صحة جيدة لحياة أفضل

مكافحة داء لايم : لقاح VLA15 .. أمل واعد

حرر : Dr. Mohamed Tahar Aissani. | Médecin spécialiste en anatomie et cytologie pathologiques.
26 أغسطس 2024

يواصل البحث الطبي تحقيق تقدم كبير في مكافحة الأمراض المعدية، ومؤخراً تم تحقيق تطور رئيسي في الوقاية من مرض لايم.

ويشكل هذا المرض الذي ينتقل عن طريق القراد وتتسبب فيه البكتيريا Borrelia burgdorferi sensu lato ، تهديداً متزايداً في العديد من مناطق العالم، كما يمكن أن تكون العواقب خطيرة ومزمنة، حيث تؤثر بشكل خاص على الأنظمة العصبية والمفصلية لدى بعض الأشخاص.

وفي ذات السياق، تم تطوير VLA15، وهو لقاح سداسي التكافؤ ( vaccin hexavalent )  لاستهداف السلالات البكتيرية الرئيسية المسؤولة عن مرض لايم، كما أن النتائج الأولية المتعلقة بفعاليته وسلامته، التي نُشرت مؤخراً في مجلة ”The Lancet Infectious Diseases”، تمثل خطوة حاسمة في الوقاية من هذا المرض على مستوى العالم.

وتم تصميم VLA15 لتوفير الحماية ضد ست من السلالات الأكثر شيوعاً من “Borrelia” المرتبطة بمرض لايم في أوروبا وأمريكا الشمالية، كما أظهرت التجارب السريرية من المرحلة الثانية نتائج مشجعة، حيث أظهرت استجابة مناعية قوية مع مستويات مرتفعة من الأجسام المضادة ضد السلالات المختلفة من ”Borrelia”، علاوة على ذلك، كانت الآثار الجانبية المرصودة مشابهة لتلك التي تحدث مع اللقاحات الأخرى المستخدمة على نطاق واسع، مما يشير إلى علامة إيجابية بشأن سلامته.

وعلى الرغم من أن هذه النتائج مشجعة، إلا أنها تتطلب تأكيداً إضافياً من خلال التجارب السريرية من المرحلة الثالثة التي هي قيد التحضير، أما إذا تأكدت النتائج، فقد يصبح VLA15 أول لقاح متاح ضد مرض لايم، مما يوفر حماية ثمينة للسكان الذين يعيشون في المناطق المعرضة للخطر.

وقد يكون لتوفر لقاح فعال ضد مرض لايم تأثير كبير على الصحة العامة العالمية، أين سيقلل اللقاح في المناطق التي يكون فيها المرض متوطناً بشكل كبير من معدل الإصابة بهذه الحالة، خاصة في المناطق الريفية والغابات حيث يكون خطر لدغات القراد مرتفعاً.

بجانب الوقاية من الأشكال الشديدة والمزمنة للمرض، قد يسهم لقاح مثل VLA15 في تخفيف الضغط على أنظمة الصحة من خلال تقليل عدد الاستشارات الطبية المتعلقة بمرض لايم، وفي الواقع يتطلب تشخيص وإدارة هذا المرض غالباً تحقيقات معقدة، خاصةً عندما يتطور المرض إلى أشكال مزمنة.

ورغم هذه التقدمات، لا تزال هناك العديد من التحديات التي يجب التغلب عليها، فقبول اللقاح من قبل الجمهور سيكون عاملاً أساسياً في نجاحه، و كما هو الحال مع أي لقاح جديد، ستكون هناك حاجة لجهود توعية وتثقيف لإقناع الناس بفعالية اللقاح وسلامته، كما ستكون المراقبة بعد التسويق أيضاً حاسمة لرصد أي آثار جانبية نادرة لم يتم اكتشافها أثناء التجارب السريرية.

بالاضافة الى ذلك ، لا يمكن الاعتماد على اللقاح فقط في الوقاية من مرض لايم، أين ستظل التدابير التكميلية، مثل التثقيف حول الحماية من لدغات القراد وتحسين التشخيصات، ضرورية في مكافحة هذا المرض.

من جهته ، يمثل تطوير VLA15 تقدماً مهماً في مكافحة مرض لايم على مستوى العالم، فقد يصبح هذا اللقاح سلاحاً أساسياً في الوقاية من الأمراض التي تنقلها القراد، مقدماً بذلك أملاً جديداً للأشخاص المعرضين لهذا الخطر الصحي.

الكلمات المفتاحية: VLA15، مرض لايم، لقاح، مرض، قراد، مكافحة، بكتيريا،