لأولئك الذين يسعون للجمع بين المتعة والرفاهية، تقدم دراسة حديثة خبرًا رائعًا، فقد يكون الكاكاو أكثر من مجرد وجبة لذيذة تريح النفس، أين أثبت الباحثون أن شرب الكاكاو يمكن أن يكون له تأثيرات مفيدة ملحوظة في تخفيف آثار التوتر الفيزيولوجية.
هذا المشروب الغني بالفلافانولات وهي مركبات مضادة للأكسدة، قد يلعب دورًا حاسمًا في إدارة التوتر، من خلال تحسين وظيفة الأوعية الدموية وتقليل التوترات الجسدية، وبالتالي تضيف نتائج هذه الدراسة لمسة علمية إلى الفكرة الشهيرة التي تقول إن الشوكولاتة تمتلك القدرة على تهدئتنا.
التوتر، آفة يومية
وفقًا لدراسة أجراها معهد “إيبسوس”، يصرح 36% من الفرنسيين أن التوتر أثر على حياتهم عدة مرات خلال العام الماضي، ويشير الباحثون البريطانيون إلى أنه في مواجهة التوتر، يميل بعض الأشخاص إلى اللجوء إلى الأطعمة الدهنية، التي قد تزيد من تفاقم الوضع.
الكاكاو: غذاء غني بالفلافانولات ضد التوتر
الكاكاو غني بالفلافانولات وهي مركبات تعمل على استرخاء طبقة الخلايا البطانية للأوعية الدموية، وهذا يحسن من وظيفتها ويساعد في مكافحة ارتفاع ضغط الدم، وهو استجابة شائعة للتوتر.
وأجريت دراسة من قبل باحثين من جامعة برمنغهام (المملكة المتحدة) ونُشرت في مجلة “Food & Function”، تناولت هذا الموضوع.
وتشرح ”Catarina Rendeiro”، أستاذة في علوم التغذية والمؤلفة الرئيسية للدراسة، قائلة: ”عندما يكون الناس متوترين، يميلون إلى تناول الأطعمة الغنية بالدهون، لذا أردنا اختبار ما إذا كان إضافة غذاء غني بالفلافانولات مثل الكاكاو، يمكن أن يخفف من التأثير السلبي للتوتر على الجسم” .
وتعتبر الفلافانولات جزءً من عائلة الفلافونويد ، وهي مجموعة من المركبات متعددات الفينول ذات الخصائص المضادة للأكسدة القوية، وتوجد في مجموعة متنوعة من الأطعمة النباتية، بما في ذلك الفواكه والخضروات وبعض النباتات، حيث كانت تُعرف سابقًا باسم “فيتامين P“، وهو مصطلح أصبح قديمًا الآن، ويعترف العلماء بفوائدها الصحية العديدة، ومن بين مزاياها نجد قدرتها على محاربة الإجهاد التأكسدي، المسؤول عن الشيخوخة المبكرة للخلايا، حيث تجعل هذه الخصائص المضادة للشيخوخة الفلافونويد حليفًا ثمينًا للحفاظ على شباب الجسم وحيويته.
الدراسة: شبان أصحاء خضعوا لاختبار التوتر
وقام الباحثون في دراستهم بتجنيد 23 شابًا بالغًا بصحة جيدة، حيث تناول كل مشارك وجبة غنية بالدهون مصحوبة بمشروب كاكاو، إما غني أو منخفض بالفلافانولات، قبل ساعة ونصف من إجراء اختبار عقلي مصمم لإحداث التوتر، كما تم قياس الاستجابات القلبية والوعائية قبل الاختبار، وبعد 30 دقيقة، ثم بعد 90 دقيقة من الاختبار.
نتائج واعدة
ولاحظ الباحثون أن المجموعة التي تناولت المشروب الغني بالفلافانولات أظهرت وظيفة وعائية أفضل بكثير من المشاركين الآخرين، بينما بقي أولئك الذين تناولوا وجبة غنية بالدهون ومشروبًا منخفضًا بالفلافانولات في حالة توتر لمدة 90 دقيقة بعد الاختبار.
كيف تزيد من استهلاك الفلافانولات؟
وفقًا لـ ”Catarina Rendeiro”، قد يكون دمج الأطعمة أو المشروبات الغنية بالفلافانولات في النظام الغذائي حلاً فعالًا لتعويض تأثيرات التوتر: ” تُظهر هذه الدراسة أن تناول الفلافانولات يمكن أن يساعد في تخفيف تأثيرات الخيارات الغذائية السيئة على النظام الوعائي، وهذا يساعدنا في اتخاذ خيارات غذائية أفضل، خاصة في فترات التوتر.”
ويضيف ”Jet Veldhuijzen van Zanten”، المشارك في تأليف الدراسة وأستاذ علم النفس البيولوجي في جامعة برمنغهام: “كل تغيير صغير نقوم به لمحاربة أعراض التوتر له فوائد، فبالنسبة لأولئك الذين يلجؤون بشكل متكرر إلى الأطعمة السكرية أو السريعة تحت الضغط، فإن دمج هذه التعديلات الصغيرة يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا.”
أين يمكن العثور على الفلافانولات؟
لزيادة استهلاك الفلافانولات، يعد مسحوق الكاكاو قليل المعالجة خيارًا ممتازًا، في حين تشمل المصادر الأخرى : الشاي الأخضر والشاي الأسود وكذا التوت والتفاح، وقد يساعد دمج هذه الأطعمة في النظام الغذائي في تحسين إدارة التوتر بشكل يومي.
الكلمات المفتاحية: التوتر؛ الشوكولاتة؛ الفلافانول؛ الصحة؛ الكاكاو.