صحة جيدة لحياة أفضل

إجراء أول عملية زرع ذاتي لأنسجة الفك في الجزائر بولاية وهران

حرر : بن شوك منال زهية | صحفية
28 يناير 2024

تمكن المستشفى الجامعي 01 نوفمبر بوهران مؤخرا من اتخاذ خطوة هامة في مجال جراحة الفك والوجه في الجزائر ، وهو التقدم الذي أدى إلى إجراء أول عملية زرع ذاتي لأنسجة الفك السفلي ، ويمثل هذا الاجراء المعقد الذي تم اجراءه على مريضة في عقدها الثالث وكانت تعاني من سرطان الفك ، نقطة تحول في التعامل مع حالات الفك والوجه في البلاد، وهو النجاح الجراحي الذي جاء نتيجة التخطيط الدقيق والخبرة المتعمقة والتعاون الوثيق بين مختلف المتخصصين في الرعاية الصحية، مما يدل على المستوى العالي من المهارات والخبرات المتاحة في الجزائر.

وأشرف البروفيسور ” حيرش كريم ” رئيس مصلحة جراحة الفك والوجه على هذا التدخل الهام ، أين عمل فريق طبي متخصص مكون من جراحين وأطباء تخدير وممرضات معًا بفعالية لمواجهة هذا التحدي الطبي، فيما يكمن تعقيد العملية في طبيعتها الثلاثية التي ركز فيها المجموعة الأولى من الجراحين على إعداد فك المريضة بعناية للتطعيم، وفي الوقت نفسه شرعت المجموعة الثانية في استخراج الأنسجة الوعائية اللازمة من عظم الشظية للمريض، فيما قامت المجموعة الثالثة كخطوة أخيرة بإجراء عملية التطعيم بدقة جراحية ، وهي العملية التي استمرت لقرابة 8 ساعات مما يدل على صرامة الفريق وتصميمه على انجاحها .

تمثل هذه العملية شهادة على التقدم التكنولوجي والابتكار في القطاع الطبي الجزائر ، إذ لعب استخدام التقنيات الجراحية المتقدمة والتقنيات المتطورة دورًا هامّا في نجاح عملية الزرع هذه، وهو ما يوضح قدرة الجزائر على دمج أساليب العلاج الحديثة في ممارساتها الطبية، وبالتالي المساهمة في رفع مستوى الرعاية الصحية في البلاد، وفي ذات السياق يعد اعتماد هذه التقنيات الجديدة أمرًا ضروريًا لمواصلة تطوير الطب في الجزائر مما يمكّن المتخصصين في الرعاية الصحية من علاج الحالات المعقدة بشكل متزايد بكفاءة ودقة أكبر.

ولا يتم قياس نجاح عملية الزرع هذه فقط من خلال استعادة وظيفة الفك ، بل أيضا من خلال تأثيرها الكبير على نوعية حياة المريض، أين يعتبر هذا التقدم مهم بشكل خاص لمرضى السرطان الذين غالبًا ما يواجهون تغيرات في الأسنان والوجه بسبب علاجات مثل العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي والجراحة.

ويهدف البروفيسور ” حيرش ” إلى إجراء مثل هذه العمليات بشكل دوري ومنتظم مما يوفر أملًا جديدًا وخيارات علاجية أفضل للمرضى.

يعد نجاح هذه العملية مؤشرا على التطور الإيجابي للنظام الصحي في الجزائر، خاصة في مجال جراحة الوجه والفكين، وتعتبر عملية زرع ذاتي لأنسجة الفك السفلي والأولى من نوعها ، علامة فارقة في الرحلة الطبية الجزائرية وهو ما سيمهد الطريق لتدخلات أكثر تقدمًا مع تحسين حياة المرضى.

ويرمز هذا النجاح الذي يعتبر الأول من نوعه في الجزائر لفريق مستشفى 1 نوفمبر، إلى الالتزام المستمر بتحسين الرعاية الطبية في البلاد، كما يمثل أملاً متجدداً للعديد من المرضى وذلك كونه يوفر لهم خيارات علاجية أكثر فعالية ونوعية حياة أفضل.

يمثل هذا الحدث معلما هاما في تاريخ الطب بالجزائر ويشهد على قدرة البلاد على الابتكار والتفوق في مجال الصحة.

بن شوك منال زهية