مع اقتراب الامتحانات الوطنية لنهاية السنة، نظّمت وزارة الصحة يوم الأربعاء بالجزائر العاصمة يوماً تكوينياً موجهاً لمهنيي الصحة المدرسية، وذلك لتعزيز كفاءاتهم من أجل التدخل بشكل أفضل في حالات التوتر الشديد والطوارئ الطبية التي تتكرر خلال امتحانات البكالوريا (BAC) وشهادة التعليم المتوسط (BEM).
تكوين استراتيجي من تنظيم وزارة الصحة
وخصص هذا التكوين للأطباء العامين، وعلماء النفس، وأعوان الصحة المدرسية، ويهدف إلى ضمان رعاية أفضل للتلاميذ الذين يواجهون غالباً ضغطاً نفسياً شديداً. ففي فترات الامتحان، يكون المترشحون في وضعية هشاشة وقد يعانون من اضطرابات متعددة، تتراوح بين الإغماء البسيط ونوبات الهلع، إلى ظهور أعراض جسدية مقلقة.
طوارئ طبية متكررة أثناء الامتحانات
بحسب البروفيسور ”ياسين عيادي”، المختص في الإنعاش بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا بالجزائر، يتمحور هذا التكوين حول محورين أساسيين: التعامل مع الطوارئ الجسدية (مثل حالات الإغماء، وخفقان القلب، واضطرابات التنفس أو نوبات الربو)، والدعم النفسي للتلاميذ في حالات التوتر الحاد. فحتى وإن بدت بعض الأعراض بسيطة، إلا أنها تتطلب رداً سريعاً ومناسباً لتفادي تعقيد الحالة أو الاضطرار لإجلاء المترشح.
ومنذ إطلاق هذا البرنامج التكويني سنة 2021، كانت النتائج مشجعة، أين كشف البروفيسور عيادي: «لاحظنا تراجعاً ملحوظاً في عدد التلاميذ الذين يتم إجلاؤهم أثناء الامتحانات، وذلك بفضل التوقع المسبق والتدخل الفعّال في عين المكان».
جانب وقائي: التغذية ونمط الحياة
يشمل التكوين أيضاً جانباً وقائياً غالباً ما يتم تجاهله وهو الوقاية عبر التغذية ونمط الحياة. ففي فترات الامتحانات، يتبنى بعض التلاميذ عادات غذائية غير صحية، كالإفراط في شرب القهوة أو تناول الأطعمة الدهنية، مما قد يؤدي إلى اضطرابات في الهضم، أو التهيج أو حتى النعاس. ويُذكّر البروفيسور عيادي: «يُنصح باتباع نظام غذائي خفيف ومتوازن، مع الحفاظ على ترطيب الجسم. هذه العادات البسيطة لها تأثير مباشر على التركيز والأداء الذهني».
تعزيز الكفاءات النفسية للطواقم الطبية
من جهتها، أكدت السيدة ”صباح عبادة”، المسؤولة عن البرنامج الوطني للصحة المدرسية بوزارة الصحة، على أهمية موقف الطواقم الطبية في مواجهة حالات الضيق النفسي. فالأطباء والنفسيون المدرسيون ليسوا مجرد ملاحظين، بل يجب أن يكونوا قادرين على التعرف على العلامات المبكرة للذعر، أو القلق، أو الانسداد الذهني، والتدخل بطريقة مطمئنة ومنظمة.
وأكدت أن: «الكثير من التلاميذ تحت الضغط يفقدون القدرة على استرجاع المعلومات رغم تحضيرهم الجيد»، ولهذا يتعين إعادة بناء جو من الثقة، وتهدئة التفاعلات الفيزيولوجية المرتبطة بالتوتر، ومساعدة المترشح على استعادة السيطرة على الوضع.
مسألة صحة عمومية ونجاح مدرسي
يتجاوز هذا التكوين الاستجابة الفورية للطوارئ، إذ يدخل ضمن استراتيجية أوسع تهدف إلى تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص خلال الامتحانات، من خلال ضمان تأطير طبي ونفسي مناسب لكل تلميذ، مهما كان مركز الامتحان الذي يزاول فيه.
ومن خلال تدريب فرق الصحة المدرسية على التعامل مع هذه الحالات الخاصة، تسعى وزارة الصحة إلى تقليص حالات الانقطاع، والوقاية من المضاعفات الصحية، والمساهمة في تحقيق نتائج مدرسية أفضل في بيئة هادئة وآمنة.
الكلمات المفتاحية: امتحان، صحة، مترشح، توتر، طبي، نفسي، تغذية.