في إطار تعزيز الحوار الاجتماعي داخل قطاع الصحة، استقبل وزير الصحة محمد صديق آيت مسعودان بالجزائر، أعضاء النقابة الوطنية للأسلاك المشتركة للصحة العمومية برئاسة السيد “قصار عياش”. وتأتي هذه اللقاءات ضمن سلسلة من الاجتماعات التشاورية التي بادر الوزير إلى تنظيمها مع مختلف الشركاء الاجتماعيين في القطاع.
حوار مفتوح وبنّاء
وأوضح بيان للوزارة أن هذا الاجتماع يمثل مرحلة جديدة في سياسة الإصغاء والتشاور التي انتهجتها الوزارة، مؤكداً أن “ترسيخ ثقافة الحوار والتشاور مع الشركاء الاجتماعيين يشكل ركناً أساسياً في حوكمة القطاع”، حسب ما صرح به السيد آيت مسعودان. وقد حرص الوزير على طمأنة ممثلي النقابة بشأن أخذ انشغالاتهم الاجتماعية والمهنية بعين الاعتبار، مشدداً على أن مطالبهم “ستحظى باهتمام كبير وستُدرس بعناية”.
كما جدد التزامه بتحسين ظروف العمل والاعتراف المهني بمستخدمي الصحة، لا سيما المنتمين إلى ما يُعرف بـ«الأسلاك المشتركة» من إداريين وتقنيين وأعوان دعم الذين يُعدّون ضروريين لسير المرافق الصحية.
تعزيز الثقة والتشاور
أشاد السيد آيت مسعودان بدور اللجنة المركزية للحوار الاجتماعي، معتبراً إياها “حلقة أساسية في مسار التشاور” بين الوزارة والنقابات. وأكد على ضرورة تعزيز الثقة المتبادلة وترسيخ روح التعاون والتفاهم داخل القطاع، مشيراً إلى أن “الحوار البنّاء هو الطريق الأضمن لتجاوز الصعوبات وبناء نظام صحي أكثر عدلاً وفعالية”. كما ذكّر الوزير بأن تحسين أداء العاملين في مختلف الفئات يظل أولوية حكومية، لأنه يمثل “ضمانة أساسية لتحسين التكفل بالمرضى”.
التكفل بالمرضى في صميم الأولويات
وبينما استمع الوزير إلى المطالب النقابية، حرص على التذكير بأن الهدف النهائي لأي إصلاح في القطاع يبقى تحسين جودة الرعاية الصحية. وقال: “التكفل بالمرضى سيبقى في صميم السياسة الصحية للدولة”، مؤكداً أن رفاهية مستخدمي الصحة تمثل عاملاً مباشراً في تعزيز أداء الهياكل الصحية ورضا المواطنين.
نحو حوار اجتماعي مستدام وموسع
وأعلنت الوزارة أن هذا اللقاء سيتبعه عقد سلسلة من الاجتماعات مع باقي الشركاء الاجتماعيين، ضمن برنامج شامل للتشاور يهدف إلى تحديد الأولويات وتوحيد الرؤى ووضع حلول توافقية لمجابهة تحديات القطاع، لا سيما في مجالات الموارد البشرية، والتكوين، وظروف العمل، والاعتراف المهني.
وأوضح السيد آيت مسعودان أن “الغاية هي بناء مقاربة تشاركية مستدامة تُشرك النقابات في القرارات الكبرى للقطاع”.
روح التعاون : محل إشادة من الشركاء
من جهته أشاد رئيس النقابة الوطنية للأسلاك المشتركة للصحة العمومية، السيد “قصار عياش” بـ“روح التعاون والإصغاء” التي تميز العلاقة بين النقابة والإدارة المركزية، مؤكداً أن “هذا اللقاء يعكس إرادة مشتركة لتعزيز الحوار البنّاء في خدمة المصلحة العامة”، ومجدداً استعداد النقابة لمواصلة التشاور والعمل إلى جانب الوزارة لتحسين المناخ المهني وجودة الخدمة العمومية الصحية.
نموذج في الحوكمة الاجتماعية بقطاع الصحة
تندرج هذه المبادرة ضمن مقاربة جديدة في الحوكمة تقوم على الشفافية والتشاور وتثمين رأس المال البشري للقطاع، وتهدف إلى تحديث أساليب الحوار الاجتماعي وترسيخ علاقة ثقة دائمة بين السلطات العمومية وممثلي العمال، باعتبارها شرطاً أساسياً لمواكبة الإصلاحات الجارية في المنظومة الوطنية للصحة.
الكلمات المفتاحية : وزير الصحة، الحوار ، قطاع الصحة، النقابة الوطنية، العمل، جودة الرعاية، الإصلاحات
إقرأ أيضاً: