نظم اليوم المركز الوطني للطب الرياضي بالجزائر العاصمة، الملتقى الوطني الخامس لطب الرياضي، بعنوان” الإصابة الرياضية من الوقاية الى العودة”، تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة، بمشاركة أطباء مختصين في التأهيل البدني ومحضرين مدنيين لمختلف التخصصات الرياضية.

ويهدف هذا اللقاء العلمي الى الوقوف على أهم الإصابات الشائعة في مختلف الأنشطة الرياضية وطرق التشخيص في الطبي الرياضي، بحضور عدد مهم من أخصائيين في الطب الرياضي وأستاذة فيزيائيون في التأهيل الرياضي،

ويندرج هذا الحدث الطبي في إطار سلسلة اللقاءات التي يسعى المركز الوطني للطب الرياضي على تنظيمها، مثلما أوضحته رئيسة الملتقى، الدكتورة منال يحياوي، والتي أكدت على ضرورة جمع المختصين في المجال الطبي للعمل التكفل الناجع بالرياضيين وإبراز أهمية التأهيل الوظيفي بعد الإصابة.

حيث تطرقت جلسات الملتقى لعدة مواضيع علمية سلطت الضوء على بعض الإشكاليات الطبية التي تخص الإصابة العضلية في أوتار الركبة، الجلطة الوريدية بعد الإصابة، التصوير المغناطيسي، الأشعة، التكفل النفساني بالرياضيين، التقنيات الحديثة في التأهيل الحركي والفيزيائي والصرع، تمزق الرباط الصليبي، إصابة في الكتف، كسر في أنف لاعبي كرة القدم، إصابة الاسنان، دور التغذية السليمة في الوقاية من حدوث الإصابات الرياضية.

ويعتبر التكوين المتواصل الركيزة الأساسية لتكفل برياضيين النخبة والممارسين او الهاويين لمركز الوطني للطب الرياضي، الذي يضع في متناول السلطات الصحية خبرة تسيير هذا المجال ” الطب الرياضي” والعمل على تنظيم وإصلاح القطاع، خاصة أن الأطباء المختصين يواجهون يوميا مثل هذه المشاكل الصحية.

إصابات الركبة عند الرياضيين

وبخصوص إصابة الركبة التي يتعرض لها الرياضيين، أشار الدكتور لعربي كوشي طبيب مختص في طب الرياضة بالمركز الوطني للطب الرياضي، في تصريح لمجلة ” صحتي حياتي” على أن معظم الحالات التي يعاني منها الرياضيين وهي تمزق أربطة الركبة، ما يؤدي إلى آلام مفاجئة فيها، ويظهر الرباط الصليبي وتأتي هذه الحالة عند الانحناء او القفز، ويحدث كسر وتورم في أربطة منتصف الركبة، وأكد أيضا أن ” هناك حالات تصيب الوتر وهي جزء يربط العضلة بالعظام او بنسيج اخر، قد تتعرض الى تمزق مما تجعل اللاعب يعاني من آلام حادة ولا يمكنه الرجوع للعب الى بعد عملية جراحية مدروسة، وفي سؤاله عن أكثر الحالات انتشارا لدى الرياضيين فقال ” 38 بالمائة من الحالات التي نتابعها في المركز هي ” التهاب الأوتار في الركبة” ويعتبر من الإصابات الناتجة عن الإفراط في التدريب، ونتيجة الضغط المتكرر على الوتر.

العلاج الطبيعي والفيزيائي ” إعادة التأهيل للرياضيين”

وفي هذه الصدد تحدثت “السيدة لعمري فوزية “مختصة في العلاج الطبيعي والفيزيائي بالمركز الوطني للطب الرياضي، على تطور العلاج الطبيعي للرياضيين، وأشارت الى أن التطورات الحديثة سمحت للمعالج الطبيعي التنبؤ بالإصابة قبل حدوثها، خاصة اذا كان يملك الخبرة ولديه العلم الكافي بالحركة الميكانيكية للجسم. وأضافت لعمري في حديثها ” مثل هذه الملتقيات ستسمح لنا مع الأطباء بفتح باب النقاش وإيجاد الحلول لمعالجة الرياضي المصاب، لان العلاج الطبيعي يلعب دوار مهما في عملية الشفاء فهو يبدأ قبل الخضوع للجراحة ويمتد حتى بعد ذلك، كما يساعد في تقوية العضلات لإعطاء العضو ثبات أكبر واستعاده الحركة الطبيعية له”.

وأشارت نفس المتحدثة الى أن العلاج الطبيعي الرياضي يعتبر وسيلة هامة لتحسين المفاصل والأربطة ويشمل العلاج أدوار مختلفة ومتعددة الأغراض في علاج الرياضي، فهو يمنع تيبس المفاصل التي تصاحب الإصابة بضعف العضلات وضمورها، كما يمنع حدوث التشوهات والتصاق الانسجة الرخوة وقصرها.

الإصابات الرياضية

يتعرض الرياضيين عند ممارستهم المتعددة لإصابات مختلفة تختلف نوعها ودرجة خطورتها، وهذا وفقا لنوع الرياضة التي تستلزم استخدام المفاصل والعضلات بالضغط عليها بشك كبير، ويمكن تصنيف شدة الإصابة الرياضية حسب المختصين في الملتقى الى 4 مستويات، المستوى الأول وهي الإصابة العضلية مع ألم طفيف لا يؤثر على وظيفة العضلات بشكل كبير، أما المستوى الثاني فالإصابة العضلية هنا لا تنطوي على أي نوع من التمزق يسبب بعض الالام ولا يؤثر على وظيفة العضلات. وبخصوص المستوى الثالث فهنا تظهر تمزقات عضلية خفيفة وتؤثر على الحركة كما تؤدي الى ظهور كدمات، والمستوى الرابع تأتي مصحوبة بآلام شديدة جدا وتمزقات عضلية تسبب خلعا في المفاصل ويستعدي هذا النوع تدخل جراحي.

وفي الأخير، ممارسة الرياضة والتمارين يمكن أن تزيد من مخاطر الإصابة لذلك، ينبغي استخدام الأساليب الوقائية لتقليل من المخاطر التي يتعرض لها الرياضي. لان ترك الإصابة بدوتن علاج يمكن ان يتطور الى حالات مزمنة، ويمكن لطبيب الرياضة أن يقترح على المصاب عدة طرق لإعادة التأهيل بالعمل المشترك بينه وبين المختص في العلاج الطبيعي والفيزيائي والنفساني لمساعدة الرياضي على العودة بشكل أقوى مما كان عليه قبل الإصابة.

عائشة و.ح