صحة جيدة لحياة أفضل

السرطان: الجزائر تنتج محليًا علاجًا مبتكرًا بالتعاون مع صيدال

حرر : شعبان بوعريسة | صحفي
30 مايو 2025

في منعطف هام نحو السيادة الصحية الوطنية، شرع مجمع صيدال في تصنيع دواء مضاد للسرطان من الجيل الأخير، كان سابقًا يستورد فقط بتكاليف باهظة جداً. وأُعلن عن هذا التقدم يوم الخميس في الجزائر العاصمة من قبل وزير الصناعة الصيدلانية ” وسيم قويدري” خلال تدشين مجموعة عمل مشتركة مع مجلس تجديد الاقتصاد الجزائري ( CREA).

الدواء المنتج الذي أُطلق عليه اسم “بامبراليزيمبا صيدال” “Pembrolizumab Saidal”، ينتمي إلى فئة الأجسام المضادة أحادية النسيلة. وهو علاج مبتكر لا يدمر خلايا السرطان مباشرةً، بل يحفز جهاز المناعة لدى المريض لمحاربتها بنفسه. كما يُستخدم هذا العلاج ضد أنواع سرطانية عدوانية ومتكررة، مثل سرطان الرئة، والثدي، والجلد.

ووفقًا للوزير تم توفير 22 ألف جرعة بالفعل للمستشفيات العمومية عبر الصيدلية المركزية للمستشفيات (PCH)، ما يعكس نشرًا سريعًا على مستوى التراب الوطني.

وأصبح إنتاج الدواء ممكنًا بفضل شراكة دولية بين صيدال ومختبر أجنبي متخصص في علاج السرطان. إذ تسمح هذه التعاونات بالوصول إلى الجزيء الدوائي، والأهم من ذلك نقل التكنولوجيا إلى الجزائر. وفي المرحلة الحالية يتم التصنيع تدريجيًا في وحدة صيدال بقسنطينة، فيما يُتوقع إتمام نقل الخبرات الصناعية والعلمية بحلول نهاية 2025.

وتمثل هذه المرحلة خطوة أساسية لضمان الاستقلالية التامة مستقبلًا في التصنيع، ما يعني التحكم في التكاليف، واستمرارية التزويد، وتحسين إمكانية وصول المرضى للعلاج.

في الأسواق العالمية يُعد هذا النوع من العلاجات مكلفًا جدًا، فجرعة واحدة من Pembrolizumab قد تكلف عدة آلاف من اليوروهات، مما يصعّب الوصول إليه حتى في الدول المتقدمة. وبإنتاج هذا الدواء محليًا تخفض الجزائر بشكل كبير فاتورة استيرادها، وتخفف من ميزانية الصحة العامة، وتعزز وصول مواطنيها إلى رعاية طبية متقدمة.

ويأتي هذا المشروع أيضًا ضمن ديناميكية صناعية تهدف إلى جعل قطاع الأدوية ركيزة للتنويع الاقتصادي. وفي هذا الإطار يتم إطلاق ستة مشاريع جديدة لإنتاج أدوية مضادة للسرطان، بالإضافة إلى 24 علاجًا متوفرًا بالفعل في السوق الوطنية، كما تعمل أربع شركات محلية في هذا القطاع الاستراتيجي.

لضمان أمان وفعالية العلاج دمجت صيدال في عمليتها نظامًا سريريًا صارمًا، أين تتولى المجموعة إجراء الفحوصات اللازمة قبل وصف الدواء، لضمان ملائمته لكل حالة مريض، كما أن هذه الخطوة ضرورية، إذ إن العلاجات المناعية ليست عامة التأثير وتعتمد فعاليتها على نوع السرطان، ومرحلة المرض، وبعض العلامات البيولوجية الخاصة بالمريض.

وأكد المستشار العلمي ”مراد بلخلفة” أن الدواء اجتاز بنجاح تجارب المرحلة الثالثة السريرية، وهي مرحلة متقدمة تقيم على نطاق واسع فعالية العلاج وتحمله وتأثيراته الجانبية، حيث تعزز هذه النتائج ثقة المختصين في الصحة وتفتح الباب لاستخدامه الموسع في المستشفيات الجزائرية.

من جهته يعكس هذا الإطلاق إرادة سياسية واضحة وهو تقليل الاعتماد على الاستيراد في المجالات الحساسة، وتعزيز قدرات الإنتاج الدوائي الوطنية. وبما أن السرطان يُعد اليوم سببًا رئيسيًا للوفيات في الجزائر كما في باقي العالم، فإن إمكانية إنتاج علاجات مبتكرة محليًا تشكل مكسبًا استراتيجيًا كبيرًا، سواء للصحة العامة أو للاقتصاد.

الكلمات المفتاحية: السرطان؛ صيدال؛ صناعة دوائية؛ قويدري؛ CREA؛ مولى؛ دواء؛ الجزائر.