صحة جيدة لحياة أفضل

اليوم العالمي للسكتة الدماغية: اكتشاف مستوحى من الرخويات 

حرر : شعبان بوعريسة | صحفي
29 أكتوبر 2024

لطالما كانت الطبيعة مصدر إلهام للإنسان ومحفزًا لأبحاثه، وكما صاغ نيوتن قانون الجاذبية تحت شجرة التفاح، فإن الاكتشافات المتعلقة بالسكتة الدماغية قد تجد أصولها في الرخويات ، وهو اكتشاف واعد متمثل في بلح البحر.

وفي هذا اليوم العالمي للسكتة الدماغية، تسلط “صحتي، حياتي” الضوء على هذا الاكتشاف الذي قد يمكّن من اكتشاف الجلطات الدموية الصغيرة المتكونة في الدماغ.

بلح البحر هو رخوي ثنائي الصدفة ينتمي إلى عائلة بلحيات البحر، يتميز بصدفة تتألف من صفيحتين متماثلتين، عادة ما تكون سوداء أو زرقاء أو بنية ذات سطح ناعم ولامع.

ويوجد بلح البحر بشكل رئيسي في المياه المالحة، لكنه قد يوجد أيضًا في المياه العذبة، وغالبًا ما يلتصق بالصخور أو الأرصفة أو غيرها من الأسطح بفضل نظام من الخيوط يُدعى بيسوس ”byssus”، والذي يسمح له بالبقاء ثابتًا حتى في مواجهة التيارات القوية.

كما أن بلح البحر هي كائنات تقوم بتنقية الماء، إذ تتغذّى عن طريق تصفية العوالق النباتية والجزيئات العضوية الموجودة في المياه، كما تقوم بسحب الماء عبر قشرتها، مما يساعدها في الحصول على المغذيات الضرورية لنموها.

بالإضافة إلى كونه طعامًا شائعًا في العديد من المطابخ حول العالم، يعدّ بلح البحر غنيًا بالبروتينات والفيتامينات (خاصة B12) والمعادن مثل الحديد والزنك ، كما أن محتواه المنخفض من السعرات الحرارية يجعله خيارًا غذائيًا صحيًا ومغذيًا.

أظهرت الدراسات مؤخرًا أن خاصية الالتصاق لبلح البحر، الناتجة عن خيوط البيسوس ”byssus”، قد يكون لها تطبيقات مبتكرة في المجال الطبي، حيث أن هذه القدرة على الالتصاق ألهمت الباحثين لتطوير عوامل تباين للتصوير الطبي، وخاصةً في الكشف عن الجلطات الدموية الصغيرة، مما قد يحسن من تشخيص السكتات الدماغية.

من جهتهم يستغل الباحثون في جامعة كاين (Caen) هذه الخاصية اللاصقة لإحراز تقدّم في أبحاث السكتات الدماغية، حيث يوضح الدكتور توماس بونار (Thomas Bonnard)، الباحث في INSERM: “لقد طورنا منتجًا جديدًا للتباين يكشف وجود التجلطات الصغيرة في التصوير بالرنين المغناطيسي.” ويهدف هذا المنتج إلى تسليط الضوء على بعض مناطق الجسم خلال فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي.

أما في المختبر، نجح العلماء في إعادة إنتاج المادة اللاصقة لبلح البحر، مما أتاح لهم القدرة على كشف ما هو غير مرئي، وغالبًا ما تحدث السكتة الدماغية بسبب جلطات دموية في الشرايين تعيق تدفق الدم إلى الدماغ، ورغم أن الجلطات الكبيرة تكون مرئية في التصوير بالرنين المغناطيسي، إلا أن الجلطات الصغيرة تفلت غالبًا من الكشف، فيما قد يُحدث عامل التباين المطور من بلح البحر تغييرًا في هذا المجال.

ويتمتع هذا العامل بميزتين رئيسيتين: أولًا يثبّت جسيمات أكسيد الحديد الضرورية للخصائص المغناطيسية في التصوير بالرنين المغناطيسي، وثانيًا يمكن تحلله بيولوجيًا ليرتبط بالجلطات الدموية الصغيرة، مما يجعلها مرئية خلال الفحوصات.

ورغم أن هذا المنتج لم يُختبر بعد على البشر، إلا أن نتائجه على الفئران كانت واعدة، مما يمهد الطريق نحو تحسين الكشف عن الجلطات الصغيرة، وبالتالي الوقاية من السكتات الدماغية.

وفي الجزائر، يُقدّر حدوث حوالي 120 ألف حالة سكتة دماغية سنويًا، فيما يُبرز هذا الرقم أهمية التوعية والوقاية، حيث تُعدّ السكتة الدماغية سببًا رئيسيًا للوفيات في البلاد، مما يجعل من الضروري التعرف على الأعراض الأولية.

  • شلل وضعف أو تنميل في جزء من الجسم، ويمكن أن يتجلى ذلك في عدم القدرة على رفع ذراع أو ساق، كما يمكن أن يؤثر على الوجه، مما يؤدي إلى عدم تناسق ملحوظ. 
  • تشوه في الفم وصعوبات في الكلام.
  • فقدان مفاجئ للرؤية في عين واحدة أو جزء من المجال البصري. 
  • اضطرابات في التوازن أو المشي. 
  • صداع شديد وغير عادي قد يصاحبه علامات أخرى مثل الغثيان أو القيء، كما يمكن أن تكون هذه الآلام الشديدة علامة على سكتة دماغية نزفية، والتي تتطلب تدخلًا طبيًا عاجلاً. 
  • التعرف على العلامات: كن منتبهًا للأعراض مثل شلل جانب واحد من الجسم، صعوبات في الكلام، تشوه الوجه، اضطرابات في الرؤية، أو صداع شديد. 
  • الاتصال بخدمات الطوارئ: إذا كنت تشك في حدوث سكتة دماغية، اتصل فورًا بخدمات الطوارئ ولا تضيع الوقت، لأن كل دقيقة مهمة لتقليل الأضرار الدماغية. 
  • عدم الانتظار: لا تعطي أي أدوية بما في ذلك المسكنات، ولا تسمح للشخص بالاستلقاء أو النوم، فكل دقيقة بدون علاج يمكن أن تفاقم الوضع. 
  • تدوين وقت ظهور الأعراض الأولى: قد يساعد ذلك المتخصصين في تحديد العلاج المناسب، لذا أبلغهم بذلك بمجرد وصولهم. 
  • البقاء هادئًا ومطمئنًا: إذا كنت مع الشخص ابقَ هادئًا وتحدث إليه بطريقة مطمئنة، أين يمكن أن يساعد ذلك في تقليل قلقه أثناء انتظار المساعدة. 
  • تحضير المعلومات للإنقاذ: احرص على توفر معلومات عن التاريخ الطبي للشخص، بما في ذلك الأدوية التي يتناولها وأي مشاكل صحية قائمة.

يمكن أن يحدث التدخل السريع فرقًا كبيرًا في تعافي الشخص الذي تعرض لسكتة دماغية، لذا من الضروري التصرف بمجرد ظهور العلامات لزيادة فرص البقاء وتقليل العواقب.

الكلمات المفتاحية: سكتة دماغية؛ قلب؛ تدخل؛ طوارئ؛ رخوي؛ بلح البحر؛