صحة جيدة لحياة أفضل

امتلاك ثدي أكبر من الآخر: متى يجب القلق فعلا؟

حرر : الدكتورة فيوليتا جوليا بوزيو | دكتورة في الطب
28 أكتوبر 2025

من الطبيعي تماماً أن لا يكون الثديان متماثلين، فغالبية النساء لديهنّ فرق بسيط في الحجم أو الشكل أو الكتلة. لكن عندما تظهر عدم تماثل جديدة، أو مفاجئة، أو تتفاقم مع مرور الوقت، فهنا يجب الانتباه.

جسد الإنسان لا يكون متماثلا تماماً: لا الوجه، ولا الذراعان، ولا الساقان… ولا حتى الثديان، وهذا الاختلاف طبيعي ويظهر لدى معظم النساء منذ سن البلوغ.

  • الهرمونات: تتغير حجم الثديين تبعاً لدورة الحيض الشهرية.
  • البلوغ: قد ينمو أحد الثديين أسرع من الآخر.
  • الحمل والرضاعة: يسببان تغيرات دائمة في شكل الثديين وملمسهما.
  • سن اليأس: انخفاض الهرمونات الأنثوية قد يزيد من عدم التماثل الموجود مسبقاً.
  • الوزن والوضعية: تغير الوزن أو عدم التوازن في وضعية الجسم قد يؤثر على الحجم الظاهر للثديين.

ما دامت هذه الفروق ثابتة وغير متغيرة مع الوقت، فلا داعي للقلق، فهي مجرد اختلاف تشريحي طبيعي يشبه اختلاف لون العينين أو حجمهما.

العلامة المقلقة ليست في عدم التناسق نفسه بل في تغيره أو تطوره المفاجئ، فأي تغير حديث في حجم أو شكل الثدي أو الجلد أو الحلمة يستدعي الفحص الطبي.

  • تضخم مفاجئ في أحد الثديين.
  • احمرار أو سخونة موضعية أو مظهر يشبه “قشر البرتقال”.
  • ظهور كتلة أو تصلب أو ألم غير معتاد.
  • انكماش الحلمة أو خروج إفرازات منها (شفافة، لبنية أو دموية).

هذه العلامات لا تعني بالضرورة وجود سرطان، لكنها تتطلب فحصاً طبياً سريعاً لاستبعاد أي خطر.

في أغلب الحالات تكون عدم التماثل غير خطيرة، لكن في بعض الحالات قد تستدعي المتابعة الدقيقة:

  • الورم الغدي الليفي أو الكيس: أورام حميدة ناتجة عن حساسية هرمونية.
  • سرطان الثدي: إذا كان التضخم سريعاً أو الكتلة صلبة وثابتة.
  • التهاب الثدي أو الخراج: التهابات مؤلمة مصحوبة باحمرار أو حرارة أو حمى.
  • الوذمة اللمفية: تراكم السوائل مسبباً تورماً موضعياً.

عندما تكون الأسباب خطيرة لا يكون عدم التماثل العلامة الوحيدة، بل ترافقها دوماً أعراض أخرى واضحة.

عند ملاحظة أي تغير مريب يجب البدء بزيارة الطبيب، أين يقوم الطبيب بالفحص السريري والملاحظة، وقد يطلب:

  • تصوير بالأشعة فوق الصوتية (خاصة للنساء الشابات).
  • تصوير الماموجرام (بعد سن الأربعين أو ضمن برامج الكشف الدوري).
  • تصوير بالرنين المغناطيسي للثدي في حال كانت النتائج غير واضحة.

وإذا وُجدت شذوذات يتم إجراء خزعة لتحليل النسيج وتحديد التشخيص بدقة.

الطبيب هو من يقرر نوع الفحوص حسب الحالة والعمر والتاريخ الطبي.

يبقى الفحص الذاتي للثديين عادة ضرورية يجب ممارستها على مدار السنة، فمعرفة المرأة بشكل وملمس ثدييها تساعدها على اكتشاف أي تغير مبكر.

  • إجراء الفحص مرة شهرياً، ويفضَّل بعد انتهاء الدورة الشهرية.
  • مراقبة الثديين أمام المرآة: الشكل، الجلد، الحلمتين، الحجم.
  • تحسس الثديين بلطف بحركات دائرية باستخدام اليد المعاكسة.
  • استشارة الطبيب عند ملاحظة أي تغير، حتى وإن كان بسيطاً.

من الطبيعي جداً أن يكون أحد الثديين أكبر من الآخر في معظم الحالات. لكن ما يستدعي القلق هو ظهور تغير حديث أو واضح أو مصحوب بعلامات أخرى مثل الألم أو الاحمرار أو وجود كتلة أو إفرازات. وغالباً ما يكون الفحص الطبي السريع كافياً لطمأنة المريضة واستبعاد أي خطر.

في مجال صحة الثديين، الوقاية خير من العلاج ، فمجرد فحص بسيط قد يحدث فرقاً كبيراً.

الكلمات المفتاحية: سرطان، ثدي، وقاية، عدم تماثل، الثديين.

إقرأ أيضاً: