صحة جيدة لحياة أفضل

Leqembi :  العلاج الجديد ضد الزهايمر الذي وافقت عليه الوكالة الأوروبية للأدوية.

حرر : د سليم بن لفقي | باحث في علم الأعصاب
27 يناير 2025

تمت الموافقة مؤخرًا على دواء Leqembi® (ليكانيما) لعلاج مرض الزهايمر من قبل وكالة الأدوية الأوروبية (EMA)، بعد رفضه في يوليو الماضي. في ذلك الوقت، تم رفض الدواء بسبب المخاطر الكبيرة للأعراض الجانبية، مثل النزيف الدماغي. ومع ذلك، وبعد تقييم جديد طلبته شركة Eisai، خلصت وكالة الأدوية الأوروبية إلى أن الفوائد تفوق المخاطر، ولكن فقط بالنسبة لفئة معينة من المرضى، أي أولئك الذين لم يصلوا بعد إلى مرحلة متقدمة من المرض.

يقتصر Leqembi® على المرضى الذين يعانون من أعراض مرض الزهايمر في مراحله المبكرة، أي الذين يعانون من ضعف إدراكي خفيف أو مرحلة الخرف الخفيف. يجب أيضًا أن يكون لدى هؤلاء المرضى سمات وراثية معينة، بمعنى أنهم لا يحملون جين البروتين الدهني Apolipoprotein E4، المرتبط بزيادة خطر النزيف الدماغي.

تُذكّر مؤسسة “الزهايمر” أن هذا الجين هو العامل الوراثي الرئيسي للمرض ويمكن أن يزيد من خطر الآثار الجانبية الخطيرة تحت العلاج.

يعد Leqembi® علاجًا مناعيًّا مضادًّا للمواد الأميلويدية. يعمل جسمه المضاد وحيد النسيلة، وهو lecanemab، على استهداف رواسب بروتين البيتا-أميلويد في الدماغ، والتي تعتبر من السمات المميزة لمرض الزهايمر. أظهرت الدراسات أنه بعد 18 شهرًا من العلاج، تم تقليل رواسب البيتا-أميلويد وتباطأ التدهور الإدراكي بنسبة 27%.

هذا العلاج يعمل مباشرة على العملية المرضية الأساسية للمرض بدلاً من مجرد معالجة أعراضه. ومن المهم أن نذكر أن مرض الزهايمر هو مرض تنكسي عصبي وغير قابل للشفاء، حيث تركز العلاجات الحالية بشكل رئيسي على إبطاء تقدم الأعراض وتحسين نوعية حياة المرضى.

تشمل الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا لـ Leqembi® ردود فعل تتعلق بالتسريب، والصداع، بالإضافة إلى نزيف وتورم دماغي يمكن رؤيتهما عبر التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI). ترتبط هذه الآثار بالتخلص من رواسب الأميلويد عبر الأوعية الدموية الدماغية. ولهذا السبب، من الضروري مراقبة المرضى بانتظام باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي طوال فترة العلاج.

يعد مرض الزهايمر الشكل الأكثر شيوعًا للخرف في العالم. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، يعاني حوالي 50 مليون شخص في العالم من هذا المرض، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم ثلاث مرات بحلول عام 2050، بسبب شيخوخة السكان على مستوى العالم. يتم تشخيص حوالي 10 ملايين حالة جديدة سنويًا في جميع أنحاء العالم، أي شخص واحد كل 3 ثوانٍ.

تؤثر هذه الحالة بشكل خاص على البلدان المتقدمة التي تتمتع بأمل حياة أطول، ولكن المرض يظهر أيضًا بشكل متزايد في البلدان النامية مع تقدم عمر سكانها. التكلفة الاقتصادية لمرض الزهايمر أيضًا ضخمة، حيث تمثل عدة تريليونات من الدولارات سنويًا بسبب الرعاية المطلوبة وفقدان الإنتاجية.

البحث في هذا المجال مستمر، على الرغم من أن التقدم في العلاجات لا يزال محدودًا. معظم الأدوية المتوفرة حاليًا تهدف فقط إلى إبطاء تقدم الأعراض، دون إمكانية الشفاء التام. لذلك، تظل الوقاية أمرًا مهمًا، مع توصيات تتعلق بنمط حياة صحي، وتحفيز الإدراك، وإدارة عوامل الخطر مثل ارتفاع ضغط الدم، والسكري، والتدخين.

يشهد السكان في الجزائر شيخوخة تدريجية، مما يؤدي إلى زيادة حالات الخرف، بما في ذلك الزهايمر. وفقًا لبعض التقديرات، يعاني حوالي 300,000 شخص في الجزائر من الخرف، ومن المحتمل أن تكون نسبة كبيرة من هذه الحالات مرتبطة بمرض الزهايمر. ومع ذلك، بسبب نقص التوعية والتشخيص المتأخر، من الصعب تحديد نطاق المرض بشكل دقيق في البلاد.

الكلمات المفتاحية: الزهايمر؛ Leqembi®؛ الدماغ؛ العلاج