
تثير ممارسة جديدة قلق المتخصصين في الصحة في الولايات المتحدة وهي أن بعض الآباء يطعمون أطفالهم حصريًا باللحوم، السمك، البيض ومنتجات الألبان فقط. وعلى تيك توك يكتسب هاشتاغ Carnivore Baby شعبية متزايدة. وتؤكد هذه العائلات أن أطفالهم «أقوى»، «أطول»، «لا يمرضون أبدًا» وأنهم يحققون مراحل التطور أسرع من غيرهم.
اتجاه منتشر ومقلق
ومع ذلك لا تستند هذه الموضة إلى أي بيانات علمية، والأسوأ من ذلك أنها قد تهدد صحة الرضّع بشكل خطير.
لماذا النظام الغذائي القائم على اللحوم فقط ضار للرضيع؟
1. فائض البروتين خطير على الكلى
- كلى الرضيع لا تزال غير ناضجة، لذا النظام الغذائي الغني بالبروتين الحيواني يزيد من عبء عملها وقد يؤدي على المدى الطويل إلى فشل كلوي
- تشير التوصيات الطبية للأطفال إلى أن احتياجات الطفل تحت سن 3 سنوات من البروتين منخفضة ويجب تلبية هذه الاحتياجات بدقة.
2. نقص غذائي لا مفر منه
النظام الغذائي القائم على اللحوم فقط يستبعد الفواكه، الخضروات والحبوب، وهي ضرورية لتوفير:
- الألياف التي تحفز حركة الأمعاء ونضج الفلورا المعوية؛
- الفيتامينات (A، C، K، مجموعة B) الموجودة في النباتات؛
- المعادن مثل الكالسيوم والمغنيسيوم بكميات متوازنة؛
- الأحماض الدهنية الأساسية (وخاصة أوميغا 3 ) التي تساهم في نمو الدماغ والجهاز العصبي.
فبدون هذه العناصر الغذائية يواجه الطفل خطر تأخر النمو، اضطرابات معرفية وضعف في جهاز المناعة.
3. مخاطر أيضية وهضمية
فائض البروتين الحيواني يعزز:
- زيادة إفراز هرمون النمو IGF-1 المرتبط بخطر السمنة والسرطانات المستقبلية؛
- إنتاج زائد لنفايات النيتروجين (اليوريا، حمض اليوريك) التي يصعب على جسم الطفل غير الناضج التخلص منها؛
- زيادة خطر السمنة منذ الطفولة، كما تظهر العديد من الدراسات حول الحميات عالية البروتين المبكرة.
ماذا يقول الخبراء؟
لا يوجد أي فائدة من تناول اللحوم فقط ، فعلى المدى الطويل يزيد ذلك من خطر الإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي وإرهاق الكلى.
لذا يؤكد خبراء التغذية أن الطفل بحاجة إلى غذاء متنوع، من إدخال الفواكه، الخضروات، الحبوب، والبروتينات الحيوانية والنباتية تدريجيًا والذي من شأنه أن يلبي احتياجات جسمه النامي.
التوصيات
يضع المتخصصون معايير واضحة تتدرج حسب عمر الرضيع:
- حصة واحدة فقط من البروتين الحيواني يوميًا، لا أكثر؛
- 10 غرامات من اللحوم أو السمك (ملعقتان صغيرتان) أو ربع بيضة مسلوقة؛
- طهي الطعام جيدًا لتقليل مخاطر التسمم الغذائي (السالمونيلا، الليستيريا).
أما باقي التغذية فيجب أن يركز على حليب الأم أو الحليب الصناعي، والفواكه، الخضروات والحبوب المخصصة للأطفال، كمصادر أساسية للفيتامينات، المعادن والألياف.
متى تصبح المعلومات المضللة خطرًا؟

اتجاه تريند ” نظام الكارنيفور الغذائي لدى الرضع” يوضح ظاهرة مقلقة وهي الانتشار الواسع للممارسات الغذائية المتطرفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
لذلك ما يُقدّم على أنه طريقة “طبيعية” و”فعّالة” قد يضر فعليًا بنمو الطفل، وتطوره العقلي، وصحته المستقبلية.
يذكر الخبراء حقيقة واضحة: الرضيع ليس نسخة مصغرة من البالغين. الأيض، والجهاز الهضمي، والأعضاء لا تزال في طور النضج ، لذا فإن حصر غذائه في مجموعة واحدة من الأطعمة مهما كانت غنية بالبروتين، يشكل خطرًا طبيًا كبيرًا.
الكلمات المفتاحية: نظام الكارنيفور الغذائي لدى الرضع ، لحوم، رضيع، صحة، تغذية، سوء تغذية
إقرأ أيضاً: