صحة جيدة لحياة أفضل

اليونيسيف: إنجازات هشة رغم الانخفاض التاريخي في معدل وفيات الأطفال

حرر : ياسمين عيوازي | صحفية
8 أبريل 2024

لا تزال الفجوات القائمة والتحديات المتنامية تشكل عائقاً رغم التقدم الملموس في تقليل معدل وفيات الأطفال، وعلى الرغم من الانخفاض الملحوظ في عدد وفيات الأطفال دون سن الخامسة، إلا أن الفوارق الجغرافية والتهديدات مثل النزاعات المسلحة وجائحة كوفيد-19 ما زالت تهدد صحة الأطفال في جميع أنحاء العالم، وهو ما يتطلب تحركاً مشتركاً واستثمارات هامة لضمان تحقيق تقدم مستدام نحو هدف تقليل معدل وفيات الأطفال بحلول عام 2030.

في عام 2022انخفضت وفيات الأطفال دون سن الخامسة في العالم، ومع تسجيل 4.9 مليون وفاة نصفهم من الأولاد الرضع وفقًا لتقرير حديث من مجموعة الأمم المتحدة المشتركة لتقدير وفيات الأطفال، يشكل هذا الرقم انخفاضا تاريخيا في مستوى الوفيات ، ومنذ عام 2000، انخفض المعدل بنسبة 51% وبنسبة 62% منذ عام 1990، أما في بعض البلدان ذات الدخل المنخفض أو المتوسط مثل مالاوي ورواندا، فإن الانخفاض أكثر أهمية ، أين تجاوز نسبة 75%.

وكشفت ”كاثرين راسل ” المديرة التنفيذية لليونيسيف في بيان لها أن ” وراء هذه الأرقام تكمن قصص القابلات والعاملين الصحيين المؤهلين الذين يساعدون الأمهات على الولادة بأمان، وقصص العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين يطعمون ويحمون الأطفال من الأمراض القاتلة، وقصص العاملين الصحيين المجتمعيين الذين يقومون بزيارات منزلية لمساعدة العائلات في توفير الدعم الصحي والتغذية المناسبة للأطفال ” .

وفيما يتعلق بتحسين الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية ، تبقى هذه التقدمات غير متساوية، حيث تتركز نسبة كبيرة من وفيات الأطفال دون سن الخامسة في عام 2022 في جنوب آسيا وجنوب الصحراء الكبرى الأفريقية، لتمثل أكثر من نصف الحالات.

يُصاب الطفل الذي يولد في بلد ذو معدل وفيات رضع عالٍ(أكثر من 100 حالة وفاة لكل 1000 ولادة) بمخاطر مضاعفة للوفاة بـ 80 مرة قبل سن الخامسة مقارنة بالطفل الذي يولد في بلد أكثر حظًا (أقل من 2.5 وفاة لكل 1000 ولادة) ، فيما أدان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية ” تيدروس أدهانوم غيبريسوس ” هذه الوضعية مشيرا إلى أن مكان ولادة الطفل لا يجب أن يحدد بقاؤه على قيد الحياة .

وتعود أسباب الوفيات بشكل رئيسي إلى دوافع يمكن تجنبها أو علاجها مثل الولادات المبكرة، والمضاعفات أثناء الولادة، والالتهاب الرئوي، والإسهال، والملاريا، حيث أكد ذات المتحدث  أنه “من الضروري تحسين الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية عالية الجودة لكل امرأة وكل طفل، بما في ذلك في حالات الطوارئ والمناطق النائية ”

تُسلط اليونيسيف الضوء على أهمية العاملين الصحيين المجتمعيين، الذين يُعتبرون أعضاء موثوق بهم داخل مجتمعهم، كما أنهم يقدمون خدمات صحية أساسية مثل التطعيمات والفحوصات والعلاجات والدعم الغذائي ، حيث ناشدت اليونيسيف بضرورة دمجهم في أنظمة الرعاية الصحية الأولية، ودفع أجر عادل لهم مع تدريبهم بشكل جيد وكذا تزويدهم بالوسائل اللازمة لتقديم رعاية عالية الجودة .

وتعتبر هذه الإجراءات ذات أهمية بالغة خاصة في مواجهة التهديدات والفجوات التي تهدد بقاء الأطفال في جميع أنحاء العالم، مثل عدم الاستقرار الاقتصادي والنزاعات وتأثير التغير المناخي المتزايد وآثار جائحة كوفيد-19.

أما بالنسبة للوتيرة الحالية ودون التدخلات الإضافية وفقًا للتقرير، من الممكن أن يموت حوالي 35 مليون طفل قبل سن الخامسة بحلول عام 2030، بالإضافة إلى ذلك يواجه 59 بلدًا خطر عدم تحقيق الهدف العالمي لتقليل وفيات الأطفال إلى 25 حالة وفاة لكل 1000 ولادة بحلول عام 2030، بينما قد لا تتمكن 64 دولة من تحقيق هدف تقليل وفيات الأطفال الرضع إلى 12 لكل 1000 ولادة.

جدير بالذكر فقد تأسست مجموعة الأمم المتحدة المشتركة لتقدير معدل وفيات الأطفال (UN IGME) في عام 2004، تحت رعاية كل من اليونيسيف، منظمة الصحة العالمية، البنك الدولي والأمم المتحدة.