بمناسبة اليوم العالمي للقابلات الذي يُحتفل به سنويًا في 5 ماي، نظّمت السلطات الصحية لولاية وهران تكريمًا مؤثرًا لهؤلاء المهنيات في مجال الصحة، اللواتي يؤدين دورًا أساسيًا في مرافقة النساء الحوامل، وتسيير الولادة، والمتابعة بعد الولادة.
يوم اعتراف لبطلات الحياة اليومية
نظّمت مديرية الصحة لولاية وهران لقاءً تكريميًا للقابلات تحت شعار النسخة العالمية لسنة 2025: «دور القابلة في زمن الأزمات». ويعكس هذا الشعار التحديات التي تواجهها القابلات، لا سيما في ظل الاكتظاظ بالمستشفيات، أو الكوارث الصحية، أو الأزمات الاقتصادية.
واستغلّ مدير الصحة للولاية ”الحاج بطواف” هذه المناسبة للتأكيد على الأهمية القصوى التي تحتلها القابلات ضمن المنظومة الصحية، معتبرًا إياهن حلقة أساسية في سلسلة الرعاية، خصوصًا فيما يتعلق بصحة الأم والمولود والطفل، وأشار إلى ضرورة دعم هذه المهنة وتثمينها، من خلال الاستثمار في التكوين المستمر، وملاءمة المناهج الدراسية مع المستجدات في مجال التوليد، وتزويد الهياكل الصحية بالتجهيزات العصرية المطابقة للمعايير الدولية.
ركيزة من ركائز الصحة العمومية لكنها مُهملة
في كلمتها حيّت الدكتورة “فايزة مقران “ رئيسة مصلحة السكان بمديرية الصحة العمومية، احترافية القابلات وتفانيهن في أداء مهامهن اليومية داخل مستشفيات ومراكز الصحة بوهران.وأكدت على دورهن الوقائي تجاه النساء، من خلال التوعية بتنظيم الأسرة، ونمط الحياة الصحي، والوقاية من المخاطر التوليدية، والتشجيع على الرضاعة الطبيعية.
مرافقة شاملة من الحمل إلى ما بعد الولادة
أما البروفيسورة “مليكة بن بوعبد الله” طبيبة أطفال ومستشارة لدى مديرية الصحة، فقد شددت على حجم المسؤوليات الملقاة على عاتق القابلات، حيث لا يقتصر دورهن على التوليد فقط، بل يشمل المتابعة الطبية والنفسية والتثقيفية للنساء قبل وأثناء وبعد الولادة.
وتتدخل القابلات في الكشف المبكر عن المضاعفات، والتكفل بالولادات الصعبة، وتحضير الأمهات الجدد لتجربة الأمومة، والتوعية بالممارسات الصحية السليمة.وفي العديد من المناطق الريفية أو النائية، حيث يصعب الوصول إلى الأطباء تكون القابلة أحيانًا الوحيدة التي تؤمّن الرعاية الصحية للحامل، فتغدو رمزًا للرعاية والطمأنينة والوقاية.
اعتراف رمزي لكنه ضروري
في ختام الحفل تم تكريم 84 قابلة تنشطن في القطاعين العام والخاص بوهران، تقديرًا لالتزامهن ومساهمتهن القيمة في مجال الصحة العمومية.ويهدف هذا التكريم الرمزي إلى إبراز أهمية هذه المهنة التي لا تزال تعاني من ضعف الاعتراف، رغم دورها الجوهري في المنظومة الصحية.
مهنة في تطور… وتحديات متزايدة
ومع تطور الممارسات الطبية وتعقّد التكفل بالولادات، وتزايد التحديات الصحية، بات من الضروري إعادة النظر في مهنة القابلة، بما يضمن لها الاعتراف القانوني، وتحسين ظروف العمل، وضمان وصول عادل إلى الموارد والتكوينات المتخصصة.وفي أوقات الأزمات كما حدث خلال جائحة كوفيد-19، واصلت القابلات تقديم الرعاية الصحية، أحيانًا على حساب صحتهن، وفي ظروف صعبة.
وفي ذات السياق ، تجاوز دور القابلات مجرد مرافقة الولادة، ليصبحن اليوم عنصرًا أساسيًا في صمود المنظومة الصحية.