صحة جيدة لحياة أفضل

حرائق الغابات: الدخان خطر خفي على الصحة

حرر : د. عماد بوعريسة | دكتور في الطب
3 أغسطس 2025

بينما تندلع الحرائق كل صيف، تصبح مسألة التأثيرات الصحية للدخان مسألة عاجلة، فبعيدًا عن تدمير الحياة البرية والنباتات، يشكل الدخان خطرًا كبيرًا على صحة الإنسان.

الدخان الناتج عن الحريق هو مزيج معقد من الغازات السامة والجسيمات الدقيقة. وتتفاوت تركيبته حسب نوع الغطاء النباتي المحترق، وشدة الحريق، والرياح، والرطوبة المحيطة.

هناك نوعان رئيسيان من الدخان:

  • الدخان الأسود: يحتوي على أول أكسيد الكربون، البنزين، الميثانال (الفورمالديهايد  ) ، السيانيد، ومركبات عضوية متطايرة أخرى، وهذه المواد شديدة السمية وغالبًا ما تكون مسرطنة.
  • الدخان الأبيض: يُعتقد خطأً أنه أقل خطورة، وهو مكون من جزيئات دقيقة جدًا (PM2.5 و PM1) قادرة على التغلغل عميقًا في الرئتين ثم المرور إلى مجرى الدم.

الدخان قد يقطع آلاف الكيلومترات، أين تسببت حرائق كندا في تدهور جودة الهواء حتى في أوروبا. وعند هطول المطر، يمكن لهذه الجسيمات الملوثة أن تلوث التربة والمحاصيل.

تعتمد المخاطر على مدة التعرض، تركيز الجسيمات، وحالة صحة الشخص المعرض. فمفهوم “الإكسبوزوم” في الصحة البيئية يشير إلى تراكم العوامل السامة التي يتعرض لها الإنسان طوال حياته، ويُظهر أن حتى الجرعات الصغيرة المتكررة لها تأثيرات دائمة.

يسبب هذا الدخان:

  • السعال، الاختناق، تهيج العينين والأنف والجلد
  • انخفاض القدرة على التنفس
  • خطر الموت بالاختناق في الحالات القصوى
  • التعرض لمواد مسرطنة مثبتة مثل البنزين (مصنف من المجموعة الأولى حسب الوكالة الدولية لأبحاث السرطان)

غني بالجسيمات الدقيقة وهو ضار جدًا:

  • جسيمات PM2.5 تخترق الحويصلات الرئوية بعمق
  • قد تسبب اضطرابات تنفسية مزمنة، أمراض قلبية وعائية، واضطرابات عصبية
  • الحرائق تطلق أيضًا الزئبق المخزن طبيعيًا في أوراق الأشجار، والذي قد يؤثر على الكلام، السمع، الحركة والرؤية

و  وفقًا لدراسة دولية يرتبط أكثر من 339 ألف حالة وفاة مبكرة سنويًا بالتعرض لدخان الحرائق.

بعض الأشخاص أكثر ضعفًا:

  • الأطفال الذين لا تزال رئاتهم تتطور
  • النساء الحوامل حيث يمكن للجسيمات الوصول إلى الجنين
  • كبار السن أو المصابين بأمراض تنفسية أو قلبية (الربو، الانسداد الرئوي المزمن، فشل القلب…)

يحتوي دخان حرائق الغابات على مركبات مشابهة لتلك الموجودة في دخان السجائر، وله تأثيرات مماثلة طويلة الأمد مثل السرطان، انتفاخ الرئة والنوبات القلبية.

عند وجود دخان كثيف في منطقتك:

  •  ابقَ داخل المنزل، إلا إذا صدرت تعليمات بالإخلاء
  •  أغلق الأبواب والنوافذ بإحكام
  •  شغّل التكييف بوضع إعادة التدوير
  •  تجنب أي نشاط بدني في الخارج
  •  في السيارة، أبقِ النوافذ مغلقة واستخدم التهوية في وضع التدوير الداخلي
  •  راقب جودة الهواء عبر تطبيقات متخصصة

مع تزايد وتوسع حرائق الغابات، تصبح تلوثات الهواء الناتجة عن الحرائق مشكلة صحية عامة حقيقية، تضاف إلى الملوثات الأخرى في البيئات الحضرية والزراعية، لذا ينبغي على السياسات الصحية أن تدمج هذه التعرضات في خطط الوقاية عبر تدريب العاملين في القطاع الصحي، تنبيه السكان، وتطوير استراتيجيات الصمود لمواجهة تبعات التغير المناخي.

الكلمات المفتاحية: الصحة؛ الدخان؛ الحرائق؛ الغابات؛ الرئة؛ المرض.

إقرأ أيضاً: