يُعد فتق السرة غالبًا حالة حميدة شائعة لدى حديثي الولادة، وفي معظم الحالات يختفي من تلقاء نفسه. لكن في بعض الحالات، تصبح الجراحة ضرورية.
انتفاخ صغير في السرة: علامة شائعة عند الولادة

يظهر فتق السرة على شكل انتفاخ صغير في منطقة السرة، وينتج عن عدم انغلاق الحلقة السرية، وهي الفتحة التي يتركها الحبل السري بعد الولادة. هذه الحالة شائعة جداً بين الأطفال حديثي الولادة، وتُصيب حوالي 15 إلى 20٪ من الرضّع.
وفي أغلب الحالات يُعتبر هذا الخلل بسيطاً ولا يُسبب ألماً أو مشاكل وظيفية، ويزول من تلقاء نفسه خلال السنوات الأولى من حياة الطفل دون الحاجة لأي علاج.
ما الذي يحدث بالضبط؟
فتق السرة هو نتيجة ضعف في جدار البطن، ومن خلال هذا الفتح يمكن لجزء صغير من الأمعاء الدقيقة أن يبرز تحت الجلد، مشكّلاً انتفاخاً في مركز السرة، وغالباً ما يصبح هذا البروز أكثر وضوحاً عندما يبكي الطفل أو يسعل أو يجهد نفسه.
يُصنف فتق السرة على أنه فتق خارجي. فإذا كان متمركزاً في منطقة الفخذ، يُسمى الفتق الأربي، أما إذا كان في السرة كما هو الحال هنا، فيُسمى الفتق السُري.
كيف يمكن التعرف عليه عند الرضيع؟
عادة لا يُسبب فتق السرة أي أعراض، ويُكتشف أثناء الفحص السريري من قبل الطبيب أو طبيب الأطفال، كما أن العلامة النموذجية هي كتلة صغيرة طرية ومستديرة في منطقة السرة، وغالباً ما يمكن إرجاعها بلطف إلى الداخل بالضغط اليدوي.
لا يُسبب الفتق ألماً، ولا يؤدي إلى حمى أو اضطرابات هضمية، وقد يشعر الوالدان بالقلق خاصة إذا بدا الانتفاخ كبيراً، لكنه في العادة لا يشكل خطراً.
متى يجب استشارة الطبيب؟
من الأفضل استشارة طبيب مختص لتأكيد التشخيص، فالمراقبة والمتابعة كافية في العادة حتى سن السنتين. وخلال هذه الفترة لا يُنصح بأي تدخل جراحي ما لم تظهر مضاعفات. ومع ذلك يجب الانتباه إلى علامات الخطر فإذا أصبح الفتق مؤلماً أو مائلاً للاحمرار أو مشدوداً أو لم يعد من الممكن إرجاعه، فقد يشير ذلك إلى اختناقه وهي حالة نادرة لكنها طارئة وتتطلب جراحة فورية.
ما أسباب حدوث فتق السرة عند بعض الأطفال؟
السبب الرئيسي هو عدم انغلاق القناة السرية بشكل كامل بعد سقوط الحبل السري، والذي يحدث عادة بين اليوم الخامس واليوم العشرين من عمر الطفل، إذ يترك هذا الانغلاق غير الكامل منطقة ضعيفة في جدار البطن.وقد تبقى هناك فتحة بحجم إصبع أو إصبعين أحياناً ، ويمكن أن تخرج من خلالها الأمعاء مؤقتاً عند بذل مجهود كالبكاء أو السعال.
بعض الأطفال معرضون أكثر لهذه الحالة لا سيما الأطفال ذوو البشرة السوداء، حيث تكون الفتوق أكبر حجماً، وتُعرف باسم “الأنبوب السري”. في هذه الحالات يكون احتمال الانغلاق التلقائي أقل كما يزيد احتمال تكرار الفتق بعد الجراحة.
العلاج: متى تكون الجراحة ضرورية؟
تختفي معظم حالات الفتق السري تلقائياً خلال أول 12 إلى 24 شهراً. لذلك لا يُوصى بأي علاج طالما بقي الفتق طرياً وغير مؤلم ويمكن إرجاعه بسهولة.
غير أن هناك حالتين تستدعيان الجراحة:
- إذا استمر الفتق بعد عمر 18 شهراً أو سنتين، خاصة عند بدء الطفل بالمشي.
- إذا حدث اختناق للفتق (أي ظهور ألم، احمرار، أو انتفاخ لا يمكن إرجاعه).
كيفية إجراء العملية الجراحية
تُجرى العملية تحت التخدير العام وغالباً ما تتم في يوم واحد دون مبيت في المستشفى. حيث يُعيد الجراح الأمعاء إلى التجويف البطني، ثم يُغلق الفتحة بغرز قوية.
وغالباً ما تُجرى عملية تجميلية للسرة في نفس الوقت لإعطائها مظهراً طبيعياً وجذاباً.
ما المضاعفات الممكنة؟
يُعد اختناق الفتق حالة نادرة لكنه قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة. إذ أن انحباس جزء من الأمعاء قد يعيق تدفق الدم، مما يؤدي إلى انسداد معوي، أو حتى موت جزء من الأمعاء في الحالات القصوى.
هذه الحالة تتطلب تدخلاً جراحياً عاجلاً للحفاظ على الأنسجة ومنع تفاقم الحالة.
- فتق السرة شائع وعادة ما يكون غير خطير.
- يختفي تلقائياً قبل سن الثانية في أغلب الأحيان.
- لا تُجرى الجراحة إلا في حال استمراره أو حصول مضاعفات.
- اختناق الفتق نادر لكنه خطير، ويستدعي جراحة طارئة.
لذا تبقى المتابعة الطبية المنتظمة ضرورية لضمان سلامة الطفل وراحته.