صحة جيدة لحياة أفضل

دراستان تحذران من مشكلة مقاومة المضادات الحيوية عند الأطفال في إفريقيا

حرر : شعبان بوعريسة | صحفي
25 يونيو 2024

حذرت دراستان سويسريتان من الانتشار المتزايد للبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية عند الأطفال في إفريقيا جنوب الصحراء.

وتحذر المستشفيات الجامعية في جنيف (HUG) وجامعة جنيف (Unige) من النسب العالية للبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية عند الأطفال في إفريقيا جنوب الصحراء، فيما يعود السبب وفقا للدراستين إلى سوء استخدام هذه الأدوية.

وهدفت الدراسة الأولى إلى تقييم انتشار البكتيريا المعوية المقاومة للمضادات الحيوية عند الأطفال في إفريقيا جنوب الصحراء أثناء الإصابات الشديدة، وهي البكتيريا الموجودة بشكل شائع في الجهاز الهضمي، والمعروفة كذلك بقدرتها على تطوير مقاومة للمضادات الحيوية. استعمار المعوية المقاومة للسيفالوسبورينات

من جهة أخرى ، هدفت الدراسة الثانية إلى تقدير انتشار استعمار البكتيريا المعوية المقاومة للسيفالوسبورينات، وهو مضاد حيوي من الجيل الثالث عند الأطفال في إفريقيا جنوب الصحراء، فيما يشكل نحو ثلث الأطفال الذين تم دراستهم وكانوا يحملون هذه البكتيريا المقاومة مما يشكل قلقًا كبيرًا . وكشفت بذات الصدد البروفسورة ”أنيك غالتو لاكور”، من قسم طب الأطفال وأمراض النساء والتوليد في كلية الطب بجامعة جنيف أنه : ” غالبًا لا تتوفر خيارات علاجية أخرى في هذه المنطقة في حال حدوث المشكل ” .

هذا وتكشف الدراسات أن بعد تلقي العلاج بالمضادات الحيوية قبل ثلاثة أشهر، يزيد خطر حمل بكتيريا معوية متعددة المقاومة بثلاث مرات، أما في إفريقيا جنوب الصحراء، حيث يتلقى ما بين 83% و100% من الأطفال المحجوزين في المستشفيات مضادات حيوية وهو الأمر الشائع ،بالإضافة إلى ذلك فإن أكثر من نصف الأطفال الذين يُدخلون المستشفى بدون بكتيريا معوية مقاومة، يخرجون حاملين لهذه البكتيريا.

وأوصت الدكتورة ”نومي فاغنر” وهي أخصائية الأمراض المعدية للأطفال في المستشفى الجامعي بجنيف HUG، بتفضيل الوصول إلى الفحوصات التكميلية لتقليل الاستخدام المنهجي للمضادات الحيوية، بالرغم من أن الفحوصات غالبًا ما تكون مكلفة وغير متاحة في كل مكان، كما أنه وفي إفريقيا جنوب الصحراء، تعد الالتهابات البكتيرية السبب الرئيسي للوفاة عند الأطفال، بينما يعالج هؤلاء غالبًا بالمضادات الحيوية فور دخولهم المستشفى، حتى بدون مؤشر واضح على وجود عدوى بكتيرية حسب ما كشفت به ذات المتحدثة .

ولمواجهة هذا التحدي بسبب الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية، الذي يزيد من مقاومة البكتيريا ويعقد علاجها لاحقًا ، طورت منظمة أطباء بلا حدود مختبرًا صغيرًا مستقلًا لعلم الأمراض المعدية والميكروبولوجيا السريرية ، وهو المختبر المتنقل والمتاح بأسعار معقولة، فيما يمكن أن يساهم في استخدام المضادات الحيوية بشكل أكثر فعالية واستهداف .

وتُظهر البكتيريا الأكثر شيوعًا، مثل إي. كولاي (E. Coli) و كليبسيلا (Klebsiella spp) ، المسؤولة عن التهابات مثل التهابات المسالك البولية والالتهابات الرئوية، مقاومة عالية بشكل خاص للمضادات الحيوية.

المضاد الحيوي هو مادة كيميائية تستخدم لعلاج الالتهابات البكتيرية عن طريق قتل البكتيريا أو منع نموها، تذكركم “صحتي، حياتي” ببعض النقاط الرئيسية حول المضادات الحيوية:

  • آلية العمل: تعمل المضادات الحيوية عن طريق استهداف العمليات البيولوجية للبكتيريا بشكل محدد. يمكنها أن تتداخل مع تكوين جدار الخلية، تعطل تكوين البروتينات، أو تتداخل مع عمليات حيوية أخرى للبكتيريا.
  • الأنواع: هناك عدة فئات من المضادات الحيوية، كل منها يعمل بطريقة مختلفة، فعلى سبيل المثال : البنسلينات، السيفالوسبورينات، الماكروليدات، التتراسيكلينات، والكينولونات هي فئات شائعة من المضادات الحيوية.
  • الدواعي: تُستخدم المضادات الحيوية بشكل رئيسي لعلاج الالتهابات البكتيرية لدى البشر والحيوانات، في حين لا تكون فعالة ضد الالتهابات الفيروسية مثل الزكام أو الإنفلونزا.
  • المقاومة: تحدث مقاومة المضادات الحيوية عندما تتطور البكتيريا وتطور آليات لمواجهة تأثير المضادات الحيوية، ويمكن أن يحدث ذلك بشكل طبيعي أو يتسارع بسبب الاستخدام غير المناسب أو المفرط للمضادات الحيوية.
  • الاستخدام المسؤول: للوقاية من مقاومة المضادات الحيوية، من الضروري استخدامها بحكمة، ويتضمن ذلك احترام الوصفات الطبية، إكمال العلاج الموصوف بالكامل حتى لو اختفت الأعراض، وتجنب استخدام المضادات الحيوية للالتهابات الفيروسية.
  • التطوير والبحث: على الرغم من وجود العديد من فئات المضادات الحيوية، أصبح تطوير مضادات حيوية جديدة أكثر صعوبة بسبب تعقيد المقاومة البكتيرية المتزايدة والتحديات الاقتصادية المرتبطة بالبحث وتطوير الأدوية الجديدة.

أخيرًا، تعتبر المضادات الحيوية أدوات أساسية لعلاج الالتهابات البكتيرية، لكن يجب إدارة استخدامها بعناية للحد من المقاومة وضمان فعاليتها على المدى الطويل في علاج الأمراض المعدية.