صحة جيدة لحياة أفضل

الجزائر – زيمبابوي: نحو شراكة صيدلانية استراتيجية من أجل السيادة الصحية الإفريقية

حرر : صفاء كوثر بوعريسة | صحفية
2 أغسطس 2025

استقبل وزير الصناعة الصيدلانية السيد “وسيم قويدري”  سفير زيمبابوي بالجزائر السيد ” فوسوموزي انتونجا “ في اجتماع خُصص لتعزيز علاقات التعاون بين البلدين في المجال الصيدلاني، وكان الهدف الرئيسي هو وضع استراتيجية مشتركة لتعزيز الوصول إلى أدوية آمنة وفعالة ومنتَجة محلياً، مع إرساء أسس شراكة صناعية مستدامة عالية القيمة المضافة.

وفي سياق إفريقي يتميز باعتماد كبير على واردات الأدوية – إذ إن أكثر من 70% من الأدوية المستهلكة في القارة تأتي من الخارج – تأتي هذه المبادرة الثنائية استجابةً لضرورة صحية ملحة تتمثل في تعزيز الاستقلالية العلاجية للدول الإفريقية. وبالنسبة لزيمبابوي التي تعاني من نقص مزمن في الأدوية الأساسية، فإن التعاون مع الجزائر يفتح المجال لتأمين إمدادات منتظمة بعلاجات معتمدة ومطابقة للمعايير الدولية لممارسات التصنيع الجيدة .

هذا وتسعى الجزائر بما تملكه من بنية تحتية صيدلانية حديثة، إلى تصدير مجموعة من الأدوية إلى زيمبابوي تشمل مجالات علاجية أساسية مثل المضادات الحيوية، مضادات السكري، أدوية ضغط الدم، المسكنات، وعلاجات الأمراض المعدية والمزمنة. وأكد الوزير ”قويدري” قدرة الجزائر على الإنتاج بكميات كبيرة مع الحفاظ على مستوى عالٍ من مراقبة الجودة بفضل مختبراتها العمومية مثل “صيدال” وشركاتها الخاصة المعتمدة.

وتطرقت المباحثات أيضاً إلى مسألة نقل الخبرات والتقنيات، حيث اقترحت الجزائر شراكة صناعية هيكلية تشمل إنشاء وحدات إنتاج في زيمبابوي، وتكوين الكفاءات المحلية، والتطوير المشترك للتركيبات الدوائية، وتقاسم المعرفة التقنية. ومن شأن هذا النهج المتكامل أن يعزز استقلالية زيمبابوي ويخلق فرص عمل مؤهلة.

ويأتي هذا اللقاء امتداداً للزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس”  إيميرسون منانغاغوا ” إلى الجزائر، حيث وقف على مستوى الخبرة الجزائرية، خاصة خلال زيارته لمصنع صيدال بالحراش. وتعكس هذه المبادرة الثنائية إرادة البلدين في تجاوز المبادلات التجارية الظرفية لبناء تعاون استراتيجي طويل المدى.

ويتماشى هذا التقارب مع رؤية الاتحاد الإفريقي التي تهدف إلى إنتاج 60% من الأدوية المستهلكة في إفريقيا محلياً بحلول عام 2040. ويُعدّ التعاون الجزائري الزيمبابوي رافعة عملية لتحقيق هذا الهدف عبر توحيد الموارد، وتطوير المهارات المحلية، وتقليل الاعتماد على سلاسل التوريد الدولية الهشة التي كشفت أزمة كوفيد-19 ضعفها.

على الصعيد الاقتصادي تمثل هذه الشراكة فرصة مزدوجة:

  • بالنسبة للجزائر: تعزيز صادراتها خارج قطاع المحروقات، دعم ميزانها التجاري، وتثمين استثماراتها الصناعية.
  • بالنسبة لزيمبابوي: الحصول على أدوية بأسعار أقل، تقليل النفقات بالعملة الصعبة على الاستيراد، وتحفيز انتعاش قطاعها الصناعي الصيدلاني.

تهدف هذه الشراكة الصيدلانية من خلال الاستفادة من التجربة الجزائرية وتدعيم الحوار السياسي، إلى بناء نموذج اندماج إقليمي قائم على التضامن، والأمن الصحي، والازدهار المشترك، وهو تحالف طبي وصناعي واعد لشعوب إفريقيا الطامحة إلى رعاية صحية أفضل وسيادة علاجية مستدامة.

الكلمات المفتاحية: صيدلاني؛ الجزائر؛ زيمبابوي؛ قويدري؛ صحة؛ دواء

إقرأ أيضاً: