صحة جيدة لحياة أفضل

أمهات شجاعات: عندما تواجه الأمومة سرطان الثدي

حرر : صفاء كوثر بوعريسة | صحفية
22 أكتوبر 2025

“بين الحب والألم والصمود، يواصلن العطاء والحماية رغم المرض.”

كيف يمكن أن تبقى الأم حنونة وحاضرة ومطمئنة حين يصبح الجسد ساحة معركة؟ بالنسبة لـ ”نجاة ” 43 سنة، أستاذة وأم عزباء لطفلين، غيّر سرطان الثدي مسار حياتها بالكامل، أين كان صيف 2023 هو بداية لمعركة طويلة من علاج كيميائي، استئصال الثدي، إعادة بناء، علاج إشعاعي، وعلاج مناعي.

معركة على جبهتين: الحب والبقاء

وبعد انفصالها عن زوجها وابتعادها عن إخوتها السبعة، وجدت نجاة نفسها تواجه كل شيء بمفردها، أين تقول بعينين دامعتين وصوت متماسك: «كنت دائماً الشخص الذي يساعد الآخرين، وفجأة لم أجد من يساعدني»، أما طفلاها البالغان من العمر 6 و4 سنوات، كبرا وسط هذه العاصفة الصامتة، التي كانت فيها كل ابتسامة بمثابة مقاومة.

رغم أن العلاجات أنهكت جسدها، لكنها لم تضعف غريزتها الأمومية، وحتى وهي طريحة الفراش كانت نجاة تجهّز الإفطار، تقرأ القصص، وتطمئن طفليها. تقول: «كنت أريد أن يتذكراني كامرأة قوية، لا كمريضة ، وفي بعض الأيام، لم أكن أملك القوة للنهوض، فتتكفل صديقاتي بالباقي».

هؤلاء الصديقات كنّ عائلتها الثانية: يوصِلن الأطفال إلى المدرسة، يَمكُثن بجانبها في ليالي الأرق، يطبخن، يُصغين، ويواسين، وهي التضامنات الخفية التي أنقذت أماً وحافظت على طفيلها. لكن خلف كل هذه القوة، يختبئ تعبٌ لا يُرى : تعب “التظاهر بأن كل شيء بخير”.

تتنهد نجاة قائلة: «من المرهق أن تبتسمي، أن تخفي الألم، وأن لا تنهاري أمامهم»، وفي هذا السياق يؤكد علماء النفس المتخصصون في علم نفس الأورام أن الأمهات المصابات بالسرطان يعشن معاناة مزدوجة من محاربة المرض والخوف من إقلاق أبنائهن، إذ يحاولن السيطرة على كل شيء، وكأن شيئاً لم يتغير. لكن في الحقيقة إظهار الضعف أحياناً هو شكل آخر من أشكال الحب.

  • يشجع الأطباء الأمهات على التحدث مع أطفالهن عن المرض بكلمات بسيطة ومناسبة لأعمارهم.
  • الصمت يُغذي الخوف، أما الحقيقة حتى لو كانت مخففة فهي تطمئن.
  • ترافق جمعيات مثل ” Europa Donna” و”الرابطة ضد السرطان” العائلات في هذا الحوار الحساس.

“نجاة” المعروفة بمواقفها النسوية، كانت تؤمن بالاستقلال التام، لكن المرض علمها درساً آخر: قبول المساعدة ليس ضعفاً، بل قوة، أين تقول: «فهمت أن طلب المساعدة هو أيضاً حب لأطفالي، وهو أن أُريهم أننا لسنا بحاجة إلى أن نكون خارقين لنكون أقوياء».

اليوم عاد شعرها للنمو، وملامحها أصبحت أكثر هدوء، فيما تمضي بخطى بطيئة لكنها واثقة، بعدما أورثت لأطفالها أعظم دروس الحياة: الصمود، الشجاعة، والحب.

تواجه آلاف النساء مثل “نجاة” كل عام سرطان الثدي وهن يربين أطفالهن، وكثيرات يقمن بذلك في الظل، دون مساعدة، دون راحة، ودون سند.

  • تقديم المساعدة العملية: رعاية الأطفال، إعداد وجبات، قضاء الحاجات، أو حتى إرسال رسالة دعم.
  • دعم الجمعيات المحلية أو الوطنية التي تساند النساء المصابات بالسرطان.
  • المشاركة في حملات التوعية والفحص المبكر.
  • تشجيع الحديث، كسر الصمت، والإصغاء دون أحكام.
  • الفحص المبكر ينقذ الأرواح: فحص سريري كل عام ابتداءً من سن 25، وتصوير الثدي بالأشعة كل عامين ابتداءً من سن 50.
  • في حال وجود تاريخ عائلي للمرض، يُستحسن استشارة الطبيب لمتابعة خاصة.
  • تعلّمي فحص نفسك ذاتياً مرة في الشهر بعد انتهاء الدورة الشهرية، بمراقبة وتحسس الثدي أمام المرآة.
  • الكشف المبكر يرفع نسبة الشفاء إلى أكثر من 90%.

“أن تكوني أماً يعني أن تمنحي الحياة… حتى حين تتزلزل حياتك.، ومن ” صحتي ، حياتي ” إلى كل من تقاتلن، وتأملن، وتوزعن الحب رغم الألم : أنتنّ النور في العتمة، والدليل على أن الشجاعة لها وجه… وجه أم.

الكلمات المفتاحية: امرأة، أم، سرطان، ثدي، صحة، حياة، شجاعة.

إقرأ أيضاً: