يواجه سكان غزة تدهورًا متزايدًا في صحتهم الجلدية بسبب الظروف المحدودة للنظافة الناتجة عن الاعتداء المستمر من الاحتلال منذ السابع من أكتوبر الماضي، وذلك حسب ما حذرت منه وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
تأثير على الصحة الجلدية: زيادة في العدوى
حذرت الأونروا من تفاقم ظروف الحياة في غزة، حيث تواجه الأسر أوضاعًا بالغة الصعوبة ، كما أن نقص الوصول إلى مياه الشرب والمرافق الصحية المناسبة يؤثر بشكل مباشر على صحة السكان، مما يعزز ظهور وانتشار العدوى الجلدية، فيما تساهم الظروف المعيشية غير الصحية بشكل كبير في زيادة المخاطر الصحية.
أنواع العدوى الجلدية الشائعة في غزة
- التهاب الجلد والإكزيما: بسبب غياب الصابون ومنتجات النظافة، يعاني العديد من السكان من التهاب الجلد والإكزيما، وهي الالتهابات الجلدية التي يمكن أن تسبب حكة شديدة واحمرار وتهيج، كما أن نقص العلاج المناسب يزيد من تفاقم هذه الحالات، مما يؤدي إلى مضاعفات إضافية.
- العدوى البكتيرية: تساهم الظروف الصحية المتدنية في انتشار البكتيريا على الجلد، أين تصبح العدوى البكتيرية مثل القوباء (التقرحات الجلدية المعدية) والتهاب بصيلات الشعر أكثر شيوعًا، كما يمكن أن تنتشر هذه العدوى بسهولة في بيئات حيث تكون شروط النظافة فيها غير كافية.
- العدوى الفطرية: تدعم الحرارة، والرطوبة، ونقص الإمكانيات للاستحمام بشكل منتظم أيضًا العدوى الفطرية مثل الفطريات الجلدية، كما يمكن أن تسبب الفطريات الجلدية عدوى مثل السعفة أو الكانديدا، التي تظهر على شكل طفح جلدي وحكة واحمرار.
- العدوى الطفيلية: تسمح ظروف الاكتظاظ ونقص الموارد للاستحمام بانتشار الطفيليات مثل القمل والعث بسهولة، في حين يمكن أن تسبب هذه العدوى حكة شديدة وعدوى ثانوية ومضاعفات جلدية.
- القرحات والإصابات المزمنة: يؤدي نقص الرعاية الطبية المناسبة والعلاج المناسب غالبًا إلى حدوث قرحات جلدية وإصابات مزمنة، أين يمكن أن تتطور هذه الحالات إلى عدوى خطيرة إذا لم يتم علاجها بشكل صحيح.
العواقب على الصحة العامة
يمكن أن تؤدي العدوى الجلدية بجانب تدهور جودة الحياة بشكل كبير، إلى مشاكل صحية أكثر خطورة، فقد تتسبب في مضاعفات جهازية تؤثر على الرفاهية العامة، كما تضعف جهاز المناعة للأشخاص المتضررين، مما يزيد من احتمال تعرضهم لأمراض أخرى.
ضرورة التدخل الإنساني
تؤكد الأونروا على الحاجة الملحة لزيادة الوصول الإنساني لتوفير الموارد مثل منتجات التنظيف والرعاية الطبية، كما أن هناك حاجة إلى اتخاذ تدابير عاجلة لتحسين الظروف الصحية وتوفير الرعاية اللازمة للحد من انتشار العدوى الجلدية وحماية صحة سكان غزة.
الاحتياجات الإنسانية الحرجة: الوصول إلى الماء والصرف الصحي
وعلى منصة X، غرّدت الوكالة : ” قطاع غزة يحتاج بشكل عاجل إلى زيادة الوصول الإنساني لتوفير الوقود بانتظام للمياه الصالحة للشرب ومعدات التنظيف، بما في ذلك الصابون.”
الفوضى والذعر: عواقب أوامر الإخلاء
وفي وقت سابق كان رئيس الأونروا” فيليب لازاريني” قد صرح بأن 14% فقط من غزة ليست تحت أوامر إخلاء من جيش الاحتلال الصهيوني، فيما أدان الأوامر اليومية للإخلاء التي تخلق الفوضى والذعر، مجبرة السكان على مغادرة منازلهم في كثير من الأحيان خلال بضع ساعات فقط.
تفشي الأزمة الإنسانية
أشار لازاريني إلى أن تقريبًا كل سكان غزة تأثروا بهذه الأوامر، حيث يضطر العديد من الأشخاص إلى الإخلاء بمعدل مرة واحدة شهريًا منذ بداية الاعتداء الصهيوني قبل تسعة أشهر.
من جهة أخرى ، تواصل قوات الاحتلال الصهيوني اعتداءاتها على غزة بوسائل برية وبحرية وجوية، مما أدى إلى استشهاد 39363 شخصًا، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة 90923 آخرين، بينما لا يزال آلاف الضحايا مدفونين تحت الأنقاض.