صحة جيدة لحياة أفضل

صحتي حياتي” :التبرع بالدم … إنقاذ للأرواح”

حرر : صفاء كوثر بوعريسة | صحفية
14 يونيو 2025

في كل عام يُحتفل في الرابع عشر من جوان بمبادرة بسيطة لكنها أساسية وهي التبرع بالدم ، وهي  فرصة لتوجيه الشكر لأولئك المتبرعين المجهولين الذين بمدّ ذراعهم لا يقدمون مجرد وقتهم، بل يمنحون فرصة، وأملاً، وحياة.

” تبرع بالدم، امنح الأمل: معًا ننقذ الأرواح “

ونادرا ما يمتلك فعل بسيط تأثيراً بهذا الحجم، فعندما يُؤخذ كيس من الدم، لا يُخزّن فقط في بنك الدم، بل يتحوّل إلى علاج حيوي لا يمكن الاستغناء عنه في العديد من الحالات الطبية، كما يُستخدم الدم المتبرع به لإجراء عمليات نقل دم ضرورية لـ:

  • ضحايا حوادث المرور أو الإصابات الخطيرة.
  • المرضى المصابين بالسرطان، أو اللوكيميا، أو أمراض الدم الأخرى التي تستدعي في كثير من الأحيان نقل دم بانتظام.
  • النساء الحوامل اللواتي يعانين من نزيف أثناء الولادة أو بعدها.
  • الأطفال الذين يعانون من فقر دم حاد.
  • المرضى الذين يخضعون لعمليات جراحية معقدة.

فكل تبرع واحد يمكن أن يُنقذ حتى ثلاث أرواح، لأن الدم يُقسّم إلى مكوناته: كريات الدم الحمراء، والبلازما، والصفائح الدموية، التي يمكن تقديمها لمرضى مختلفين حسب الحاجة.

بعكس ما هو شائع، فإن المستشفيات تحتاج إلى الدم طوال السنة، لأنه لا يُخزن لفترات طويلة:

  • الصفائح الدموية: تُخزن من 5 إلى 7 أيام فقط.
  • كريات الدم الحمراء: حتى 42 يوماً.
  • البلازما: تصل مدة صلاحيتها إلى سنة عند تجميدها.

لهذا يجب تجديد المخزون بصفة مستمرة، ومع تزايد الحاجات الطبية، تتزايد الحاجة إلى التبرع بالدم بالمثل.

شهدت الجزائر هذه السنة تضامناً ملفتاً، فووفقاً للوكالة الوطنية للدم، تم جمع أكثر من 721.700 كيس دم منذ بداية 2024، أي بزيادة 6.6% مقارنة بسنة 2023.

في المجمل توجه حوالي 866.000 شخص إلى مراكز نقل الدم الـ261 في البلاد، 56% منهم تبرعوا بشكل طوعي دون انتظار مقابل، بينما 44% تبرعوا لدعم مريض من أقاربهم. ومع ذلك يُلاحظ اختلال واضح وهو أن 88% من المتبرعين رجال. لذا يبقى من الضروري توعية النساء وتشجيعهن على التبرع أيضاً.

تُقام هذه الطبعة الحادية والعشرون من اليوم العالمي للمتبرع بالدم تحت شعار يحمل الأمل: ” تبرع بالدم، امنح الأمل: معًا ننقذ الأرواح “.

وقد تم برمجة العديد من الأنشطة عبر مختلف ولايات الوطن، أين تشارك الوكالة الوطنية للدم، ومديريات الصحة، والاتحادية الجزائرية للمتبرعين، والجمعيات المحلية، وحتى المؤسسات العامة والخاصة في الترويج لهذه القضية النبيلة.

مازال الكثيرون يترددون بسبب قلة المعرفة أو الخوف، لكن التبرع بالدم عملية مؤمنة تماماً. فقبل كل تبرع، يتم إجراء فحص طبي للتأكد من صحة المتبرع. كما تستعمل مواد معقمة وأدوات تستخدم مرة واحدة فقط. وتستغرق عملية التبرع حوالي 10 دقائق فقط، يليها وقت قصير للراحة وتناول وجبة خفيفة قبل العودة إلى الحياة اليومية.

والأهم من ذلك أن كل متبرع يصبح حلقة في سلسلة الحياة، إذ رغم التطور الطبي، لا يزال الدم لا يُعوض فلا يوجد أي بديل صناعي يمكنه أن يحل محل التبرع البشري.

يشكل يوم 14 جوان فرصة للجميع للتفكير في هذا العمل الإنساني، فالتبرع بالدم لا يكلف شيئاً، لكنه قد يُحدث فرقاً هائلاً في حياة شخص آخر. ووراء كل كيس يتم جمعه، هناك ابتسامات عادت إلى الوجوه، وقلوب اطمأنت بعد قلق، وأرواح أُتيح لها أن تواصل الحياة.

الكلمات المفتاحية: الدم؛ التبرع؛ الوكالة الوطنية للدم