تقلل ممارسة الرياضة بانتظام بشكل كبير من خطر الإصابة بالخرف، أين تؤكد دراسة جديدة أن ممارسة التمارين الرياضية مفيدة للعقل والصحة، ويمكن أن تساعد في الوقاية من الاضطرابات الإدراكية مثل مرض الزهايمر.
الدراسة حول التمارين الرياضية ووظائف الدماغ
أظهرت دراسة نُشرت على Wiley Online Library أن النشاط البدني المنتظم يمكن أن يحسن وظائف الدماغ ويقلل من خطر الإصابة بالخرف، إذ تستكشف هذه الأبحاث العلاقة بين النشاط البدني والتغيرات الدماغية، مما يشير إلى أن التمارين قد تعزز الذاكرة والإدراك.

والخرف الذي يشمل عدة أمراض تؤثر على الذاكرة والقدرات الإدراكية، يُعد حاليًا السبب السابع للوفاة في العالم.
مرض الزهايمر في الجزائر
يصيب مرض الزهايمر عددًا متزايدًا من الأشخاص في الجزائر، خاصة بين كبار السن ، ووفقًا لتقديرات عام 2024، فإن أكثر من 200000 جزائري يعانون من هذا المرض العصبي التنكسي، وهو رقم يستدعي انتباه السلطات الصحية.
ما تكشفه الدراسة الأمريكية
تابعت الدراسة 21 شخصًا مسنًا يعانون من مرحلة ما قبل السكري لفحص تأثير التمارين الرياضية على تنظيم الأنسولين، حيث يُعد الأنسولين ضروريًا ليس فقط لعملية التمثيل الغذائي، بل أيضًا لوظائف الدماغ، حيث يؤثر على مناطق مثل القشرة الجبهية وتحت المهاد، وهي مناطق أساسية للإدراك والذاكرة.
وشارك الأشخاص المستهدفون في برنامج من 12 جلسة رياضية لمدة 60 دقيقة على مدى13 يومًا، وبعد انتهاء التجربة لاحظ الباحثون ارتفاع في عدد الحويصلات الدماغية خارج الخلية ، وهي حويصلات تحمل بروتينات مرتبطة بالأنسولين، تلعب دورًا أساسيًا في التواصل العصبي وصحة الدماغ.
تشير النتائج إلى أن النشاط البدني قد يكون وسيلة بسيطة وفعالة للحفاظ على صحة الدماغ على المدى الطويل.
الدور الحيوي للأنسولين في الدماغ
يتم إنتاج الأنسولين في البنكرياس وهو مسؤول عن تنظيم نسبة السكر في الدم، لكن دوره في صحة الدماغ لا يقل أهمية، أين يحتوي الدماغ على مستقبلات أنسولين تساعد الخلايا العصبية على التواصل وتعزيز الروابط المشبكية، مما يدعم الذاكرة والتعلم.
ويؤدي نقص الأنسولين، كما هو الحال في داء السكري من النوع 2، إلى زيادة خطر الإصابة بالاضطرابات الإدراكية، مما يجعل الدماغ أكثر عرضة للخرف. لذا فإن الحفاظ على مستويات مناسبة من الأنسولين قد يساعد في الوقاية من أمراض مثل الزهايمر.
التمارين الرياضية.. مفتاح تقوية الذاكرة
تُظهر الدراسات أن ممارسة النشاط البدني بانتظام يمكن أن تحسن الذاكرة وتحافظ على القدرات الإدراكية لدى البالغين. لذلك تعتبر الرياضة إستراتيجية فعالة لحماية صحة الدماغ.
استراتيجيات أخرى للوقاية من الخرف
إلى جانب التمارين الرياضية هناك عدة عادات حياتية يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالخرف، خاصة مع تقدم العمر، حيث يزداد هذا الخطر بعد سن 80 عامًا.
فيما يلي بعض العوامل القابلة للتعديل التي يمكن التحكم بها للوقاية من الخرف:
- البقاء نشيطًا: تساعد التمارين المنتظمة على تحسين الدورة الدموية، ودعم صحة الدماغ، والوقاية من التدهور الإدراكي عن طريق تحفيز إنتاج مواد مفيدة للدماغ.
- الإقلاع عن التدخين: يُلحق التدخين ضررًا بالأوعية الدموية، مما يقلل من إمداد الدماغ بالأكسجين، ويزيد من خطر الإصابة بالخرف.
- تجنب الكحول: يمكن أن يؤدي الإفراط في شرب الكحول إلى إضعاف الروابط العصبية، وتسريع تلف خلايا الدماغ، مما يرفع خطر الإصابة بالخرف، وخاصة الزهايمر.
- إدارة الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم: يساعد التحكم في الأمراض المزمنة مثل السكري من النوع 2 وارتفاع ضغط الدم في تجنب المضاعفات التي تؤثر على تدفق الدم إلى الدماغ وتسبب التدهور الإدراكي.
تبني أسلوب حياة صحي ودمج هذه العادات في الروتين اليومي يعد أمرًا ضروريًا للحفاظ على صحة الدماغ والوقاية من الخرف مع التقدم في العمر.
الكلمات المفتاحية: الخرف، الرياضة، النشاط البدني، الوقاية، الدماغ، الإدراك، الشيخوخة، الزهايمر