أكد مختصون في أمراض الجهاز التنفسي خلال دورة تكوينية لفائدة الصحفييين، أن علاج التليف الرئوي مجهول السبب متوفر حاليا في الجزائر، وهو دواء مضاد لتليف Nintedanib ، والذي اثبت جودته العلاجية، خاصة وانه يساعد في إبطاء تدهور وظيفة الرئة.

وبهذه المناسبة، أشار البروفيسور أحمد قاضي، رئيس مصلحة أمراض الرئة والحساسية بمستشفى بني مسوس الجامعي، ان هذا العلاج هو “الوحيد للتليف الرئوي مجهول السبب الذي وافقت عليه وزارة الصحة”، مما سيسمح بشكل كبير من تفاقم المرضويحسن نوعية حياة الأشخاص المصابين بهدا المرض التنفسي النادر.

وأضاف نفس المختص، الى ان العلاج كان مقتصر على الكورتيكوييد ومثبطات المناعة التي تم تعطي نتيجة، لأننا كنا نعتقد من قبل ات التليف اصله التهابي.

وكشف البروفيسور قاضي الى ان هدا العلاج الذي أدخل الى الجزائر من طرف مخابر ” بوهرنجر إنجلهايم” له تأثير ايجابي عل  تحسين نوعية المرضى.

التليف الرئوي مجهول السبب 

وأوضح البروفيسور ان مرض التليف الرئوي مجهول السبب IPFهو حالة مهددة للحياة في الرئتين حيث يصبح النسيج سمكيا ومتيبسا ومتندبا على مدى فترة من الزمن. وتفقد الرئتان قدرتهما على اخذ الأكسجين ونقله الى مجرى الدم، على الرغم من ان البحوث حددت العوامل الرئيسية في تطوير مرض التليف الرئوي مجهول السبب، لكن لا يعرف السبب المباشر، وتختلف الأعراض من شخص لآخر، يمكن ان تؤدي الى ضيق التنفس وعدم تلقي الأعضاء ما يكفي من الأكسجين للعمل بشكل صحيح.

يصيب هدا المرض الأشخص الذين تتجاوز أعمارهم 50 سنة لعدة أسباب منها التدخين، التلوث البيئي، مسببات أخرى مثل مواد التنظيف ،الروائح وغيرها.

ووفقا لاخر الدراسات فان هدا المرض يصيب من 14 الى 34 شخص من بين 100.000 نسمة في العالم، وتختلف اعراض المرض من حالة الى اخرى.

ودعا المختص الى ضرورة العمل والنقاشات متعددة التخصصات التي تجري على مستوى المستشفيات من أجل تحسين التكفل بالمرضى، والحرص على المرافقة النفسية لهم.

ومن جهته قال الدكتور محمد بولدروع، المدير الطبي لبوهرنجر انجلهايم، ” ان مرض التليف الرئوي مجهول السبب المعروف بتأثيره الذي لا يمكن اصلاحه على وظائف الرئة، تمثل الموافقة على النينتيدانيب في الجزائر عرف تقدما معنويا للمرضى المصابين بهدا المرض. “تعكس  هده الموافقة التزامنا بتوفير العلاجات الحيوية وتلبية الاحتياجات الطبية غير الملباة وتمكين أخصائيي الرعاية الصحية من تحقيق رعاية شاملة للمرضى”. 

اما الدكتور مرزاق غرناوت رئيس الجمعية الجزائرية لطب الأمراض التنفسية ، ثمن هده الجهود لتوفير هدا الدواء، خاصة وان تليف الرئة مرض صعب، فمن خلال هدا العلاج مضاد للتليف يمكن ابطاء انخفاض وظائف الرئة لأولئك الذين يعانون من هذه الحالة التي تغير حياتهم. 

وللإشارة، قد تم اعتماد هذا الدواء في أكثر من 80 بلد لعلاج الأفراد الذين تم تشخيصهم بمرض التليف الرئوي مجهول السبب، مع تقديم حلول طبية مبتكرة. 

يكون خطر الإصابة ب التليف الرئوي مجهول السبب، اذا كان الشخص لديه تاريخ عائلي للإصابة، ويزداد الخطر مع تقدم العمر. الاعراض الاكثر شيوعا هي ضيق التنفس والسعال، قد لا يعاني البعض من أعراض في البداية، ولكن يمكن ان يتطور ويزداد سوء مع تقدم المرض.

تختلف الطريقة التي يتطور بها IPF من شخص لاخر، ويمكن ان يبقى المرض على حاله لسنوات. 

يعاني المرضى المصابين بهدا المرض مما يعرف ايضا بالتفاقم الحاد، حيث تصبح الاعراض فجأة أكثر خطورة، وتشمل مضاعفات أخرى : ارتفاع ضغط الدم الرئوي، وفشى الجهاز التنفسي.

عائشة و.ح