صحة جيدة لحياة أفضل

كيف تكون سعيدا في حياتك اليومية؟

حرر : صفاء كوثر بوعريسة | صحفية
17 سبتمبر 2025

السعادة ليست شيئا مستحيلا بل هي سلسلة من العادات الصغيرة اليومية التي تسمح لنا بالازدهار. فسواء كنت تبحث عن المزيد من الفرح، أو الهدوء، أو الإحساس بالرضا، فإن هذه النصائح البسيطة، المدعومة بأبحاث علمية، يمكن أن تغيّر حياتك اليومية. اكتشف مع “صحتي، حياتي” كيف يمكنك من خلال بعض التغييرات البسيطة أن تعزز رفاهيتك، وتزرع علاقات إيجابية، وتحيط نفسك بأفكار وأفعال تدعم سعادة طويلة الأمد. هل أنت مستعد لجعل كل يوم أكثر سعادة بقليل؟

  • الإيمان بالنفس: الثقة بالنفس ركيزة من ركائز السعادة لذا البحث عن موافقة الآخرين أمر طبيعي، لكن قد يبعدنا أحيانا عن قناعاتنا الخاصة، كما أن الخوف من الرفض والرغبة في إرضاء الآخرين تدفعنا أحيانا إلى نسيان أنفسنا، فتنمية الثقة بالنفس تتطلب وقتا وصبرا وتساهلا مع الذات وبمجرد اكتسابها تصبح مصدرا ثمينا يتيح لنا مواجهة تحديات الحياة بثقة وهدوء.
  • ابتسم بصدق: الابتسامة الحقيقية الناتجة عن أفكار إيجابية ترخي الأعصاب وتحسن المزاج. عندما تركز على ذكريات سعيدة تساعد نفسك على الدخول في حالة ذهنية أكثر هدوء، وليست الابتسامة المجاملة أو القسرية التي ترهقنا على المدى الطويل وتضر بنا، بل الابتسامة الصادقة التي تفيد الآخرين وتفيدك أنت أولا. فهذا السلوك الذي يتميز بعدواه الإيجابية، يخفف التوتر في العلاقات، ويساعد على وضع الأمور في نصابها، ويجعل الحياة أكثر خفة. وقد ثبت ذلك علميا أيضا، أين كشف “برنت سكوت” الباحث في علم النفس بجامعة ميشيغان والمتخصص في دور المزاج والعواطف في العمل في دراسة نشرت عام 2011 أن هذه الابتسامة يمكن أن تُزرع بالتفكير في أمور وذكريات سارة، فابتسامة تأتي إذن من الداخل قبل كل شيء هي الفكرة التي تجعلك بخير.
  • عبّر عن امتنانك: تخصيص الوقت لقول “شكرا” والاعتراف بالأشياء الإيجابية الصغيرة في يومك يعزز إحساسك بالرفاهية. أين أظهرت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا أن الأشخاص الذين يحتفظون بدفتر للامتنان يكونون أكثر تفاؤلا وحماسا. وكلما مارست الامتنان أكثر، وجدت المزيد من الأسباب لتكون سعيدا. كما أن ممارسة الامتنان بانتظام له تأثير مباشر على التفاؤل.
  • دوّن ثلاث لحظات ممتعة من يومك: التركيز على الملذات الصغيرة اليومية يعيد برمجة دماغك على اكتشاف الأشياء الإيجابية، ما يساعدك على أن تكون أكثر سعادة. كل يوم خذ وقتا لتحديد الأشياء الصغيرة التي جعلتك تبتسم، حتى وإن كانت عادية جدا. فبكتابتها تعلّم دماغك مجددا أن يلتقط اللحظات الإيجابية.
  • عش اللحظة الحاضرة: تخلّ عن الماضي وتوقف عن القلق بشأن المستقبل. استمتع باللحظة الراهنة، لأن السعادة الحقيقية موجودة هنا، فهذا يسمح لك بتذوق كل تجربة بشكل كامل.
  • تحرر من الماضي لتعيش الحاضر بشكل أفضل: التمسك بالندم وأخطاء الماضي يعيق رفاهيتنا. بما أنه لا يمكن تغيير شيء، من الضروري التوقف عن اجترار الأفكار للمضي قدما بهدوء. كذلك المستقبل غير مؤكد والانشغال به بشكل مفرط يبعدنا عن اللحظة الحاضرة. عندما نركز بشكل كامل على اللحظة الحالية وعلى ما يجب فعله الآن، نتعلم الاستمتاع بكل تجربة وتقدير غنى الحياة.
  • سامح: التسامح هو تحرر، فالتخلي عن الأحقاد يسمح لك بالانفصال عن المشاعر السلبية والمضي قدما بسلام.
  • نم بشكل كاف: النوم ضروري لمزاج جيد، فالنوم لمدة سبع ساعات على الأقل كل ليلة يساعد على الحفاظ على التوازن العاطفي والتعامل مع ضغوطات الحياة اليومية. ووفق استطلاع أجراه معهد “يلو فالي” على 4000 شخص تتراوح أعمارهم بين 18 و65 سنة، فإن الأشخاص الأكثر رضا على مقياس السعادة من 1 إلى 5 هم أولئك الذين ينامون أكثر من سبع ساعات كل ليلة. أما بالنسبة للأطفال والمراهقين فلا تقل ساعات النوم المطلوبة عن ثماني ساعات لقضاء يوم مليء بالنشاط والمزاج الجيد.

تُظهر الدراسات أن النوم الجيد ضروري للرفاهية، وأن سبع ساعات على الأقل في الليلة ضرورية للحفاظ على مزاج جيد بشكل عام.

  • تحرك: ممارسة النشاط البدني وسيلة ممتازة لاستعادة طاقتك وتحفيز إفراز الهرمونات الإيجابية (الإندورفين) وحتى بضع دقائق من المشي تكفي لتحسين مزاجك وتغيير مجرى يومك، كما أن سبع دقائق من التمرين كافية لتنشيط طاقتك وتعزيز إحساسك بالرفاهية بفضل إفراز الإندورفين، لذلك من المهم أن تمشي وتحرك كتفيك وساقيك ( مجرد النهوض والذهاب إلى آلة القهوة بداية جيدة ) المهم أن تستمتع، كأن تقوم بجولة حول الحي أو الأفضل أن تتنزه في حديقة، كما أن المشي مع تصفية الذهن والاستماع إلى زقزقة العصافير أمر جيد…
  • اضحك: الضحك شكل طبيعي من الاسترخاء وهو مضاد طبيعي للتوتر، إذ يساعد على تحرير التوتر، تحسين تزويد الجسم بالأكسجين، ويمنح إحساسا فوريا بالراحة والسعادة.
  • استمع إلى موسيقى مبهجة: إذا شعرت بالكآبة وعدم الرغبة في القيام بشيء رغم سطوع الشمس، فقد يساعدك الاستماع إلى موسيقى مبهجة على تحسين مزاجك. أظهرت دراسة أجراها علماء من جامعة ميزوري أن الاستماع لأغاني سريعة الإيقاع قد يجعلك ترى يومك بشكل أكثر إشراقا وتفاؤلا.
  • أحط نفسك باللون الأزرق: اللون الأزرق له تأثير مهدئ ومنشط على الذهن. اكتشف باحثون من جامعة “ساسكس” أن هذا اللون يمكن أن يحسن التركيز والاسترخاء. كما يمكن أن يزيد سرعة إنجاز المهام بنسبة 25٪ وزمن الاستجابة بنسبة 12٪ ويحسن الأداء الجسدي. أحط نفسك بأشياء أو ملابس بهذا اللون لتهدئة عقلك وتحسين تركيزك. الأزرق لون مهدئ.
  • خصص وقتا لنفسك: السعادة تمر أيضا عبر لحظات من العزلة واستعادة الطاقة. سواء للقراءة، المشي، أو مجرد التأمل، فإن أخذ وقت لنفسك يسمح لك بالاستمتاع أكثر بلحظات الفرح.
  • قَدّر مواهبك: الطموح عندما يكون متوازنا يعزز النجاح ويمنح شعورا عميقا بالرضا. استغلال المواهب للإبداع والابتكار والتقدم لا يسمح فقط بتحقيق الذات بل أيضا بتقديم شيء ثمين للآخرين، لذا تطوير المهارات ومشاركة الخبرات يصبحان مصدر دافع وسعادة.
  • حدد أهدافا لنفسك: “إذا أردتَ، استطعتَ” سواء كانت قصيرة أو طويلة المدى، فإن وجود أهداف واضحة يعطي معنى لأفعالك، ينظم حياتك، ويزيد رضاك الشخصي. فالذين يضعون أهدافا لأنفسهم يكونون أكثر سعادة ، ووجود هدف ملموس يمنح حياتك معنى ويخلق توازنا ينظم يومك.

امتلاك هدف واضح يعطي معنى لحياتك.

