Lawrence Holder ) المؤلفة المشاركة في الدراسة: “لدينا الآن وسيلة أسرع وأكثر دقة لتحديد الأمراض والأنسجة مقارنة بالطريقة البشرية.”

يعمل هذا النموذج باستخدام “التعلم العميق” وهي تقنية تحاول محاكاة عمل الدماغ البشري من خلال شبكة من الخلايا العصبية، فإذا ارتكب الذكاء الاصطناعي خطأً، يمكنه التعلم من نفسه من خلال عملية تُسمى الانتشار العكسي، مما يتيح له تعديل شبكته لتجنب تكرار نفس الخطأ، كما تعد هذه العملية من التحسين الذاتي واحدة من العوامل التي تساعد الذكاء الاصطناعي على الوصول إلى مستويات أداء غير مسبوقة.

ويؤكد الباحثون على إمكانيات هذه الابتكار لتحسين البحث وتشخيص الأمراض البشرية، لا سيما للأمراض المعقدة مثل السرطان، أين يقول هولدر: “شبكتنا هي الأكثر تقدمًا من الناحية التقنية، حيث قمنا بمقارنة أدائها مع أنظمة أخرى موجودة، وتفوقت عليها جميعًا.”

يُعتبر هذا النموذج من الذكاء الاصطناعي بالإضافة إلى كفاءته، فتحًا جديدًا في الطب الحديث، لا سيما في مجال التشخيص المبكر، فقد يسرع من البحث الطبي، ويحسن معدلات اكتشاف الأمراض، وبالتالي ينقذ المزيد من الأرواح.

يُظهر هذا التقدم مرة أخرى أن الذكاء الاصطناعي هو ركيزة أساسية في طب المستقبل، حيث يوفر حلولًا أسرع وأكثر دقة، ومن المحتمل أن تكون أكثر سهولة لتحسين رعاية المرضى.

الكلمات المفتاحية: الذكاء الاصطناعي، الطب، الرعاية، التشخيص، الطبي

إقرأ أيضاً: