صحة جيدة لحياة أفضل

الأطفال المصابون بالسرطان: ملف ذو أولوية للهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة

حرر : صفاء كوثر بوعريسة | صحفية
22 سبتمبر 2025

أكدت المندوبة الوطنية لحماية الطفولة السيدة “مريم شرفي” أن التكفل بالأطفال المصابين بالسرطان يمثل أولوية مطلقة بالنسبة للهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة (ONPPE).

وخلال حفل نظم السبت بالجزائر تكريماً للتلاميذ المصابين بالسرطان الذين نجحوا بتفوق في امتحاني شهادة التعليم المتوسط والبكالوريا للسنة الدراسية 2024-2025، شددت السيدة شرفي قائلة: «الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة تولي أهمية قصوى لملف الأطفال المصابين بالسرطان وهذه الأولوية تتجسد في الحضور الدائم والانخراط الفعّال في جميع المبادرات الوطنية المكرسة لمكافحة هذا الداء».

وجاء الحفل بتنظيم مشترك مع جمعية الأمل لمساعدة مرضى السرطان، ضمن فعاليات “سبتمبر الذهبي”، الشهر العالمي المخصص للتحسيس بسرطان الأطفال.

وبعيداً عن الرمزية ذكّرت السيدة شرفي أن الهيئة تعمل بتنسيق وثيق مع وزارة الصحة والجمعيات المختصة لتنظيم لقاءات دورية تجمع أطباء وباحثين ومؤسسات عمومية ومجتمع مدني من أجل صياغة توصيات عملية.

وستغذي هذه الأشغال بشكل مباشر المخطط الوطني للعمل من أجل الطفولة 2025-2030، حيث يشكل سرطان الأطفال أحد الملفات ذات الأولوية والهدف واضح وهو تحسين الوقاية، الكشف المبكر، الوصول إلى العلاج، والمرافقة النفسية والاجتماعية للأطفال وعائلاتهم.

من جهتها أشادت الأمينة العامة لجمعية الأمل السيدة “حميدة كتاب” بالنجاحات الاستثنائية للتلاميذ المكرمين: «هذه السنة تم تكريم 45 تلميذاً من مختلف الولايات ورغم المرض، العلاجات الثقيلة، والقيود الطبية، حققوا معدلات متميزة غالباً ما تجاوزت 16/20».

وتعكس هذه المسارات التي غالباً ما تتخللها محطات علاجية مؤلمة، شجاعة استثنائية وإرادة لمواصلة التعلم والحياة والحلم رغم المرض.

يتم سنوياً تشخيص حوالي 400 ألف حالة جديدة من سرطان الأطفال عبر العالم. وفي الجزائر تشير تقديرات أطباء الأورام إلى أن أكثر من 1500 طفل يصابون بالمرض كل سنة.

وتختلف سرطانات الأطفال عن تلك التي تصيب البالغين:

  • تشكل اللوكيميا (سرطانات الدم) قرابة ثلث الحالات.
  • تأتي أورام الجهاز العصبي المركزي في المرتبة الثانية.
  • تليها الأورام اللمفاوية وأنواع أخرى من الأورام الصلبة.

والأخبار الجيدة أن البحث العلمي سمح بتحقيق نسب شفاء تتجاوز 80٪ في بعض الدول المتقدمة. أما في الجزائر فرغم وجود تقدم ملموس إلا أن التحديات لا تزال قائمة: تأخر التشخيص، عدم المساواة في الوصول للعلاج، نقص الهياكل المتخصصة، والانقطاعات المتكررة للأدوية.

تتجاوز هذه المبادرات البعد الرمزي لتحدث أثراً علاجياً ونفسياً حقيقياً:

  • تعزيز الثقة بالنفس: تكريم الأطفال على جهودهم يعيد لهم الثقة، خاصة مع معاناتهم من آثار جانبية كالصلع والعزلة والإرهاق المزمن.
  • التخفيف من التوتر والقلق: الأجواء الاحتفالية والأنشطة الترفيهية تساعد على كسر روتين العلاج وتخفيف وطأة الاستشفاء.
  • تحسين الالتزام بالعلاج: أظهرت الدراسات أن الأطفال المشجعين والمساندين نفسياً يتقبلون العلاجات الثقيلة بشكل أفضل ويشاركون بنشاط في مسارهم العلاجي.
  • دعم العائلة: رؤية الطفل مكرماً تمنح الأهل جرعة أمل وتعزز التزامهم بالمرافقة اليومية.
  • رافعة اجتماعية: هذه الفعاليات تقلل من الوصم وتثبت أن المرض لا يمنع النجاح الدراسي ولا يمنع تحقيق الذات.

وبذلك تتجاوز هذه المناسبات فرحة اللحظة لتشكل رافداً علاجياً حقيقياً، مساهِمة فيما يعرف اليوم في الطب بـ “جودة الحياة في علم أورام الأطفال”.

حفل بين العاطفة والأمل

تأرجح هذا اليوم الاحتفالي بين لحظات التأثر والابتسامات، أين أهدت كل من الألعاب التربوية، والورشات الترفيهية للأطفال فسحة خفيفة من الروتين، لكن ما وراء الاحتفال حمل اليوم رسالة قوية: هؤلاء الأطفال ليسوا مجرد مرضى، بل تلاميذ وحالمون ومواطنون قيد التشكل.

تعتمد مكافحة سرطان الأطفال اليوم على ثلاثة أعمدة:

  • التشخيص المبكر: وهو المفتاح لزيادة فرص الشفاء.
  • تحسين بروتوكولات العلاج: بما يشمل العلاج الكيميائي والجراحة والعلاج الإشعاعي.
  • التوجه نحو مقاربات جديدة: مثل العلاج المناعي والعلاج الجيني، التي تفتح آفاقاً واعدة.

يشدد الباحثون على ضرورة مرافقة الطفل بشكل شامل من خلال التعليم في المستشفى، الدعم النفسي، إعادة الإدماج المدرسي والاجتماعي، كلها عناصر أساسية لا تقل أهمية عن العلاج الطبي.

الكلمات المفتاحية: الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة، السرطان، الطفل، الصحة، المدرسة، الدعم، المستشفى، نفسي.

إقرأ أيضاً: