صحة جيدة لحياة أفضل

الطبعة الثالثة للملتقى الدولي الخاص” قلب الطفل” بالجزائر: تقدم كبير في أمراض القلب لدى الأطفال

حرر : شعبان بوعريسة | صحفي
22 فبراير 2025

انعقدت الطبعة الثالثة للملتقى الدولي الخاص “قلب الطفل” يوم الجمعة بالجزائر، حيث كان الموضوع الرئيسي هو “التكفل برباعية فالوت”. وجمع هذا الحدث البارز في مجال أمراض القلب لدى الأطفال خبراء وطنيين ودوليين لمناقشة أحدث التطورات في تشخيص وعلاج هذا المرض المعقد. 

ترأس وزير الصحة عبد الحق سايحي، افتتاح الملتقى بحضور عدد كبير من المهنيين في القطاع، حيث أكد على أهمية التعاون الدولي في التكفل بأمراض القلب لدى الأطفال. وتم تنظيم هذا اللقاء بالشراكة بين مؤسسة “ابنيوجمعية آدم لمساعدة المرضى ، وهما جهتان فاعلتان في مجال الصحة العامة وتحسين الرعاية الطبية في الجزائر. 

ويهدف هذا الملتقى إلى تكوين وتعزيز مهارات الفرق الطبية والجراحية المتخصصة في أمراض القلب لدى الأطفال، لاسيما في علاج رباعية فالو، التي تُعدّ من بين أكثر أمراض القلب الخلقية شيوعًا وتعقيدًا. 

تُعتبر رباعية فالو تشوهًا خلقيًا في القلب يتضمن أربع عيوب رئيسية: وجود ثقب بين البطين، تضيق في الشريان الرئوي، إزاحة الشريان الأبهر، وتضخم البطين الأيمن، أين يؤثر هذا المرض على تدفق الدم نحو الرئتين، مما قد يؤدي إلى حدوث ازرقاق في الجلد نتيجة نقص الأكسجين في الدم.

من جهته كشف البروفيسور ”عبد المالك بوزيد” رئيس اللجنة العلمية للملتقى أنه رغم شيوع هذا المرض بين أمراض القلب ، إلا أنه يظل صعب التشخيص بسبب تداخل هذه العيوب الأربعة، وأكد أن التكفل بهذه الحالة يتطلب مهارات طبية وجراحية متخصصة، مما يجعل التكوين المستمر أمرًا ضروريًا للممارسين. 

تطرق الوزير عبد الحق سايحي أيضًا إلى التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال التكفل المحلي بأمراض القلب لدى الأطفال، موضحًا أنه بفضل الجهود التي تبذلها الدولة وبرامج تكوين الكوادر الطبية المحلية، انخفض بشكل كبير عدد المرضى الذين يتم تحويلهم للعلاج بالخارج. 

وقد شهدت المؤسسات الصحية، العامة والخاصة، تحسنًا ملحوظًا في قدراتها، مما يسمح اليوم بمعالجة العديد من حالات أمراض القلب الخلقية داخل البلاد، كما سلط الوزير الضوء على المشاريع قيد الإنجاز لإنشاء منشآت متخصصة جديدة في جراحة الأطفال، خاصة في كل من محالمة (الجزائر العاصمة ) وكنستال (وهران)، والتي ستساهم في تعزيز القدرة الاستيعابية للأطفال المحتاجين إلى رعاية قلبية متقدمة. 

شدد البروفيسور بوزيد على ضرورة التكوين المستمر للفرق الطبية، مشيرًا إلى أن هذا الجانب ضروري لمواكبة تطورات التقنيات الجراحية والعلاجات الطبية، كما أن خبرة الأطباء الأجانب الذين يشاركون بمعارفهم وتجاربهم خلال هذا الملتقى تلعب دورًا أساسيًا في الحفاظ على جودة الرعاية المقدمة للمرضى. 

من جهته أكد الدكتور نور الدين بن ذيب، رئيس مؤسسة “ابني”، أن التشخيص المبكر لرباعية فالو وعلاجها في الوقت المناسب يتيح لمعظم الأطفال استقرار حالتهم الصحية، وهذا ما يبرز أهمية الكشف المبكر وسرعة الوصول إلى الرعاية الطبية المتخصصة. ويساهم الملتقى من خلال مشاركة الخبراء الأجانب، في تحديث معارف الأطباء المحليين حول أحدث الابتكارات العلاجية، مما يساعدهم على تحسين ممارساتهم السريرية. 

أحد المشاريع الواعدة التي تم التطرق إليها خلال هذا الملتقى هو إنشاء مستشفيات جديدة متخصصة في أمراض القلب لدى الأطفال، فالمؤسستان المزمع إنشاؤهما في محالمة قرب الجزائر وكانستال قرب وهران، ستكونان مجهزتين بأحدث التقنيات لعلاج أمراض القلب لدى الأطفال بفعالية، وأكد الوزير أن هذه المنشآت الجديدة ستلعب دورًا محوريًا في تحسين التكفل بالحالات المعقدة، مما سيقلل الحاجة إلى التحويل للعلاج بالخارج. 

يمثل هذا الملتقى محطة هامة في مجال أمراض القلب لدى الأطفال في الجزائر، حيث يعكس التقدم الكبير الذي حققته البلاد في مكافحة أمراض القلب لدى الصغار، ويؤكد التعاون مع الخبراء الدوليين إلى جانب الجهود المبذولة لتحسين البنية التحتية الصحية، التزام الجزائر بأن تصبح رائدة إقليميًا في مجال رعاية أمراض القلب لدى الأطفال. 

ومن خلال التكوين المستمر للفرق الطبية وتعزيز القدرة الاستيعابية للمستشفيات، تحقق الجزائر تقدمًا واضحًا في الحد من التحويلات الطبية إلى الخارج، مع توفير علاجات عالية الجودة لصغار المرضى. وبفضل هذه الجهود، تسير البلاد نحو تحقيق استقلالية أكبر في مجال أمراض القلب لدى الأطفال، مما يضمن رعاية مثلى للأطفال المصابين بأمراض قلبية خلقية. 

الكلمات المفتاحية: أمراض القلب؛ الأطفال؛ الجزائر؛ ملتقى؛ سايحي؛ رباعية فالو؛ القلب.