صحة جيدة لحياة أفضل

نحو “هدنة إنسانية” في غزة للتطعيم ضد شلل الأطفال 

حرر : Chabane Bouarissa | Journaliste
30 أغسطس 2024

كشف مسؤول في منظمة الصحة العالمية (OMS) يوم الخميس عن الوصول الى اتفاق لإقامة “هدنة إنسانية” لمدة ثلاثة أيام في وسط وجنوب وشمال غزة، وذلك من اجل البدء في حملة تطعيم الأطفال ضد الشلل يوم الأحد .

وأعلن  ”ريك بيبيركورن”، ممثل منظمة الصحة العالمية في غزة خلال مؤتمر صحفي عبر الفيديو، أن حملة التطعيم ضد شلل الأطفال ستبدأ في الأول من سبتمبر في وسط غزة، على أن تمتد هذه الحملة على مدار ثلاثة أيام، مع تخصيص “هدنة إنسانية” يومية لعدة ساعات للسماح بإجراء عمليات التطعيم.

ومن المنتظر أن يتم تطبيق نفس الإجراء بعد ذلك في الجنوب والشمال لغزة كجزء من المرحلة الأولى من حملتي التطعيم، ونظرًا للأضرار التي لحقت بالطرق والسكان النازحين، قد تحتاج الأمم المتحدة إلى يوم إضافي لكل منطقة، مما سيؤدي إلى تمديد الهدنة الإنسانية، والمخطط لها كل يوم بين الصباح الباكر والظهيرة.

وأكد ”ريك بيبيركورن”على أهمية احترام هذا الاتفاق من جميع الأطراف، وإلا لن تتمكن حملة التطعيم من الاستمرار بشكل صحيح، وقد أعربت حركة حماس الفلسطينية عن دعمها لهذه “الهدنة الإنسانية”.

وتأتي هذه الحملة بعد تأكيد أول حالة إصابة بشلل الأطفال في غزة منذ 25 عامًا، حيث تم اكتشاف الحالة لدى طفل يبلغ من العمر عشرة أشهر في دير البلح، وتم التعرف على هذه الحالة بعد اكتشاف فيروس شلل الأطفال في عينات من مياه الصرف الصحي التي جمعت في أواخر جوان في خان يونس ودير البلح.

وفي البداية، طلبت الأمم المتحدة هدنات إنسانية لمدة سبعة أيام لإعطاء اللقاح الفموي لـ 640.000 طفل دون العاشرة، فيما أوضح ممثل منظمة الصحة العالمية أنه يجب إعطاء الجرعة الثانية من اللقاح في غضون أربعة أسابيع بعد الجرعة الأولى.

ويعتبر شلل الأطفال أو التهاب سنجابية النخاع، بمثابة مرض فيروسي شديد العدوى يسببه فيروس شلل الأطفال، ويصيب بشكل رئيسي الأطفال دون سن الخامسة، رغم أن البالغين يمكن أن يصابوا أيضًا، كما ينتقل الفيروس بشكل رئيسي عن طريق الفم-البراز، وغالبًا عبر الماء أو الطعام الملوث، ويتكاثر في الأمعاء قبل أن يغزو الجهاز العصبي.

ويمكن الوقاية منه بالتطعيم باستخدام نوعين من اللقاحات المتاحة: اللقاح الفموي ضد شلل الأطفال (VPO) ولقاح شلل الأطفال المعطل (VIP)، حيث يُستخدم VPO بشكل شائع في حملات التطعيم الجماعية لأنه سهل الإدارة ويؤدي إلى مناعة معوية، مما يقلل من انتشار الفيروس في المجتمعات، في حين يتم استخدام VIP ، الذي يُعطى عن طريق الحقن، بشكل رئيسي في البلدان التي تم فيها القضاء على شلل الأطفال أو تكاد تكون قد قضت عليه.

وبفضل حملات التطعيم العالمية، تم القضاء على شلل الأطفال في العديد من مناطق العالم،  ومع ذلك، لا يزال موجودًا في عدد قليل من البلدان، وذلك بشكل رئيسي بسبب عدم الاستقرار السياسي والنزاعات والتحفظات على التطعيم، وتؤكد اكتشاف الحالات الجديدة، مثل تلك التي تم الإبلاغ عنها مؤخرًا في غزة، على أهمية الاستمرار في الجهود لتطعيم السكان المعرضين للخطر ومنع عودة هذا المرض المدمر.