صحة جيدة لحياة أفضل

أزمة حليب الأطفال في غزة: طوارئ صحية لحديثي الولادة والأطفال

حرر : التحرير |
4 يوليو 2025

يشكل نقص حليب الأطفال في قطاع غزة تهديدًا مباشرًا لبقاء الرضع، خاصة حديثي الولادة والمولودين قبل الأوان، ووفقًا لصحيفة The Guardian، فإن مئات الأطفال معرضون لخطر الموت خلال الأيام القادمة بسبب نفاد المخزون واستحالة إدخال حليب الرضع أو الحليب الخاص على الأراضي المحاصرة.

يُفيد الدكتور ”أحمد الفرا” رئيس قسم طب الأطفال والولادة في مستشفى ناصر الطبي بخان يونس، بأن مخزون حليب الأطفال غير كافٍ لتغطية أسبوع واحد، وأن الحليب المخصص للمواليد المبكرة نفد تمامًا، كما تُستخدم بدائل من الحليب العادي كحل أخير، لكنها لا تلبي الاحتياجات الأيضية الخاصة للمواليد الذين يعانون من مشاكل صحية.

بالنسبة للرضع خاصة في الستة أشهر الأولى من العمر، تعتبر الرضاعة أو الحليب الصناعي المصدر الوحيد للمغذيات الكبيرة والصغيرة والأجسام المضادة، في حين أن غياب الحليب يؤدي بسرعة إلى:

  • عجز حاد في السعرات الحرارية؛
  • جفاف شديد؛
  • اختلالات في توازن الماء والأملاح؛
  • ضعف في المناعة، مما يعرض الطفل لإصابات قاتلة.

أما عند الخدج أو الأطفال من ذوي الوزن المنخفض عند الولادة، يزداد خطر متلازمة سوء التغذية الحاد (الكواشيوركور أو السغل)، مع احتمال تطور الصدمة الإنتانية، فشل الكبد، أو متلازمة خلل وظائف الأعضاء المتعددة.

من جهة أخرى تعاني الأمهات أنفسهن من سوء تغذية حاد، مما يعيق قدرتهن على الإرضاع ، أين يؤدي نقص السعرات الحرارية المزمن إلى انخفاض في إنتاج الحليب أو انقطاع الطمث ، مما يوقف الرضاعة، وهذا ما يزيد من الاعتماد على الحليب الصناعي، الذي أصبح غير متوفر بسبب الحصار الإسرائيلي.

كما أن الكمية القليلة من الحليب المتاحة في السوق السوداء تُباع بسعر يصل إلى 50 دولارًا للصندوق، وهو سعر مرتفع جدًا بالنسبة للعائلات النازحة التي تعيش في خيام بدون مياه شرب أو دخل.

تشير الفرق الطبية في غزة إلى وجود رضّع:

  • يعانون من هزال شديد؛
  • يعانون من جفاف حاد (طية جلدية، توقف البول)؛
  • يعانون من نقص وزن حاد للغاية؛
  • أو يعانون من التهاب الأمعاء والنخر، الذي يكثر بين الخدج غير المرضعين في ظروف صحية سيئة.

يتصاعد معدل وفيات حديثي الولادة بشكل سريع، ويُعتقد أن الرقم المعلن البالغ 66 حالة وفاة بسبب سوء التغذية الحاد، أقل بكثير من الواقع الحقيقي.

تفيد شهادات أطباء أجانب بأن صناديق حليب الأطفال تُصادر بشكل منتظم عند الحدود أو من الأمتعة، حتى تلك المخصصة للعناية المركزة لحديثي الولادة.

وهذا يشكل انتهاكًا صارخًا لاتفاقيات جنيف ومبادئ منظمة الصحة العالمية المتعلقة بصحة الأم والطفل في سياق الحرب، إذ يُعتبر حليب الأطفال دواءً حيويًا ويجب أن يكون جزءً لا يتجزأ من أي ممر إنساني.

1. فتح نقاط العبور فورًا للسماح بدخول الحليب العلاجي (الصيغ الغنية، حليب الخدج، محاليل إعادة الترطيب).

2. إنشاء مراكز تغذية علاجية لتقييم وتصنيف وعلاج الرضع المصابين بسوء التغذية الحاد.

3. توزيع الحليب الصناعي مجانًا للأمهات غير المرضعات، مع تقديم دعم غذائي للنساء في سن الإنجاب.

4. تعزيز المتابعة الطبية مع توفير رعاية طبية متخصصة للأطفال، بما في ذلك مراقبة المؤشرات الحيوية، حالة الترطيب، وعلامات تفاقم الحالة.

5. دعم لوجستي دولي عبر وكالات الأمم المتحدة والهلال الأحمر والمنظمات الطبية، مع تجاوز العقبات السياسية.

نقص حليب الأطفال في غزة ليس مجرد مشكلة إمداد، بل هو حالة طبية وإنسانية طارئة تهدد حياة الأطفال بشكل مباشر، وتنتهك حقوقهم الصحية الأساسية، وتستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا لإنقاذ جيل كامل من الخطر.

الكلمات المفتاحية: غزة؛ طفل؛ حليب؛ صحة؛ أم؛ إبادة جماعية؛ حديثي الولادة؛ طوارئ.