صحة جيدة لحياة أفضل

تقنية جديدة للكشف عن سرطان البنكرياس في مراحله المبكرة

حرر : عائشة ولدحبيب | صحيفة
26 مارس 2024


طور باحثون من مركز ” ستيفنسون للسرطان” في جامعة ” أوكلاهوما للعلوم الصحية في الولايات المتحدة”، تقنية تصوير مبتكرة للكشف عن سرطان البنكرياس في مراحل مبكرة، وتعتمد هذه التقنية على الجمع بين التصوير المقطعي البصري الصوتي المتعدد الاطياف، وعامل تباين بالمجهر. ساهمت هذه الدراسة الجديدة في حدوث نقلة نوعية في علاج سرطان البنكرياس والذي يصعب اكتشافه في مراحله الكبرى.

تركز تقنية التصوير هذه على تحسين اكتشاف خلايا سرطان البنكرياس بحجم 200 ميكرون، ويعني ” عرض رمش العين تقريبا”، وهي تقنية جد متطورة تساهم في اكتشاف السرطان وهو في بدايته وهو نهد جديد للكشف المبكر لسرطان البنكرياس. 

حسب ما كشفت عنه الدكتوره لايسي ماكنالي، أستادة الجراحة في جامعة أوكلاهوما للطب، أن سرطان البنكرياس لا يحتوي على طريقة للجراحين لتحديد موقعه، ولكن مع هذه التقنية الجديدة التي تجمع بين عامل التباين الفريد التي تم بابتكاره، وجهاز التصوير المقطعي البصري الصوتي، يمكن تحقيق نتائج ممتازة مقارنة بتقنية التصوير المقطعي المحسوب. وإذااستطاع فريق الجراحة من استخدام تقنية وجهاز التصوير المقطعي البصري الصوتي MSOT داخل غرفة العمليات فيمكن تحديد أماكن السرطان بشكل سريع وفوري وبتالي يتم ازالته.

تعمل هذه التقنية عن طريق إدخال عامل التباين الجديد عبر الوريد لكي يميز بين خلايا سرطان البنكرياس والخلايا الأخرى. ونظرًا لبيئة سرطان البنكرياس حمضية، يضيء عامل التباين عند تعرضه لهذه الحموضة، ويقوم جهاز التصوير المقطعي البصري الصوتي المتعدد الأطياف ضوء الاشعة تحت الحمراء على الجسم، مما يُحفز عامل التباين. ينتج عن ذلك موجات صوتية يلتقطها الجهاز ويحولها الى صور ملونة ومفصلة، لدرجة أنها تظهر الخلايا السرطانية التي لا يمكن اكتشافها بوسائل التصوير التقليدية. 

من جهته، أكد الدكتور أجاي جين، أستاذ في كلية الطب بجامعة أوكولاهوما، أن سرطان البنكرياس يُعد من أشد أنواع السرطانات، فصعوبة اكتشافه في المراحل المبكرة تعيق إمكانية علاجه بفعالية، مما يؤدي الى نتائج سلبية، حيث لا تتجاوز نسبة النجاة منه 9℅، ويعود ذلك الى عدة عوامل أهمها: 

• غياب أعراض مُبكرة واضحة: لا يظهر سرطان البنكرياس أعراضا مميزة في مراحله المبكرة، مما يؤدي الى تأخر اكتشافه حتى بعد انتشاره في الجسم 

• صعوبة التشخيص المجهري: تواجه التقنيات المستخدمة في تشخيص سرطان البنكرياس صعوبة في تمييز الخلايا السرطانية عن الخلايا السليمة، مما يؤدي الى تأخير التشخيص.

• مقاومة العلاج: تظهر الخلايا السرطانية في البنكرياس مقاومة كبيرة للعلاج الكيميائي والعلا الإشعاعي، مما يقلل من فعالية هذه العلاجات.

• مخاطر الجراحة: يعد العلاج الجراحي من أهم خيارات علاج سرطان البنكرياس، لكنه يشكل خطرا كبيرا على المرضى، خاصة كبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة. 

يُمكن لهذه التقنية ان تحدث نقلة نوعية في جراحية سرطان البنكرياس، وتسمح للجراحين من التخطيط للعملية بشك أفضل واختيار العلاج المناسب.

تسمى هذه التقنية ” جهاز MSOT” وهي تعتمد على التصوير الضوئي الصوتي متعدد الأطراف.

تساعد هذه التقنية الجراحين على: 

• رؤية الأورام السرطانية بشكل أوضح 

• تقييم فعالية العلاج الكيميائي 

• تحديد ما إذا كان السرطان قد انتشر الى الاوعية الدموية الرئيسية 

• اختيار أفضل نهج جراحي لكل مريض

تعد هذه التقنية إنجازا هاما في مجال علاج سرطان البنكرياس، حيث تمكن من تحسين نتائج العلاج بشكل كبير.

فيما يلي بعض النقاط الإضافية حول تقنية MSOT: 

✓ تمكن من الحصول على صور عالية الدقة للأورام السرطانية 

✓ تعد هذه التقنية غير جراحية ولا تسبب أي ألم للمريض 

✓ تساعد في تشخيص سرطان البنكرياس في مراحله المبكرة 

✓ تستخدم أيضا لمتابعة حالة المرضى بعد الجراحة

تعد هذه التقنية الجديدة أداة قوية جديدة في مكافحة سرطان البنكرياس، ويعطي الامل للمرضى في الحصول على علاج أفضل.  كما تساعد الجراحين في التخطيط للنهج الجراحي الذي يريدون اتباعه.

وكشفت الدكتورة الدكتوره لايسي ماكنالي، ان هناك فرصة كبيرة لتحسين التقنيات الجراحية لعلاج سرطان البنكرياس، وقد أحرز المجال الطبي والعلمي تقدما كبيرا في علاج بعض أنواع السرطان، أما عن مرضى البنكرياس لديهم أدنى معدلات البقاء على قيد الحياة، ولكن يمكن هذه التقنية الجديدة ان تحدث تغييرا جذريا في حياتهم. 

عائشة و.ح