  • جرّب أشياء جديدة: الأشخاص المنفتحون على تجارب جديدة غالبا أكثر سعادة ، فالتجارب الجديدة تحفز الفضول وتجعل الحياة أكثر إثارة سواء كان الأمر تذوق طبق جديد أو استكشاف مكان غير مألوف، كل تجربة تضيف غنى لحياتك وتزيد سعادتك.
  • ترقّب اللحظات السعيدة: انتظار الأحداث الممتعة مثل سهرة مع الأصدقاء أو نزهة يضاعف المتعة، فالترقب يجعل هذه اللحظات أكثر إثارة وفرحا عند عيشها.
  • نمِّ صداقاتك: “الروابط الاجتماعية ضرورية للسعادة” : أحط نفسك بأشخاص يدعمونك. أين أظهرت الدراسات أن من يحافظون على علاقات اجتماعية قوية هم الأكثر سعادة ، كما أن دراسة استمرت 75 عاما في جامعة هارفارد أثبتت أن الذين يحتفظون بعلاقات قوية مع عائلاتهم وأصدقائهم هم الأسعد، فوجود خمسة أصدقاء على الأقل يمكن الاعتماد عليهم يعد ضمانة للتوازن والازدهار وفقًا لـ ”ريتشارد تاني” أستاذ علم النفس في جامعة نوتنغهام، الذي أجرى مقابلات مع 1700 شخص حول موضوع الصداقة، وأولئك الذين لم تكن لديهم روابط صداقة قوية كانوا الأقل شعورا بالسعادة.

الصداقة مثل الحديقة، تحتاج إلى عناية ورعاية

  • ساعد الآخرين: منح الوقت أو الاهتمام للآخرين يولد شعورا عميقا بالرضا. العطاء وسيلة ممتازة لتعزيز الروابط والشعور بالسعادة، كما أن مساعدة الآخرين دون انتظار مقابل تجلب فرحا كبيرا وسعادة تدوم.
  • الكرم مصدر للسعادة: يمنح تقديم الهدايا، الاهتمام بالآخرين، أو التبرع للجمعيات إحساسا عميقا بالرضا. بغض النظر عن الدخل فإن المشاركة تولد شعورا بالفرح والإنجاز، كما أن إسعاد الآخرين يغذي سعادتنا الخاصة ويعزز الروابط والشعور بالازدهار الشخصي.
  • ازرع نظرة متفهمة للآخرين: تحسين علاقاتنا يمر عبر تقبل الآخرين وتقدير صفاتهم الإيجابية. بدلا من التركيز على العيوب ركّز على الجوانب الإيجابية في محيطك – العائلة، الأصدقاء، الزملاء – فهذا يعزز التفاعل المتناغم ويقوي الروابط، فالنظرة المتفهمة والمتسامحة تجعل العلاقات أكثر غنى وإشباعا.
  • الحب ركيزة السعادة: الوقوع في الحب مصدر عميق للإشباع النفسي، فالأشخاص المرتبطون عاطفيا غالبا ما يكونون أكثر سعادة لأنهم يستفيدون من الدعم العاطفي والإنصات والراحة اليومية. كما أن السعي وراء الحب الذي يظهر من خلال نجاح مواقع التعارف، يثبت حاجتنا العالمية للتواصل والمشاركة. والشعور بأنك محبوب ومقبول كما أنت يعزز الثقة بالنفس ويوفر سعادة طويلة الأمد.
  • وفّر طاقتك الذهنية: لا تهدر طاقتك في الدفاع عن وجهات نظرك أمام أشخاص منغلقين أو محاولة فرض رأيك بأي ثمن. يشير المتخصصون إلى أن هذا يستنزف قوتك العقلية، لذا ركّز على النقاشات البناءة مع من يستمعون إليك ويحترمون رأيك.
  • اطلب دعما نفسيا عند الحاجة: إذا مررت بفترات صعبة وشعرت بصعوبة في استعادة فرحتك بالحياة، فلا عيب في طلب المساعدة من مختصين. فالعلاج النفسي أو حتى المتابعة الطبية قد تكون ضرورية في بعض الحالات.

السعادة تعتمد إلى حد كبير على الطريقة التي نتعامل بها مع الحياة، فدماغنا يساعدنا على تحليل المواقف واستخلاص أفضل ما فيها، لذلك يكفي أن نتبنى عقلية بناءة لنستمتع بالكامل بما تقدمه لنا الحياة. وعند مواجهة الأحداث غير المتوقعة يساعدنا النظر إليها على المدى البعيد على أخذ مسافة كافية والاحتفاظ بابتسامة حتى في مواجهة العقبات.

الكلمات المفتاحية: السعادة، الفرح، الدماغ، التبني، علم النفس، الرفاهية.

إقرأ أيضاً: