أصبح ملف النفايات الطبية من أكثر المواضيع المتداولة نظرا لخطورتها التي يمكن أن تلحق الأذى بالإنسان والبيئة، سواء من خلال إنتاجها داخل المؤسسات الاستشفائية أو خلال نقلها للتخلص منها، وتعتبر من أكثر النفايات خطورة لأنها تحتوي على مواد معدية وفيروسات سريعة الانتشار. ان الفرق الطبية تحتاج دائما الى ملابس نظيفة لتوفير بيئة آمنة للمرضى، لهذا يجب وضع استراتيجية من قبل مختصين في إدارة النفايات في المجال الصحي.

لتجنب الأمراض المعدية والحفاظ على نظافة المستشفيات، قامت الجمعية الوطنية للتنظيف والتبيض “Anpb” بتنظيم يوم دراسي حول دور المغسلة الاستشفائية في النظافة الاستشفائية، بحضور خبراء في هذا المجال للبحث وتبادل الخبرات للحفاظ على بيئة نظيفة داخل المستشفيات الجزائرية.

وفي هذا السياق كشف رئيس الجمعية الوطنية للتنظيف والتبيض السيد فيصل بلعروسي، على ان المؤسسات المكلفة بالتنظيف الاستشفائي تفتقر للتأطير والتكوين المتخصص، وقد يؤدي هذا الى التدهور الصحي وسط فريق السلك الطبي وشبه الطبي والمرضى الذين راح بعضهم ضحية التعفنات.

ودعا رئيس الجمعية على ضرورة توفير آلات متطورة في الغسل، وإعطاء فرصة للمؤسسات الخاصة في التنظيف الاستشفائي مع تكوينهم لرفع العبء على المصالح الاستشفائية العمومية، خاصة واليوم تملك الجزائر مراكز خاصة في التكوين، لهذا طالب السلطات الجزائرية بفتح المجال وعقد اتفاقيات بين الخواص والعام، وأضاف في تصريحه الى أن ” شركات النظافة الاستشفائية لا تقتني مواد تنظيف خاصة بها، زيادة الى ان عمال هذه الشركات بحاجة الى تكوينات خاصة العاملين في مجال صيانة الأنسجة”.

النظافة الاستشفائية والوقاية من العدوى

وقدم الخبير والمستشار في التكوين والتنظيف السيد ” فريدريك ويكلر” مداخلة حول طرق إدارة النفايات والحفاظ على النظافة الاستشفائية.

هناك عدة فئات في قطاع الصحة لها علاقة مباشرة في الوقاية من العدوى والفيروسات بمجال إدارة النفايات الطبية”، وتلعب النظافة الجيدة في المستشفيات دورا حيويا في ضمان عدم إصابة المرضى بالعدوى والأمراض الخطيرة، مع الحرص على عدم انتشار الجراثيم والبكتيريا للزوار داخل المستشفى.

تطهير المعدات المشتركة داخل المستشفى

هناك العديد من الدراسات أوضحت ان حتى المعدات مثل سماعات الطبيب وبعض الأدوات المشتركة في التشخيص بعد الاستخدام تحتوي على مسببات الأمراض، وبتالي يجب إزالة التلوث باستخدام مواد التنظيف. مع الحرص على ممارسة نظافة اليدين خاصة أثناء التعامل مع سوائل الجسم والاتصال المباشر بالمريض، وحتى عند ارتداء القفازات، لان ايدي العمال ليست محمية بشكل كامل، مما يعني أن غسل اليدين بشكل متكرر أصبح شيء ضروري.

وأضاف السيد فيصل بلعروسي أن هذا اليوم الدراسي يسعى الى التذكير بالقواعد التوجيهات بشأن النظافة البيئية في المستشفيات العمومية، ولتعزيز خبرات الاعوان شبه الطبيين في أساسيات الوقاية ومراقبة العدوى أثناء العلاج، وتكريس دور أعوان النظافة الاستشفائية في الحفاظ على نظافة المحيط الاستشفائي على مستوى مصالح الاستعجالات.

دور المغسلة الاستشفائية في التنظيف

تقدم خدمات غسيل الملابس مجموعة من المراحل للتنظيف وتشمل فرز وتنظيف وتعقيم وتطهير الأقمشة المستعملة، وهذا يضمن بقاء الأغراض نظيفة ويساعد على منع انتشار المرض.

عملية الفرز تعد جزءا مهما في خدمات غسيل الملابس، مع الحرص الى استخدام أكياس غسيل مختلفة اللون لكل نوع من أنواع الكتان، للتعرف على العناصر ويمنع اختلاطها بالعناصر الأخرى مثل الوسائد والمنشفات.. الخ.

عملية التنظيف تتم عن طريق استخدام مواد خاصة معقمة خالي من بعض الانزيمات، بعدها تتم عملية التعقيم ويتم فيها وضع مواد خاصة.

وهيبة مرابط مختصة في صناعة الملابس الطبية

تقول الشابة وهيبة مرابط لـ ” صحتي حياتي” المقيمة بولاية بجاية، متحصلة على شهادة مهندس، كنت أفكر في المستقبل في مجال الهندسة المعمارية وقررت ان اغير مسار حياتي وأتابع حلم أمي التي كانت خياطة مختصة في الملابس الطبية ولكي أكون صاحبة عملـ، فكرت في مشروع الملابس الطبية وأطلقت عليه اسم ” إليس بأنامل 100 بالمائة جزائرية “، الذي حقق نجاحا وأصبح هناك طلب كبير على المنتج خاصة بعدما انظمت مجموعة من النساء الى المشروع، وحصل المنتج على سمعة طبية في الأسواق. الهدف من انشاء هذا المشروع هو تمكن من توفير هذه المنتوجات بسهولة وفقا لمعايير معينة لتوفيرها الى العيادات والمستشفيات.

عائشة و.ح